خلال العدوان الدموي الذي دخل شهره الثالث، لم تستهدف إسرائيل المدنيين من أطفال ونساء وعجائز وحسب، بل وضعت أيضاً العلماء والأكاديميين على قائمة بنك أهدافها غير المعلنة.
ويبدو جلياً أن وراء مثل هذه الاغتيالات والاستهداف المتعمّد، محاولة للتأثير في المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك النخبة الفكرية والثقافية، ولا سيما أن قتل العلماء والأكاديميين والشعراء يعطل استمرارية المعرفة والتراث الثقافي، ما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
وإلى جانب تفجير إسرائيل للجامعات والكليات والمدارس في العدوان الأكثر دموية وتدميراً في تاريخ قطاع غزة المعاصر، نجد أن قائمة الشهداء التي وصلت لأكثر من 17 ألف شهيد تضم عدداً كبيراً من القامات العلمية والثقافية، التي لا تعدّ خسارة للحياة العلمية والثقافية الفلسطينية وحسب، بل العربية والعالمية أيضاً.
إليكم في هذا التقرير أبرز العلماء والأكاديميين الشعراء الذين قتلتهم إسرائيل في عدوانها المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول على قطاع غزة:
رفعت العرعير
غيّب القصف الإسرائيلي ليلة الخميس أحد أقوى الأصوات الفلسطينية التي روت الحكاية الفلسطينية باللغة الإنجليزية للعالم الغربي. ففي غارة جوية استهدفت منزله، استُشهد الأكاديمي والشاعر البروفيسور رفعت العرعير.
وقد حصل رفعت العرعير (44 عاماً) على درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة بوترا بماليزيا عام 2017، وكان يدرّس قبل استشهاده الأدب الإنجليزي في الجامعة الإسلامية بغزة، وكان أحد مؤسسي مشروع "نحن لسنا أرقاماً" الذي جمع مؤلفين من غزة بـ"مرشدين" في الخارج يساعدونهم على كتابة قصص عن واقعهم بالإنجليزية.
ويعدّ العرعير أحد قادة جيل من الكتّاب الغزاويين الشباب الذين راهنوا على الكتابة بالإنجليزية لإخبار قصصهم. وله كتاب Gaza Writes Back باللغة الإنجليزية تحدث فيه عن السردية الفلسطينية التي تدحض الرواية الإسرائيلية.
وسبق أن نشر على منصة إكس قصيدة لاقت انتشاراً بعنوان "إذا وجب أن أموت"، ختمها قائلاً: "فليبعث ذلك على الأمل، فليكن ذلك حكايةً". كما أشاد به الموقع الأمريكي المتخصّص "لِيتْرِري هاب".
سفيان تايه
في غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة الفلوجة في جباليا شمال القطاع، السبت، استُشهد عالم الفيزياء الفلسطيني البارز ورئيس الجامعة الإسلامية بغزة سفيان تايه وأسرته، حسبما أعلنت وزارة التعليم العالي الفلسطينية.
وعقب استشهاده، عجّت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات تتناول إنجازات العالم الفلسطيني الذي يحمل درجة الأستاذية في تخصّص الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية، وجرى تصنيفه ضمن أفضل 2% من الباحثين حول العالم في عام 2021.
والبروفيسور تايه (52 عاماً)، حاز "جائزة عبد الحميد شومان" للعلماء العرب الشبان، فضلاً عن تعيينه حاملاً لكرسي اليونسكو لعلوم الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء في فلسطين.
ختام الوصيفي
مطلع الشهر الجاري، وفي غارة جوية استهدفت منزلهم، استشهدت الدكتورة ختام الوصيفي وزوجها الدكتور محمود أبو دف وأفراد من عائلاتهم.
وكانت الوصيفي الحاصلة على درجة الأستاذية في الفيزياء تشغل منصب نائبة عميد كلية العلوم في الجامعة الإسلامية، بينما كان زوجها أبو دف عميد كلية التربية الأسبق في الجامعة الإسلامية.
محمد عيد شبير
يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استشهد البروفيسور محمد عيد شبير برفقة أفراد من أسرته في غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة.
وشبير أستاذ جامعي يحمل درجة الدكتوراه في علم الأحياء الدقيقة من جامعة "مارشال" الأمريكية، ويعد أحد أشهر رؤساء الجامعة الإسلامية في غزة منذ تأسيسها.
تيسير إبراهيم
في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نعت حركة حماس الدكتور تيسير إبراهيم، ووصفته بأنه "رئيس القضاء الحركي"، جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط القطاع.
والدكتور إبراهيم أستاذ جامعي، وسبق أن تولى منصب عميد كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية.
سعيد الدهشان
في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في مدينة غزة في 11 أكتوبر/تشرين الأول، استشهد الدكتور سعيد طلال الدهشان وأسرته.
والدهشان خبير في القانون الدولي والشأن الفلسطيني، وله كتاب بعنوان "كيف نقاضي إسرائيل" رسم في صفحاته خريطة طريق لمقاضاة إسرائيل وقادتها.
ووفق مصادر رسمية فلسطينية وأممية، خلّفت الحرب المدمرة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 17177 شهيداً و46 ألف جريح، ودماراً هائلاً بالبنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة".
