ارتبط اسم حركة حماس بوجدان المواطن الفلسطيني لا سيما بعد الانتفاضة في عام 1987، وقد حظيت الحركة بشعبية كبيرة منذ تأسيسها حتى اليوم، نظراً للأهداف التي تتبناها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وفي هذا المقال سوف نتطرق إلى جوانب مختلفة من مسيرة الحركة وتاريخ سجالاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، وأبرز قادتها، وكذلك أهداف الحركة وأدبياتها.
تأسيس حركة حماس وسبب تسميتها وأبرز المؤسسين
تأسست حركة حماس في شهر ديسمبر عام 1986، واسمها جاء اختصارا لـ"حركة المقاومة الإسلامية حماس"، ومن أبرز مؤسسيها كل من:
الشيخ أحمد ياسين.
عبد العزيز الرنتيسي.
عيسى النشار.
عبد الفتاح دخان.
إبراهيم اليازوري.
محمد شمعة.
صلاح شحادة.
وكانت الحركة تحمل نفس الآيديولوجيات التي تعتنقها حاليّاً منذ ما قبل 1948 والمستمدة من فكر الإخوان المسلمين تحت أسماء مختلفة مثل "المرابطون على أرض الإسراء" وكذلك حركة الكفاح الإسلامي" حتى العام 1987، حين صدّرَت الحركة نفسها باسمها المعروف حالياً "حماس"، دعوتها إلى تحرير كل شبر من أرض فلسطين.
أهداف حركة حماس وتوجهاتها السياسية
تنبثق جميع أهداف "حماس" من الميثاق الذي أقرته قيادة الحركة في عام 1988، والذي يشتمل على أدبيات الحركة ووجهة نظرها إزاء شتى القضايا، وينص الميثاق على أن "أرض فلسطين وقف إسلامي لا يجوز التفريط بأي شبر منه على الإطلاق إلى يوم القيامة".
شعار حماس.. لا حق لليهود في فلسطين
لا تؤمن الحركة على الإطلاق بأي حق لليهود في أرض فلسطين، وتؤكد أنه لا بد من طردهم منها، إلا أن المتغيرات على الأرض قد أجبرت الحركة على القبول بحدود 1967 كهدنة طويلة الأجل مع الاحتلال، مع رفضها القاطع لأي حق لليهود الوافدين من مختلف دول العالم في فلسطين.
معركة وجود بالنسبة لحركة حماس
وتؤمن الحركة أن صراعها مع الاحتلال الإسرائيلي لم يكن في يوم من الأيام صراع حدود بل صراع وجود. وترى في دولة الاحتلال الإسرائيلي امتداداً للمشاريع الاستعمارية الغربية الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وتمزيق اللحمة والتماسك العربي، وترى أن المشاورات مع الاحتلال ليست إلا مضيعة للوقت كون ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة.
حماس واتفاق أوسلو
وترى حركة حماس أن اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الإسرائيلي عام 1993 وما سبقه من تنازلات فكرية وسياسية وعسكرية كان كارثة كبرى أكسبت الاحتلال الإسرائيلي شرعية البقاء على الأرض الفلسطينية بغطاء أممي، ووفقاً للمعطيات السابقة فإن الحركة ترى أن أوسلو وصمة عار يجب أن تُزال بالجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي بالوسائل المتاحة كافة.
مَن قادة حماس في الداخل والخارج؟
تألفت حركة في بداية الأمر من 7 مؤسسين بقيادة الشهيد أحمد ياسين، لتقوم فيما بعد بإنشاء العديد من اللجان القيادية توزعت على المجالين السياسي والعسكري والأمني والإعلامي.
قادة حماس في غزة
وبعد اعتقال الشيخ أحمد ياسين في شهر مايو عام 1989، أصدر الاحتلال قراراً يقضي بسجنه 15 عاماً، خلفه الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في قيادة حماس بقطاع غزة.
قادة حماس في الضفة الغربية
ومن أبرز قادة حماس في الضفة الغربية حسين أكويك وفضل صالح وحسين يوسف، وقد أبعدتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في شهر ديسمبر عام 1992.
