توجد داخل قطاع غزة المحاصر، عشرات من المنظمات والمؤسسات الدولية، والتي تعمل بشكل عام على تحسين مستوى الأوضاع المعيشية لسكان القطاع، الذين يعانون أوضاعاً اقتصادية صعبة منذ سنة 2007 حتى الآن، نتيجة الحصار الخانق الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني منذ 16 سنة.
ورغم اختلاف مجالات عمل هذه المنظمات الدولية، فإن العامل المشترك بينها هو العمل على تخفيف وطأة الحصار المطبق على سكان قطاع غزة، الذي يشهد معدلات عالية من الفقر المدقع، فضلاً عن استفحال آفة البطالة في صفوف الشباب الغزاوي بنسب مرتفعة جداً.
ومن أبرز هذه المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة:
الأونروا:
تعتبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الأونروا، أحد أبرز المنظمات الدولية التي تعمل داخل قطاع غزة. وتأسست الوكالة في الثامن من شهر ديسمبر/كانون الأول سنة 1949، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 في دورتها الرابعة.
أسست لغرض مواجهة تبعات التهجير القسري الذي تعرض له أهالي فلسطين على يد المنظمات الصهيونية بعد حرب 1948. وتعمل الوكالة داخل قطاع غزة على تقديم المساعدات الإنسانية وحماية اللاجئين، عن طريق التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية. إذ تنتشر العشرات من المدارس التابعة للأونروا في مختلف مناطق القطاع، التي يلجأ إليها النازحون في الأوقات التي تشهد ومواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية.
الصليب الأحمر الدولي:
تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر داخل قطاع غزة على تقديم الخدمات الصحية للمصابين في أثناء الاشتباكات، إذ تقيم العديد من المستشفيات المتنقلة داخل القطاع، بهدف تقديم الرعاية الصحية للسكان وإجراء العمليات الجراحية المعقدة بخاصة حالات الإصابة الشديدة.
كما تعمل هذه اللجنة الدولية على توزيع مواد الإغاثة (الخيم، الأغطية، قوارير غاز الطهي، الوجبات الغذائية…) للمتضررين، بالإضافة إلى بذل الجهود في تسهيل عملية وصول سيارات الإسعاف التي تخلي المصابين والجرحى وأفراد الأطقم الطبية إلى المستشفيات، إذ تعمل على مراقبة مدى احترام القانون الدولي الإنساني المتعلق بحماية المدنيين، بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية:
يعمل هذا المكتب على عمليات الاستجابة لحالات الطوارئ داخل قطاع غزة، بغرض حماية الأرواح وحماية المدنيين الذين يواجهون أزمات ومشاكل إنسانية. إذ يعمل على وصول المساعدات الممنوحة للمحتاجين.
كما تسعى إلى تمويل مشاريع التنمية داخل القطاع المحاصر، إلى جانب مساعدة الأشخاص في الحصول على المساعدات الإنسانية. فضلاً عن عملها على إدارة المعلومات داخل قطاع غزة وتبادلها مع مختلف المؤسسات التي تعمل في المجال الإنساني والخيري، للاسترشاد بها في تقديم الاستجابة السريعة والفعالة وقت الأزمات والصراعات.
المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان:
تقدم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تقارير دورية إلى الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان، إذ تعمل على مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية التي تمس حقوق الشعب الفلسطيني، بغرض ضمان المساءلة القانونية عن الانتهاكات الحقوقية، المتعلقة بالأمن وحرية التعبير.
وتعتبر المفوضية الجهة الوحيدة المكلفة دولياً برصد حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب تقديمها تقارير علنية عن الأوضاع الحقوقية داخل القطاع عبر المكتب الفرعي للمنظمة في مدينة غزة.
برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية:
يعمل هذا البرنامج على توفير الاحتياجات الضرورية للإسكان والتوسع الحضري المستدام داخل قطاع غزة، الذي يشهد ضغطاً سكانياً هائلاً. كما يعمل البرنامج عبر مكتبه الفرعي داخل القطاع إلى تقديم سبل التعاون الفني وبناء القدرات، التي تمثل منهجية التوطين وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وذلك عن طريق تنمية المدن والتجمعات البشرية في القطاع، بغرض توفير مستوى معيشة ملائم للأطفال والشباب والنساء، مع تزويدها بجميع الخدمات والاحتياجات الضرورية التي تساعد على التكيف مع الأزمات المتعلقة بالحصار الإسرائيلي وتبعات الحروب والصراعات العسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية داخل القطاع.
