تابعنا
مع تصاعد الصراعات والتوترات في المنطقة، تصاعدت الجهود الصهيونية للتوطين وتعزيز الوجود اليهودي في فلسطين. وفي عام 1947، اتخذت الأمم المتحدة قراراً بتقسيم فلسطين إلى دولتين: دولة يهودية ودولة فلسطينية.

يعود تاريخ تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى وعد بلفور الذي تلقته الحركة الصهيونية في عام 1917، إذ جرت الموافقة الرسمية على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. هذا الوعد الذي أعطى الصهاينة الأساس القانوني للعمل على تأسيس دولتهم، كان بداية رحلة نحو تحقيق الحلم الصهيوني الذي ظهر للعالم مع تأسيس دولتهم في 1948.

تأسيس إسرائيل

بعد قرون من التشتت، بدأت الأفكار الصهيونية تتسلل إلى عقول اليهود في القرن التاسع عشر. وسعت الحركة الصهيونية لإعادة توحيد الشعب اليهودي وتأسيس وطن قومي له في أرضهم التاريخية. ولم تكن فكرة توطين اليهود في فلسطين القديمة هي الخيار الوحيد، إذ اقتُرحت مناطق أخرى مواقع محتمَلة لتوطين اليهود، ولكن مع مرور الزمن، أصبحت فلسطين هي الخيار الأكثر ترجيحاً.

وصلت المشروعات الصهيونية إلى ذروتها في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، إذ جرى تأسيس المؤسسات الصهيونية والمستوطنات اليهودية في فلسطين. وفي عام 1917، حصلت الحركة الصهيونية على دعم رسمي من الحكومة البريطانية من خلال وعد بلفور، الذي أعلن دعم بريطانيا لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

مع تصاعد الصراعات والتوترات في المنطقة، تصاعدت الجهود الصهيونية للتوطين وتعزيز الوجود اليهودي في فلسطين. وفي عام 1947، اتخذت الأمم المتحدة قراراً بتقسيم فلسطين إلى دولتين: دولة يهودية ودولة فلسطينية. وفي عام 1948، أعلنت إسرائيل استقلالها وتأسيسها دولة ذات سيادة.

تسمية إسرائيل

تعود تسمية دولة إسرائيل إلى الأصول التاريخية والدينية للمنطقة. تُعد إسرائيل اسماً يعود إلى العهد القديم ويشير إلى النبي يعقوب (إسرائيل)، الذي يُعتَقَد أنه أسَّس الأسر الاثنتي عشرة وهو جد الإسرائيليين القدماء.

تاريخياً، تُعد الكتب المقدسة لليهود والمسيحيين مصدراً مهماً للاستدلال على تسمية دولة إسرائيل. ففي سِفر التكوين في العهد القديم، يروي الكتاب المقدس قصة يعقوب الذي تحولت تسميته إلى إسرائيل بعد معركة قادها مع ملاك الله. ومنذ ذلك الحين، استُخدِمَ مصطلح "إسرائيل" للإشارة إلى الشعب اليهودي والأرض التي يقطنون فيها.

لدى إعلان استقلال دولة إسرائيل في عام 1948، جرى اختيار اسم "إسرائيل" ليكون الاسم الرسمي للدولة الجديدة، بعد أن كان من بين المقترحات "أرض إسرائيل" و"صهيون" و"يهودا".

عَلَم إسرائيل

أما عَلَم إسرائيل فيحمل الكثير من الرموز والمعاني. يتألف عَلم إسرائيل من خلفية بيضاء وشريطين أزرقين أفقيين في الأعلى والأسفل. يُعد اللون الأزرق رمزاً للحرية والسماء، فيما يرمز الأبيض إلى النقاء والسلام "على حد الوصف". وفي الوسط، يوجد شعار دولة إسرائيل الذي يتألف من نجمة داوود ذات ستة أطراف باللون الأزرق، وهي ترمز للهوية اليهودية.