قادة حماس في الخارج
لحركة حماس عديد من القادة في الخارج، منهم: رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، الناطق باسم الحركة إبراهيم غوشة، ممثل الحركة بالأردن محمد نزال، ممثل الحركة في طهران عماد العلمي.
بالإضافة إلى قادة آخرين تتحفظ الحركة عن ذكر أسمائهم، ويقود الحركة مجلس شورى، ويتكون المجلس من عديد من الأعضاء في الداخل الفلسطيني وفي الأقطار الخارجية.
كتائب عز الدين القسام.. جناح حماس المسلح
بالتوازي مع الجناح السياسي لحركة حماس يعمل الجناح المسلح المتمثل بكتائب عز الدين القسام، وهو اليد الطولى للحركة في موازنة قوة الردع مع الاحتلال الإسرائيلي.
تأسيس كتائب عز الدين القسام
كانت بداية تأسيس كتائب القسام قبل انطلاق حركة حماس بعام واحد، أي في عام 1986، واستمرت كتائب عز الدين القسام بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي تحت أسماء مختلفة حتى عام 1992، ليعلن عن تأسيس كتائب عز الدين القسام، وكان الشهيد عز الدين القسام هو الذي أعلن تأسيس الكتائب وعُرفت بعد ذلك باسمه.
ثوابت وأهداف كتائب القسام
لكتائب القسام عديد من الأهداف التي تتوازى مع أدبيات حركة حماس، ومن أبرز أهدافها ما يلي:
تحرير كل شبر اغتصبه الاحتلال الصهيوني عنوة من عام 1948 حتى استرداد جميع الحقوق المسلوبة.
إحياء راية الجهاد ضد الاحتلال الصهيوني بكافة السبل الممكنة من أجل نيل الحقوق.
الكفاح المسلح من أجل عودة جميع اللاجئين في الشتات إلى أرضهم الأم.
تأكيد أن الكفاح المسلح هو الطريق الأمثل لاستعادة الأرض.
تأكيد أن أرض فلسطين عربية وإسلامية.
كم عدد مقاتلي حماس؟
لا يوجد رقم معلن دقيق عن عدد المقاتلين في كتائب عز الدين القسام، ولكن يشير عديد من المصادر إلى أن العدد يزيد على 15000 مقاتل ميداني، بالإضافة إلى قوات احتياط أخرى، وتملك الكتائب أسلحة نوعية وصواريخ وطائرات مسيرة استطاعت بالتعاون مع الحركات الأخرى فرض قواعد اشتباك جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي.
أبرز مواجهات حماس مع الاحتلال الإسرائيلي
خاضت حركة حماس عديداً من المعارك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي أبرزها:
الانتفاضة في وجه الاحتلال الصهيوني في عام 1987.
اغتيال إسرائيل لمؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين بغارة جوية، وبعد شهرين اغتالت إسرائيل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.
اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 25 يونيو عام 2006، نفذت دولة الاحتلال بعده اغتيالاً محدوداً داخل القطاع، ليتم الإفراج عن شاليط بعد 5 سنوات من اعتقاله في عملية تبادل أسرى.
في يونيو 2007 أحكمت الحركة قبضتها على مقاليد الحكم في قطاع غزة.
في شهر ديسمبر 2008 شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوماً عسكرياً عنيفاً على قطاع غزة استمر لنحو 22 يوماً، استطاعت فيها حماس تثبيت قواعد اشتباك جديدة بعد ضربها للمرة الأولى بلدة سديروت جنوب الأراضي المحتلة.
في شهر نوفمبر 2012، قوات الاحتلال تغتال القائد في كتائب القسام أحمد الجعبري، لترد المقاومة بقصف مدن إسرائيلية في سجال دام 8 أيام.
في شهر يوليو 2014، نفذت قوة تابعة لكتائب القسام عملية أدت إلى خطف وقتل 3 صهاينة لترد قوات الاحتلال بحرب شرسة استمرت أسبوعاً، أسفرت عن استشهاد 2100 فلسطيني، ومصرع نحو 73 مواطناً إسرائيلياً منهم 67 جندياً إسرائيلياً.
في شهر مارس 2018، قوات الاحتلال تقتل 170 فلسطينياً، لتندلع بعدها مواجهات عنيفة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي.