تابعنا
تعد صيدا وصور وبنت جبيل والناقورة وجويا والنبطية وتبنين وجزين وحاصبيا ومرجعيون من أهم المدن الموجودة في جنوب لبنان.

يقع جنوب لبنان في الجهة الجنوبية من لبنان، التي يحدّها من الشرق سوريا ومن الجنوب إسرائيل، وتبلغ مساحة جنوب لبنان قرابة 1045 كم².

ويبلغ عدد سكانه نحو 800 ألف نسمة، وتشكل هذه المنطقة جزءاً مهماً من لبنان، إذ يضم كثيراً من المواقع التاريخية والثقافية، التي تمثل الحدود الجنوبية البلاد.

وتعد صيدا وصور وبنت جبيل والناقورة وجويا والنبطية وتبنين وجزين وحاصبيا ومرجعيون من أهم المدن الموجودة في جنوب لبنان.

جغرافيا وتاريخ جنوب لبنان

تتميز المنطقة بتضاريسها الجبلية والساحلية، إذ تمتد سلسلة جبال لبنان الشرقية على طول الحدود السورية، فيما يمتد الساحل اللبناني على طول البحر الأبيض، كما تتميز المنطقة بتنوعها البيئي، إذ تمتلك الكثير من الغابات والبحيرات والوديان.

وهو مساحة جغرافية تشمل محافظتي الجنوب والنبطية، ويمتد من مدينة صيدا شمالاً حتى مدينة ناقورة جنوباً، أما حدوده الشرقية فهي سفوح جبل الشيخ عقيل على مثلث الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين، ويحتل جنوب لبنان مركزاً بارزاً في الصراع اللبناني-الفلسطيني.

يعود تاريخ المنطقة إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث كانت المنطقة مأهولة بالسكان منذ آلاف السنين، كما شهدت المنطقة الكثير من الحضارات المختلفة، بما في ذلك الفينيقيون والرومان والبيزنطيون، وفي العصر الحديث شهد جنوب لبنان كثيراً من الحروب والمعارك التي بقيت آثارها في المنطقة.

أهم المواقع البارزة في جنوب لبنان

يمتلك الجنوب عدة مواقع ومعالم ميَّزته عن بقية المناطق، ومن هذه المواقع:

نهر الليطاني

ينبع من غرب مدينة بعلبك، ويصب في البحر الأبيض المتوسط ويعد من أطول الأنهر اللبنانية.

نهر الوزاني

وهو من الأنهر اللبنانية التي ترفد من نهر الحاصباني، ويشكّل هذا النهر الحدود الجغرافية بين جنوب لبنان ومنطقة الجولان السورية المحتلة.

قلعة شقيف

وهي قلعة تاريخية تقع في الجنوب اللبناني، وتبعد قرابة 1 كم عن قرية أرنون.

الخط الأزرق

وهو الخط الفاصل الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان من جهة وإسرائيل وهضبة الجولان المحتلة من جهة أخرى في 7 يونيو/حزيران عام 2000.

مَعلم مليتا السياحي

وهو مَعلم سياحي للعمل المسلح في لبنان، ويعد أول متحف من نوعه يحاكي تاريخاً لا يزال خالداً في الأذهان، حيث يضم مسرحاً حربياً على مساحة مفتوحة تغطي موقع مليتا العسكري سابقاً.

الحروب والمعارك التي خاضها جنوب لبنان

تعرضت المنطقة للكثير من الحروب والمعارك على مر التاريخ، ومن أهم هذه الحروب والمعارك:

الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)

تعد الحرب الأهلية عام 1975 من أكثر الحروب دموية في تاريخ لبنان، حيث راح ضحيتها ما يقارب 120 ألف شخص، كما شهدت منطقة جنوب لبنان الكثير من المعارك خلال هذه الفترة، وشهدت المنطقة قتالاً وحرب شوارع بين مختلف الفصائل اللبنانية.

معركة بنت جبيل (1978)

كانت هذه المعركة بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، حيث تمكن الحزب من صد الهجوم الإسرائيلي وتحرير بنت جبيل.

معركة حرب المخيمات (1982)

كانت هذه المعركة بين الجيش الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية، حيث تمكّن الجيش الإسرائيلي من احتلال مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، جنوب لبنان.

معركة حرب الشوار (1985-1990)

كانت هذه الحرب بين الجيش اللبناني و"حزب الله"، حيث تمكن "حزب الله" من السيطرة على الكثير من القرى والبلدات في جنوب لبنان.