جغرافية إسرائيل

تعدّ الحدود السياسية لإسرائيل من أكثر الأمور المثيرة للجدل عالمياً فهي لم تعلن حدودها الرسمية بالكامل منذ إنشائها عام 1948. ولكن بشكل عام، تقع إسرائيل في غرب آسيا، وتقع على الساحل الجنوبي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط والساحل الشمالي للبحر الأحمر. لها حدود برية مع لبنان من الشمال، وسوريا من الشمال الشرقي، والأردن من الشرق، والأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من الشرق والغرب، على التوالي، ومصر من الجنوب الغربي. ومساحة إسرائيل الإجمالية نحو 22.072 كيلومتر مربع، مما يجعلها من بين الدول الأصغر في المنطقة.

مناخ إسرائيل

مناخ إسرائيل متنوع ويتراوح بين المتوسط والصحراوي. في المناطق الساحلية، يكون الشتاء معتدلاً والصيف حاراً وجافاً. في المقابل، تتميز المناطق الداخلية والصحراوية في النقب بصيف حار جاف وشتاء بارد. والمناطق الجبلية في الشمال تتميز بشتاء بارد وماطر وصيف معتدل.

أما عن تضاريس إسرائيل فهي متنوعة أيضاً. يمتد الساحل الشمالي على طول البحر الأبيض المتوسط ويتميز بسهوله المنخفضة والتلال. تتوسط البلاد سهول السهل الساحلي الخصبة المعروفة باسم "سهول شارون". في الشمال، توجد جبال الكرمل وجبال الجليل.

الحكومة والسياسة في إسرائيل

تُعد تل أبيب عاصمة إسرائيل، ولكن وفقاً لقانون "أساس القدس عاصمة إسرائيل" الذي أقره الكنيست في يوليو/تموز 1980، فإن القدس هي عاصمة إسرائيل. ومع ذلك، يجدر بنا أن نلاحظ أن جميع سفارات الدول التي لها علاقة مع إسرائيل تقع في مدينة تل أبيب، في حين تحتضن القدس بعض القنصليات.

إسرائيل، كدولة مستعمرة، تعتمد نظام حكم برلماني ديمقراطي. وعلى الرغم من أنها لم تتبنَّ دستوراً رسمياً حتى الآن، فإنها تعتمد على مجموعة من الوثائق والقوانين التي تنظِّم نظام الحكم وتحدد سلطات الدولة وحقوق المواطنين.

في غياب دستور رسمي، يُعد "أمر أساس الحكم والقانون" الصادر عن مجلس الدولة المؤقت في عام 1948 هو المصدر الرئيسي للسلطة القانونية في إسرائيل. يتضمن هذا الأمر الأساسي مبادئ وقواعد تنظيم الحكم وتحديد صلاحيات السلطات المختلفة في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، أقر الكنيست، أي البرلمان الإسرائيلي، سلسلة من القوانين الأساسية التي تعمل كمرجعية قانونية لتنظيم الحكم.

النظام السياسي في إسرائيل

يتكون النظام السياسي في إسرائيل من ثلاث سلطات رئيسية: السلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية، والسلطة القضائية.

السلطة التشريعية في إسرائيل

الكنيست هو السلطة التشريعية في إسرائيل. يتألف الكنيست من 120 عضواً يُنتخبون بشكل مباشر لفترة رباعية. يتولى الكنيست صلاحية وضع القوانين والتشريعات، والرقابة على الحكومة، واتخاذ القرارات الرئيسية في البلاد. تُشكَّل الحكومة في إسرائيل عن طريق تحالفات سياسية تستند إلى نتائج الانتخابات البرلمانية.

السلطة التنفيذية في إسرائيل

رئيس الحكومة هو رئيس السلطة التنفيذية في إسرائيل، ويُختار من بين أعضاء الكنيست. يتولى رئيس الحكومة مهام إدارة الشؤون الحكومية وتشكيل الحكومة وتعيين الوزراء. وعادةً ما يكون للحزب الذي يحظى بتأييد أغلبية الكنيست تشكيل الحكومة. ينفّذ رئيس الحكومة السياسات والقرارات التي اتّخذها الكنيست.

السلطة القضائية في إسرائيل

السلطة القضائية في إسرائيل مستقلة ومنفصلة عن السلطات التشريعية والتنفيذية. تشمل السلطة القضائية المحاكم المختلفة في النظام القضائي الإسرائيلي، بما في ذلك المحكمة العليا التي تُعد أعلى سلطة قضائية في البلاد. تتولى المحاكم دوراً حاسماً في فصل النزاعات وتفسير القوانين والحفاظ على سيادة القانون.

