كان الوصول إلى المنزل الملوّن الصغير سهلاً للغاية، فالرحلة من إسطنبول إلى صبنجا حيث موقع المنازل الملونة السياحية الصغيرة لم تستغرق أكثر من ساعتين.
أول ما تراه عند دخولك الساحة الكبيرة المليئة بالأشجار وسط الطبيعة، مجموعة من المنازل التي بنيت بعضها إلى جانب بعض.
يفصل كل منزل عن الآخر حديقة صغيرة، وُضعت فيها طاولة وكراسي للنازلين. فيما تتوسط هذه المنازل بقعة كبيرة خُصصت للشواء والسهرات الليلية.
البيت الأزرق هنا وهناك الأصفر الأكبر منه بقليل، فيما بُني إلى جانبه بيت برتقالي صغير.
ملاذ الباحثين عن الهدوء
وجاءت فكرة المنازل الملونة بعد جائحة كورونا، لا سيما مع أول إغلاق شهدته تركيا في البلاد قبل عام.
إذ إن الناس منذ ذلك الحين تبحث عن أماكن سياحية تتبع التدابير الوقائية من كورونا، لكن حتى في الفنادق فإن الخوف عند أكثر الناس كان الاختلاط.
وتتيح هذه المنازل الملونة فرصة مناسبة للباحثين عن النظافة والتباعد الاجتماعي بعيداً عن زحمة المنتجعات.
كما تجد أمام كل منزل أدوات للتعقيم يمكنك استخدامها عند الدخول أو الخروج بشكل دائم.
ومع الوقت تحوّلت المنازل إلى ملجأ للراغبين في قضاء عطلة هادئة وسط الطبيعة.
ويتوافد على هذه المنازل زوار محليون وأجانب في فصلي الشتاء والربيع، إذ إن منطقة صبنجا تزداد جمالاً مع تساقط الثلوج سنوياً.
مميزات المنازل
ويختلف كل منزل عن الآخر، فهناك الصغير الذي يشبه غرفة الفندق المكونة من سرير أو اثنين مع حمام وطاولة صغيرة وخزانة للثياب وتلفاز وبراد صغير للأطعمة.
وهناك الأكبر حجماً قليلا الذي يتألف من غرفتين مع مطبخ صغير وبقية الأدوات المذكورة في المنزل الصغير.
أما المنزل الكبير فهو الذي يتألف من طابقين، الأول يكون غرفة نوم مع حمام خاص، والثاني يكون غرفة نوم أخرى، أما الطابق الأرضي فتوجد فيه غرفة الجلوس والمطبخ والحمام وطاولة للطعام.
وتختلف أسعار كل واحد منها، إذ يتراوح الصغير بين 500 و800 ليرة تركية لليلة الواحدة، ويتسع لشخصين دون إضافة في الأسعار.
أما المتوسط الحجم فتتراوح الليلة الواحدة فيه بين 900 و1300 ليرة تركية، ويتسع لأربعة أشخاص دون زيادة في سعر الحجز.
وتتراوح الأسعار في البيت الأكبر ذي الطابقين بين 1500 و2000 ليرة لليلة الواحدة، ويتسع هذا لعائلة أو أصدقاء قد يصل عددهم إلى 6 دون أي إضافات إلى التكلفة الأساسية.
وفي منتصف الساحة الكبيرة يوجد مطعم يستقبل النزلاء كل صباح لتناول الفطور مجاناً، وإلى جانبه أشجار كثيرة منتشرة علّق عليها الزوار أشرطة ملونة، وعلى غيرها خرزات زرقاء اللون يستخدمها الأتراك كثيراً في حياتهم.
المنازل قريبة من بحيرة صبنجا
وأكثر ما يميز هذه المنازل المنتشرة هو قربها من بحيرة صبنجا.
وتقع بحيرة صبنجا ذات المياه العذبة بين خليج "إزميت" وسهول "ادابازارس"، وتحتل مساحة قدرها 45 كيلومتراً مربعاً، لتكون من كبرى البحيرات الطبيعية القريبة من إسطنبول.
وتبتعد البحيرة 135 كيلومتراً عن إسطنبول، ويصل عمقها إلى 52 متراً تقريباً، وهي تابعة لمحافظة "سقاريا".
وتفصل مدينة "إزميت" بينها وبين إسطنبول، ويتم الوصول إلى البحيرة بركوب القطار المتجه مباشرة إلى صبنجا من محطة حيدر باشا أو بالسيارة من أي مكان في إسطنبول.
البحيرة يتوافد السياح عادة عليها لالتقاط الصور، أو لتناول الغداء في مطاعمها المنتشرة على طول البحيرة.
كما يوجد في البحيرة سوق يبيع للوافدين هدايا تذكارية من المكان وثياباً تراثية.
وعلى الرغم من أن بعض هذه المطاعم أُقفل بسبب جائحة كورونا، فإن هناك أخرى تستقبل أعداداً محددة من الزوار.
فيما تنتشر أكشاك صغيرة لبيع الذرة والكستناء والحلويات، وأخرى لتأجير دراجات هوائية للصغار والكبار.
المنازل الملونة الصغيرة في تركيا
ولا توجد فكرة المنازل الملونة في صبنجا فقط، فهي موجودة أيضاً في مدينة بولو الواقعة شمال تركيا على البحر الأسود.
كما نجد المنازل الملونة على شكل أكواخ صغيرة في مدينة ريزة التي تقع في الجزء الشرقي من منطقة البحر الأسود في تركيا.
وفي ولاية سيواس نجد منازل الهوبيت، التي ما تزال تجذب السياح صيفاً وشتاء منذ عام 2018.
وهذه المنازل التي صممتها البلدية في إحدى الحدائق العامة مستوحاة من سلسلة أفلام "سيد الخواتم" الأمريكية الشهيرة.
ويظهر في الفيلم الذي أخرجه بيتر جاكسون، وألفه جيه آر آر تولكين، أبطاله من الشخصيات قصار القامة الهوبيت، وهم يعيشون في بيوت تحت الأرض لا يظهر منها سوى واجهاتها الأمامية.
وتقع منازل "الهوبيت" في متنزه "باشا باهتشه" شمالي سيواس، وتحتوي على كل الأقسام التي تحتاج إليها عائلات السائحين لقضاء عطلة مريحة، من غرف نوم وصالات جلوس ومطابخ وحمامات.
كما تعتبر من بين الأماكن المفضلة لعشاق العطلة المنعزلة، خصوصاً مع فترة انتشار فيروس كورونا.