حرب لبنان الثانية (2006)

اندلعت هذه الحرب بعد مهاجمة "حزب الله" لإسرائيل. أدت هذه الهجمة إلى اندلاع حرب استمرت 33 يوماً. وفي هذه الحرب شهد جنوب لبنان معظم المعارك كما تعرض للقصف العنيف والمكثف من إسرائيل.

احتلال إسرائيل لجنوب لبنان

احتلت القوات الإسرائيلية جنوب لبنان بعد هجومها على لبنان خلال الحرب التي شنتها عام 1982، وأبقت على قواتها لدعم جيش لبنان الجنوبي في المنطقة، كما خلقت هناك فتنة طائفية مسيحية.

وفي عام 1982 سيطرت القوات الدفاع الإسرائيلي والميليشيات المسيحية التابعة لجيش لبنان الحر على أجزاء كبيرة من لبنان، ومن ضمنها أجزاء من بيروت، وذلك ضمن عملية واسعة ضد المدنيين التي تعدّ الأعنف من نوعها في الحرب الأهلية اللبنانية.

ومن ثم بدأت إسرائيل تنسحب تدريجياً من بعض المناطق التي احتلتها بين عامي 1983 و1985، ولكنها أبقت سيطرتها الجزئية على المنطقة الحدودية المعروفة باسم الحزام الأمني لجنوب لبنان، وبالتنسيق مع ما أُطلق عليها "دولة لبنان الحرة"، التي نصَّبت نفسها بنفسها دولة رسمية، إذ تخلت هذه الدولة عن المناطق الحدودية الجنوبية لإسرائيل.

وعلى الرغم من حصول دولة لبنان الحرة على الدعم الأمريكي والاعتراف الإسرائيلي، فإنها سقطت عام 1984، كما تلاها سقوط جيش اللبناني الجنوبي الذي سُمي في البداية جيش لبنان الحر، في عام 2000.

دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي مواقع مختلفة ضمن ادارة جيش لبنان الجنوبي، ومن خلال هذا الدعم استطاع ان يشغل مواقع مختلفة ويسيطر عليها فترة وجود إسرائيل في الحزام الأمني، ومن خلال هذا الجيش تحكمت إسرائيل في الحياة اليومية في المنطقة. وفي البداية كانت صفتها قوة رسمية لدولة لبنان الحر، ثم كميليشيا حليفة.

عملية الليطاني

حرب جنوب لبنان عام 1978، أو "عملية الليطاني" كما أطلقت عليها إسرائيل، هي حملة عسكرية قام بها جيش الدفاع الإسرائيلي على جنوب لبنان، احتل خلالها الأراضي اللبنانية حتى نهر الليطاني.

ففي مارس/آذار عام 1978 توغل جيش الدفاع الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية حتى نهر الليطاني، وبقيت هذه المناطق تحت سيطرته لمدة 3 أشهر، ثم انسحب بعدها إلى الحدود الدولية بعد أن حقق أهداف هذه العملية.

كانت هذه الحملة تهدف إلى القضاء على المنظمات الفلسطينية المتمركزة في المنطقة وتدمير بنيتها التحتية من أجل الحد من عمليات الهجوم التي كانت تقوم بها هذه المنظمات ضد إسرائيل والمناطق الشمالية فيها.

أسفرت هذه الحملة عن مقتل ما بين 1100 و2000 من المقاتلين الفلسطينيين والمواطنين اللبنانيين، كما هجَّرت هذه الحملة ما بين 100 ألف و250 ألف مواطن لبناني من بيوتهم.

وبعد نجاح الحملة وتحقيق إسرائيل أهدافها، تمكنت من إجبار قوات منظمة التحرير الفلسطينية على الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني.

أدت اعتراضات الحكومة اللبنانية على الاجتياح الإسرائيلي إلى إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 425 والقرار رقم 425، داعياً إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى تكوين قوة حفظ السلام في جنوب لبنان، التي تتكون من قوات "يونيفيل"، حيث وصلت هذه القوات إلى لبنان في 23 مارس/آذار عام 1978 واتخذت من ناقورة مركزاً لها.

تنمية المنطقة بعد الحرب

بعد انسحاب إسرائيل من الجنوب عام 2000 بدأت المنطقة بالتعافي من آثار الحرب، وشهدت الكثير من المشاريع التنموية، كما جرى العمل على إعادة بناء البنية التحتية وتطوير جميع القطاعات الاقتصادية والخدمية.

يواجه الجنوب كثيراً من التحديات، ومن ضمن هذه التحديات الفقر والبطالة والهجرة، ورغم هذه التحديات فإن فرص تنمية المنطقة تزداد مع مرور الوقت، وذلك بفضل مواردها الطبيعية وموقعها الجغرافي المميز.

TRT عربي
الأكثر تداولاً