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:
يهدف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي/برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني، من خلال مكتبه الفرعي داخل مدينة غزة، إلى توفير الكثير من فرص العمل الدائمة للشباب في قطاع غزة، عن طريق تلقيهم تكوينات تطبيقية في مجالات مختلفة، مثل النجارة والحدادة والأجهزة الكهربائية وصيانة السيارات والدراجات النارية.
كما يمول المشروع العشرات من المشاريع الذاتية للشباب حاملي المشاريع (الصغيرة) في مختلف مدن القطاع المحاصر. إلى جانب تقديم المنح الدراسية الممولة بشكل كامل أو جزئي، بخاصة للطلاب الذين ينحدرون من أسر فقيرة أو منعدمة الدخل.
هيئة الإغاثة الإنسانية التركية:
هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات (IHH) التركية، هي منظمة دولية تأسست في مدينة إسطنبول بتركيا سنة 1992، وافتتح مكتبها في قطاع غزة منذ سنة 2009، الذي تعمل من خلاله على تقديم المساعدات الصحية وجميع المساعدات الطارئة لساكنة قطاع غزة.
ويعمل مكتب الهيئة على بناء وتشييد مراكز للتعليم والتدريب المهني. فضلاً عن تنظيم نشاطات وفاعليات الدعم النفسي للمتضررين من الحروب ضد غزة، وتوفير مراكز خيرية لرعاية الأيتام والمسنين الذين فقدوا أسرهم وذويهم جراء القصف العشوائي لجيش الاحتلال الإسرائيلي للقطاع. كما يجري تقديم مجموعة من المساعدات الغذائية مثل السلات الرمضانية، وإيفاء أموال الزكاة والمساعدات النقدية المحتاجين داخل قطاع غزة.
هيئة الإغاثة الإسلامية:
تعمل "هيئة الإغاثة الإسلامية عبر العالم" بشكل كثيف ومتواصل داخل قطاع غزة، إذ تسهر على تقديم الكثير من الخدمات المجانية والإنسانية للمتضررين داخل القطاع نتيجة الحصار وويلات الحروب. وتتكفل هذه الهيئة الدولية بنحو 8 آلاف يتيم في مختلف مدن وبلدات القطاع المحاصر.
إلى جانب ذلك، تقدم الإغاثة الإسلامية المساعدات بشكل موسمي، مثل الطرود الغذائية الرمضانية وملابس الأعياد والإفطار الجماعي في شهر رمضان، فضلاً عن عمليات ترميم المنازل المهدمة. كما تقيم أيضاً العشرات من الأنشطة التوعوية والتعليمية والرحلات الترفيهية للأطفال، بخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، علاوة على تقديم الرعاية الصحية للمرضى عبر توفير المأوى والأدوية.
مؤسسة أنيرا:
المؤسسة الأمريكية لإغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى (Anera)، تأسست منذ سنة 1968، بغرض مساعدة اللاجئين والمتضررين من الحروب في فلسطين والأردن ولبنان. وتعمل المؤسسة داخل قطاع غزة الآن على تقديم المساعدات الإنسانية للأسر الفقيرة معدومة الدخل أو ذات الدخل المنخفض.
كما تسعى إلى إقامة العديد من الأنشطة الاقتصادية والتنموية، بهدف التخفيف من حدة الحصار المفروض على القطاع براً وجواً وبحراً. إلى جانب تقديم الرعاية الصحية والطبية للمرضى، وتوفير وضمان التعليم لأبناء اللاجئين الفلسطينيين، عن طريق إدارة وتمويل المراكز التعليمية التابعة لها في القطاع.
هيومان أبيل:
مؤسسة هيومان أبيل (Human Appeal) هي منظمة دولية للإغاثة والتنمية، تنشط في الكثير من المناطق في العالم، أبرزها قطاع غزة، إذ تعمل داخل الأخير على تقديم المعونات الغذائية الأساسية لساكنة القطاع، ورعاية الأطفال وكفالة الأيتام، والتي توفر لهم الكثير من الاحتياجات مثل المأوى، الكامل والمشرب، الملابس، اللوازم والكتب المدرسية.
كما تعمل أيضاً من أجل توفير مياه الشرب، عن طريق تنقية شبكة المياه داخل غزة، عبر بناء محطة لتحلية المياه في القطاع، علاوة على دورها الكبير في تقديم التمويلات اللازمة من أجل مكافحة الأزمة الصحية المتردية داخل قطاع غزة، نتيجة الحصار الخانق وتبعات الحروب والصراعات.
