من الطبيعي أن يواجه الفرد هذه الفكرة بشكل واقعي عند البحث عن حميات إنقاص الوزن من مصادر غير صحيحة كالمنصات الاجتماعية والمواقع التجارية.
وتأكدت هذه الفكرة نتيجة للحميات المتداولة بكثرة بين الناس التي تتخذ شكل وجبات معينة ومحددة الكميات والأصناف وطرق التحضير، وبالتالي يعود سبب عدم القدرة على تطبيق هذه الحميات إلى عدة عوامل، من أهمها التكلفة العالية، فتحديد وجبات معينة ذات أصناف متكررة وغير متوفرة بسهولة في نمط حياة الغالبية يعتبر مكلفاً، فمثلاً تحديد ثلاث وجبات أسبوعياً من الستيك يعتبر ذا تكلفة عالية وغير واقعي.
عامل مؤثر آخر هو طبيعة الحياة المجتمعية بخاصة في الوطن العربي التي تتميز بالتجمعات العائلية غالباً وبالتالي من الصعب على فرد من الأسرة أو حتى رب الأسرة عزل نفسه من خلال وجبات طعام خاصة ضمن عائلته الصغيرة أو عائلة متشعبة ومتسلسلة.
إضافة لما سبق فإن من العوامل المؤثرة أيضاً كون الحميات الرائجة تحتوي على وجبات شبيهة بوجبات المرضى في المستشفيات من حيث الطعم والتكرار والكميات القليلة والمكونات، مما يسبب الشعور بالملل بشكل سريع من الحمية ويؤثر على مدة التزامها.
مواصفات الحمية الصحيحة لإنقاص الوزن
عند البدء باتباع حمية لإنقاص الوزن تجب ملاحظة عدة سمات لها لضمان السير نحو الهدف المرجو وهو إنقاص الوزن وتحسين الصحة العامة، ومن أهم هذه السمات:
1. التنوع، فالحمية الصحيحة يجب أن تكون متنوعة فلا تقتصر على أصناف أو مجموعات غذائية معينة بل على العكس تماماً يجب أن تكون الوجبات ذات مكونات من كل المجموعات الغذائية، مع ضرورة تنويع أصناف المجموعة الواحدة لتزويد الجسم بكل احتياجاته من العناصر الغذائية الكبرى Macro Nutrients والعناصر الغذائية الصغرى Micro Nutrients وهي الفيتامينات والمعادن.
2. التوازن، وذلك من خلال كميات صحيحة من العناصر الغذائية في حصص غذائية محددة من كل مجموعة غذائية، فمثلاً يجب على البالغ أن يستهلك يومياً ما يقارب 5 حصص من الخضراوات، وبالتالي وجود هذه الحصص في الحمية يعتبر هاماً لتوازنها ولصحة الجسم وتلبية احتياجاته.
3. الكفاية، وتتشعب هذه النقطة لنقاط عديدة من ضمنها السعرات الحرارية في الحمية، ونظام تقسيم الوجبات، وكمية الطعام في الحمية تبعاً لاختيارات معينة في الأصناف الغذائية وعوامل أخرى كالمضافات للطعام، وفي النهاية يجب أن تزود الحمية الصحيحة الجسم بكمية طعام كافية لا تقل بمحتواها عن 1000 سعر حراري يومياً.
4. قابلية التطبيق، فتكون الحمية قابلة للتطبيق وتتكون من وجبات وأصناف متوافرة وذات تكلفة متوسطة، ومن الهام أيضاً أن تكون ذات طعم جيد وألوان متنوعة في الوجبة الواحدة.
التغييرات التي تعتمد عليها الحمية الصحيحة في الوجبات لإنقاص الوزن
تعتمد الحميات الصحيحة على عوامل منها تقليل السعرات الحرارية أو زيادتها، وإحداث تغييرات بنمطية الوجبات، وتحديد نسب العناصر الغذائية الكبرى وهي البروتين والكربوهيدرات والدهون، وعوامل مساعدة أخرى كالطب العشبي البديل المساند وكميات السوائل في الحمية.
إضافة إلى كل ما سبق فإن الحمية لتكون صحية يجب أن تعتمد على إحداث تغييرات معينة في الوجبات والاختيارات، ومن أهم هذه التغييرات تقليل نسبة الدهون المستهلكة قدر الإمكان من خلال منع استهلاك المقالي والأطعمة الدسمة كلحوم الأعضاء وكذلك الوجبات السريعة الغنية بالدهون، ثم الاستعاضة عنها بطرق تحضير صحية من دون دهون مضافة كالشوي والسلق، وهذا من خلال إمكانية تحضير كل الوجبات بلا دهون مضافة ولا تغيرات ملحوظة وغير مقبولة على الطعم.
أما التغيير التالي ذو الأهمية الكبيرة فهو تقليل كمية النشويات المستهلكة، وبخاصة النشويات البسيطة سريعة الهضم التي تسبب رفع سكر الدم بشكل سريع مما يسبب اختزان الدهون في الجسم ومشكلات صحية مرتبطة به مستقبلاً كمرض السكري من النوع الثاني، وفي المقابل فمنع النشويات تماماً يعتبر خاطئاً لأنها مصدر الطاقة الرئيسي للجسم، إلا أن التحول إلى اختيارات أخرى كالحبوب الكاملة يعتبر هاماً لأنها تحتوي بقشورها على ألياف غذائية تزيد الشعور بالشبع إضافة إلى دورها بخفض كولسترول الدم والدهنيات وتسهيل الهضم.
تغييرات أخرى ذات أهمية كالحد من استهلاك السكر الأبيض واستبدال محليات طبيعية به، وكذلك بالنسبة إلى الحلويات وبخاصة الدسمة كالحلويات العربية المقطرة والحلويات الغنية بالزبدة والسمن التي يمكن الاستغناء عنها تدريجياً أو استبدال حلويات منزلية بها محضرة بطرق صحية، وكذلك ضرورة الحد من الإسراف بالملح الأبيض (ملح كلوريد الصوديوم) والأطعمة التي تحتويه بكثرة مثل المخللات والمعلبات.
أساس الحمية الصحية هو التدريب على الرغم من كونه غير شائع في مجتمعاتنا
في المجتمعات العربية لا يزال مختص التغذية مهنة طبية غير أساسية مما يؤثر سلباً على اختيار الأفراد لمصدر صحيح لإنشاء خطة متكاملة لإنقاص الوزن أو الوصول إلى هدف مرتبط بالتغذية، ولكن الحمية الصحية بالأصل تقوم على التدريب بالتواصل مع مختص التغذية ليكتسب الفرد منه ما يخوله لاتباع نمط حياة صحي بلا صعوبات، بعد تمكُّنه من تحديد حجم الحصة الغذائية بشكل مبسط، إضافة إلى تحديد احتياجاته اليومية من كل مجموعة غذائية بشكل تقريبي وكيف يمكنه الحصول على هذه الاحتياجات وتوزيعها على الوجبات.
يجب على كل فرد أن يدرك أن الطرق الصحيحة لإنقاص الوزن سهلة التطبيق وتهدف إلى إكساب الفرد نمط حياة صحي دائم سهل التطبيق، لهذا ينبغي الحرص دائماً على اتباع مصدر صحيح للوصول إلى النتائج المرجوة من دون مضار صحية وبفاعلية.