بمعدَّل 70 ألف عملية بحث في الثانية، وأكثر من 54 مليار زيارة في اليوم، يتربع "غوغل" على عرش محركات البحث داخل العالم الرقمي. غير أن هذه المعطيات المتميزة لم تمنع الشركة الأمريكية من السعي نحو تعزيز تلك الصدارة والمزيد من التميز في مجال اشتغالها الرئيسي والخدمات التي تقدم.
هذا ما كشف عنه مسؤولو مشاريع تطوير البرمجيات في "غوغل"، والذين قالوا بأن الشركة تسعى إلى تطوير محرك بحثها بإضافة ميزات جديدة للبحث، تجعل منه أكثر تفاعلية واعتماداً على الصور المرئية والذكاء الاصطناعي. فيما وعدوا بأن هذه النسخة الجديدة من محرك البحث "ستعيد تشكيل مفهوم البحث على الإنترنت".
أكثر من مجرد محرك بحث!
تسعى "غوغل" إلى تغيير مفهوم مستخدميها عن محركات البحث الاعتيادية، لحاقاً بتطبيقات أخرى كـ "تيكتوك" و"إنستاغرام" التي أصبحت تعيد تشكيل مفهوم وسائل التواصل الاجتماعي. هذا ما كشفه مسؤولو تطوير برمجيات البحث في الشركة، أثناء حدثها السنوي الخاص، يوم الأربعاء.
وكشف هؤلاء المسؤولون عن أن الشركة تواصل المضي في اتجاهها السائد في السنوات الأخيرة، في تطوير محرك بحثها بجعله أكثر سلاسة في إجراء عملية البحث، وأكثر اعتماداً على المحتوى المرئي، وبالتالي لن يصبح المستخدم في حاجة إلى الكتابة من أجل الحصول على نتائج البحث.
حسب نائب المدير التنفيذي لـ"غوغل" المسؤول عن برنامج تطوير البحث، برابهاكار راغافان، فإن قواعد "لعبة البحث" التي اشتغل بها محرك "غوغل" منذ انطلاقه "كانت كالآتي: عزيزي الإنسان، إذا كتبت أسئلتك بشكل دقيق، ستحصل على إجابات أكثر دقة". لكن "بفضل التطور غير المسبوق للذكاء الاصطناعي جرى الآن قلب الطاولة على التقنيات القديمة" يؤكد المسؤول.
وبفضل هذه التعديلات الجديدة في عملية البحث على "غوغل"، ستجعل من النتائج أكثر دقة ومناسبة أكثر لـ"جيل تربى على المحتوى البصري"، على حد تعبير راغافان. وبالتالي، يضيف، "كان المستخدم من قبل يعيب على نفسه إذا لم يحصل على ما أراده من خلال عملية البحث، اليوم أصبح اللوم علينا في ذلك".
ميزات غوغل الجديدة
وما زالت "غوغل" لم تكشف عن الحلة الجديدة التي سيكتسيها محرك بحثها الجديد، وإلى أي نتيجة سيقود مشروع التطوير الذي أعلنت انطلاقه. غير أن مجموعة ميزات ستقوم الشركة بإضافتها إلى التطبيق، في خطوة ثورية نحو المفهوم الجديد لمحركات البحث الذي وعدت به.
من أبرز هذه الميزات التي جرى الكشف عنها، والتي سيشملها التحديث الجديد لتطبيق "غوغل"، فسح خدمة البحث عن الأماكن المجالَ أمام نشر المستخدمين محتوى مصور، في شكل "Stories"، عن تجربتهم بها.
وأطلقت الشركة على هذه الميزة اسم "فايبز"، وأضافت بأنها ستمكن كذلك المستخدم من الولوج إلى الأماكن والمرافق العمومية (كالمطاعم، والفنادق والحدائق...) من أجل التعرف على التجربة التي تنتظره قبل زيارتها، ستمكنه من التعرف على معلومات آنية حول نسبة ازدحامها وأسعارها والأشخاص المكلفين بالخدمة.
كذلك ستزود "غوغل" خريطتها بخدمة النظر من الأعلى، ببث صور آنية في غاية الدقة والواقعية، لما يزيد عن 250 موقع جغرافي حول العالم. وقالت الشركة إن هذه الخدمة ستنطلق أولاً من المدن الكبرى، مثل لندن ولوس أنجلس ونيويورك وطوكيو.