سابقة تركية.. تَعرَّف الصاروخ فرط الصوتي İHA-230 المخصَّص للإطلاق من المسيَّرات. (Others)
تابعنا

في تَطوُّر استراتيجي غير مسبوق، فتح الصاروخ فرط الصوتي İHA-230، الذي أُطلِقَ من مسيَّرة أقنجي، الباب لعصر جديد أمام تركيا عندما أصاب هدفاً على بعد 140 كيلومتراً. من خلال النجاح الذي حققته هذه التجربة، لم تكتسب أنقرة مجرد فرصة استراتيجية للغاية بامتلاك صاروخ باليستي يطلق من الجو، ولكنها أظهرت أيضاً مرة أخرى أهمية وجود نظام محلي ووطني في مجال إنتاج الذخائر وأنظمة إطلاقها.

بالتوازي مع النهضة الكبيرة التي شهدتها صناعة الدفاع التركية، وبالأخصّ المسيّرات، حقّقَت تركيا أيضاً نجاحات كبيرة جدّاً في أنظمة الصواريخ الذكية، التي بدأتها منذ عام 2012، الأمر الذي مكّن المسيَّرات التركية المسلحة (SİHA) من زيادة قيمتها وفاعليتها بفضل ميزة القوة الضاربة للصواريخ الذكية، أي قدرتها على استخدام ذخيرتها لتدمير أهداف أرضية وجوية وبحرية بدقة عالية، ثابتة كانت أو متحركة.

أحدث هذه الصواريخ وأكثرها فتكاً هو الصاروخ الذي طورته شركة "روكيتسان" بموارد محلية ووطنية، وأُطلقَ من طائرة مسيَّرة لأول مرة. وأصاب صاروخ İHA-230 الهدف بدقة من مسافة 140 كيلومتراً في طلقة الاختبار. فلماذا كانت هذه التجربة مهمة واستراتيجية؟ وما نوع الأهداف التي يمكن استخدام هذا الصاروخ ضدّها؟ إليكم في هذا التقرير الإجابات عن كل هذه الأسئلة وأكثر.

الصاروخ فرط الصوتي İHA-230

إنها المرة الأولى التي تمتلك فيها تركيا مثل هذا الصاروخ الذي يُعتبر من فئة الصواريخ الباليستية الأسرع من الصوت، ولنجاح تجربة الإطلاق الأخيرة، تندرج تركيا في فئة الدول التي أنتجت واختبرت بنجاح صاروخاً باليستياً يطلق من الجو عبر منصات وطنية لأول مرة.

والحقيقة إن صاروخ İHA-230 ليس في الواقع مشروعاً ظهر في يوم وليلة، بل هو نتاج تراكم خبرات كبيرة ومتنوعة، تحديداً الخبرات التي تراكمت من مشروع صاروخ TRG-230، وهو نظام الصواريخ الباليستية الذي طوّرَته شركة "روكيتسان" للإطلاق من الأرض، وقد دخل الخدمة فعلياً.

وتماشياً مع المطالب الميدانية، كان التركيز على نسخة تطلق من الهواء من TRG-230. بعد الجهود المكثفة لمهندسي "روكيتسان" و"بايكار" (الشركة المصنعة لمسيّرات بيرقدار وأقينجي)، اكتملت بسرعة الأعمال على كل من الصاروخ والمنصة التي سيُطلَق من خلالها. وظهر صاروخ İHA-230 الذي يمكن أن يصل مداه إلى أكثر من 140 كيلومتراً.

الصاروخ فرط الصوتي İHA-230. (Others)

وعلى الرغم من أن صاروخ İHA-230 أثقل بـ10 كيلوجرامات من TRG-230، فإنه يمكنه الوصول إلى ضعف المدى. السبب الرئيسي لذلك هو إطلاق الصاروخ المعنيّ من الطائرة. يمكن للصاروخ İHA-230، الذي يُطلَق من ارتفاع يقارب 20-30 ألف قدم، السفر بشكل أسرع وأطول.

التكلفة المعقولة والفعالة

مما لا شك فيه أن التجارب القتالية التي خاضتها المسيّرات التركية فوق أكثر من ساحة قتال إقليمية ودولية، من سوريا إلى ليبيا، ومن القوقاز إلى الحرب الأوكرانية، منحت تركيا كثيراً من الدروس والعبر في مجال حروب المسيّرات، إذ ظهرت بوضوح مرة أخرى أهمية الذخيرة والصواريخ، التي يمكنك استخدامها بأعداد كبيرة في ساحة المعركة اليوم، وفعالة من حيث التكلفة وتدمير الأهداف معاً.

وبفضل امتلاك İHA-230، حقّقَت تركيا نجاحاً كبيراً في استهداف أنظمة الدفاع الجوي للعدو على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة، وهي ميسورة التكلفة ويمكن استخدامها بأعداد كبيرة، إذ اكتسبت تركيا ذخيرة يمكن أن تصل إلى القوة التدميرية بتكلفة معقولة جدّاً.

وتمتلك منظومة İHA-230 القدرة على الذهاب إلى هدف العدو بسرعة كبيرة، حتى عندما تكتشف رادارات العدو صاروخاً عالي السرعة والارتفاع، فغالباً ما يكون الوقت قد فات. قليل من البلدان في العالم لديه هذه القدرة.

ما الأهداف التي يمكن لصاروخ İHA-230 ضربها؟

تتمتع صواريخ İHA-230 بمدى بعيد، ولأنها تعتمد على الوقود الصلب، فهي فعالة للغاية ضدّ أنظمة الدفاع الجوي مثل BUK وS-300 وPatriot.

وبصرف النظر عن أنظمة الدفاع الجوي، قد تكون القواعد والمراكز الهامة التابعة للعدوّ هدفاً لصواريخ İHA-230. بالإضافة إلى ذلك، عند استيفاء الشروط اللازمة، يمكن أيضاً إصابة عناصر البحرية المعادية بشدة بنفس الصاروخ.

في النهاية، علينا أن نؤكّد أيضاً إحدى القضايا الأولى التي تتبادر إلى أذهاننا في التطورات المتعلقة بصناعة الدفاع المحلية والوطنية، وهي إمكانات التصدير. إمكانات تصدير İHA-230 عالية جدّاً، لا سيما وأن كل بلد يريد أن يكون لديه ذخيرة يمكنها أن تنتج مثل هذه النتائج الفعالة بهذا السعر الرخيص.

جدير بالذكر أيضاً أن أقنجي مطلوبة من جميع أنحاء العالم. يكاد يكون من المؤكد أن البلدان التي ترغب في الحصول على مسيّرات أقينجي تريد أيضاً İHA-230. في نهاية اليوم، يريد جميع المستخدمين امتلاك ذخيرة أسرع من الصوت يصل مداها إلى نحو 150 كيلومتراً.

TRT عربي
الأكثر تداولاً