شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الجمعة، في افتتاح ميناء فيليوس على البحر الأسود على سواحل ولاية زونكولدالك.
وكان وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل كرا إسماعيل أوغلو، قد أعلن اكتمال أعمال البناء في الميناء الذي خُطّط له في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، والتي بدأت عام 2016 في بلدة فيليوس التابعة لولاية زونكولداك الواقعة على شاطئ البحر الأسود.
وسيكون على رأس قاطرة التنمية الخاصة بتركيا والمنطقة في ما يتعلق بتحقيق أهداف خطط التصدير التي أعدّتها الحكومة التركية، والمتوقع بلوغها نحو 228 مليار دولار عام 2023 و987 مليار دولار عام 2053.
ويحتلّ ميناء فيليوس فور تدشينه المرتبة الثالثة كأكبر ميناء من حيث التأهيل والتجهيز في تركيا، بسعة تشغيلية تستوعب 13 سفينة من مختلف الأحجام والأوزان في نفس الوقت، كما سيوفر الدعم اللوجستي المطلوب لأعمال الحفر الخاصة باستخراج الغاز الطبيعي من حقل تونا-1 مقابل شواطئ ولاية سقاريا.
قصة حلم عمره 150 عاماً
بفضل الجهود المتواصلة من الرئيس أردوغان والحكومات التركية، تَحقَّق حلم إنشاء الميناء على الشواطئ النائية لبلدة فيليوس، الحلم الذي يبلغ من العمر 150 عاماً، والذي ضمته خطة "الإعمار والإنتاج العام في الأناضول" التي أُعِدّت في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بين عامَي 1876 و1909.
وهدفت خطة الإعمار والتطوير التي أشرف عليها السلطان بنفسه، إلى إنشاء منطقة تجارية وميناء بحري يمكّن السفن من الرسوّ والتحميل بهدف إنعاش مدن الأناضول الواقعة في الناحية الغربية للبحر الأسود.
وفي عام 2016 باشرت الحكومة التركية تحقيق هذا الحلم، الذي سيكون فور تدشينه للعمل بمثابة بوابة بحرية لثلاث ولايات تركية مهمه: زونكولداك وبارتين وكارابوك، فضلاً عن كونه بوابة بحرية للعاصمة التركية أنقرة، مما سيسهّل فعلياً نقل البضائع من وإلى المناطق الصناعية في هذه الولايات والمناطق المحيطة بها، وأهمّها العاصمة أنقرة.
أهمية الميناء لتركيا والمنطقة
سيقدم الميناء الجديد مساهمات استراتيجية واقتصادية مهمة لتركيا فور إدماجه في منشآت البنى التحتية واللوجستية المتشعبة في عموم تركيا، وسيكون أحد أهمّ المراكز الجديدة للتجارة البحرية التركية والإقليمية، وبفضل ضخامته وحداثته سيأخذ تركيا ودول حوض البحر الأسود خطوة جديدة إلى الأمام في مجال الخدمات اللوجستية، فضلاً عن تعزيز الهيمنة التركية داخل حدود الوطن الأزرق.
وأشار كرا إسماعيل أوغلو إلى أن ميناء فيليوس سيكون العنوان الجديد للسفن الضخمة ذات الحمولات الكبيرة، بسعة مناولة (تحميل وتفريغ) سنوية تبلغ 25 مليون طن عند دخول مرافق الميناء كافةً الخدمة، وأضاف: "ميناء فيليوس هو وجهة التصدير الرئيسية، ليس فقط لزنغولداق، بل أيضاً لجميع المدن الواقعة وسط الأناضول وغرب البحر الأسود".
وأوضح وزير النقل والبنى التحتية التركي أن ميناء فيليوس سينقل حمولة المنطقة بأكملها من البحر الأسود إلى روسيا والبلقان وحتى الدول الإسكندنافية، وقال: "الميناء سيلعب كحلقة وصل في نقل البضائع القادمة من بلدان الشرق الأوسط إلى روسيا ودول حوض البحر الأسود، بالإضافة إلى دول البلقان".
وحسب تصريحات الوزير، فإن الميناء سيساهم في خفض تكاليف الشحن، الأمر الذي سيساهم في تطوير التجارة وزيادة القدرة التنافسية للبضائع التركية على مستوى المنطقة والعالم. وأشار كرا إسماعيل أوغلو إلى أن استثمارات البنى التحتية التي تنفّذها حكومة العدالة والتنمية ستجلب عوائد مادية لتركيا قدرها 5 مليارات دولار عام 2023 و214 مليار دولار عام 2053.
مواصفات الميناء الجديد
يحيط بميناء فيليوس كاسر أمواج رئيسي بطول 2450 متراً، وحاجز أمواج ثانوي بطول 1370 متراً، ويبلغ طول رصيف الميناء 3000 متر، بعمق يبدأ من 14 متراً ويصل إلى 19 متراً في الأقسام الأخرى للرصيف.
وتصل سعة مناولة (تحميل وتفريغ) الميناء السنوية إلى 5 ملايين طن، ستصل إلى 25 طناً فور دخول مرافق الميناء كافةً الخدمة في السنوات القادمة، ويستطيع الميناء التعامل مع 13 سفينة من مختلف الأحجام والأوزان في نفس الوقت.
وأشار الوزير كرا إسماعيل أوغلو في أثناء عرضه مواصفات الميناء الفنية، إلى أن الميناء يستطيع استيعاب سفن بوزن ميت يصل إلى 70 ألف طن وحمولة 8000 حاوية في قسم الرصيف البالغ عمقه 14 متراً، في الوقت الذي يمكن للرصيف البالغ عمق مياهه 19 متراً استيعاب سفن بوزن ميت 180 ألف طن وحمولة 14 ألف حاوية.
وبعد اكتشاف حقل الغاز الطبيعي تونا-1 مقابل شواطئ ولاية سقاريه القريبة من الميناء، وُسّعَت المنطقة المخصصة للميناء بهدف إيصال الدعم اللوجستي لأعمال الحفر والتنقيب في عمق مياه البحر الأسود، وبُوشِر إنشاء مصافي الغاز الطبيعي بالقرب من الميناء.
وخلال مدة قصيرة ستكتمل أعمال وصل ميناء فيليوس ومنطقته الاقتصادية بشبكة البنى التحتية واللوجستية التركية التي تربط جميع المرافق الاستراتيجية داخل البلاد.