سكان إسرائيل

في عام 2021، كان عدد سكان إسرائيل يقدَّر بنحو 9.364 مليون نسمة. ويتكون التركيب السكاني في إسرائيل من مجموعة واسعة من المجتمعات، يتميز كل منها بخصوصيته الثقافية والديموغرافية.

اليهود في إسرائيل

يعد اليهود أكبر مجموعة سكانية في إسرائيل، إذ يمثلون الغالبية العظمى من السكان. يتمتع اليهود بتنوع كبير في خلفياتهم الثقافية، حيث يشملون اليهود الأشكناز (المنطقة الأوروبية الشرقية)، واليهود السفارديم (المنطقة البلقانية والشرق الأوسط)، واليهود المزارعين (المناطق الريفية في البلاد). يعد الدين اليهودي (اليهودية) هو الدين الرئيسي للمجتمع اليهودي في إسرائيل.

العرب في إسرائيل

تعد المجموعة العربية هي الثانية من حيث عدد السكان في إسرائيل. تتضمن هذه المجموعة الفلسطينيين العرب الذين يعيشون في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والأراضي الفلسطينية التي احتُلت عام 1967، إضافةً إلى العرب الإسرائيليين الذين يعيشون في الداخل الإسرائيلي. يتحدث العرب في إسرائيل اللغة العربية ويعتنقون الإسلام والمسيحية والديانات الأخرى.

الدروز في إسرائيل

يشكل الدروز مجموعة دينية وعرقية مستقلة في إسرائيل، ويعيشون بشكل رئيسي في منطقة الجليل وجبل الكرمل. يعتنق الدروز ديانة خاصة بهم، وهي تعد تفسيراً مستقلاً عن الإسلام.

الأقليات الدينية والعرقية الأخرى في إسرائيل

بالإضافة إلى الجماعات الرئيسية المذكورة أعلاه، تشمل التركيبة السكانية في إسرائيل أقليات دينية وعرقية أخرى. تشمل هذه الأقليات المسيحيين (سواء العرب المسيحيين أو المسيحيين الإسرائيليين)، والبهائيين، والقبائل الدرزية الأخرى، والمهاجرين اليهود من بلدان أخرى.

المدن والمناطق الحضرية في إسرائيل

تعد المدن والمناطق الحضرية في إسرائيل مراكز حيوية للحياة الاجتماعية والاقتصادية في البلاد. تتميز هذه المدن بتطورها الحضري والبنية التحتية والخدمات المتقدمة التي تقدمها للسكان. سنلقي نظرة عامة على بعض المدن والمناطق الحضرية البارزة في إسرائيل:

تل أبيب:

تل أبيب هي العاصمة الاقتصادية والثقافية لإسرائيل. تعد المدينة مركزاً حضرياً حديثاً وديناميكياً، إذ تتميز بالأبراج السكنية العالية والمباني الحديثة والمتاجر الفاخرة والمطاعم العالمية. إلى جانب ذلك، تحتضن المدينة الكثير من المعارض الفنية والمتاحف والحانات الليلية والشواطئ.

القدس:

تعد القدس مدينة مقدسة للديانات السماوية الرئيسية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام. تضم القدس الكثير من المواقع التاريخية والدينية المهمة، بما في ذلك الحائط الغربي والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة. وإلى جانب الأبعاد الدينية، تحتوي القدس أيضاً على أحياء حديثة ومتنوعة وسوق البلد الشهيرة.

حيفا:

تقع شمال إسرائيل، وتعد مركزاً صناعياً وتكنولوجياً رئيسياً. تضم المدينة مجمعات صناعية حديثة ومختبرات بحثية متقدمة وجامعات.

عيلون:

تعد حيفا عيلون إحدى المدن الجديدة في إسرائيل، تقع في منطقة الساحل المتوسط. تشتهر المدينة بالتراث الثقافي والفنون، وتضم متحف الفن الحديث ومركز الفنون البصرية. كما تحتضن المدينة الكثير من الفعاليات الثقافية والموسيقية طوال العام.

نهاريا:

تعد حيفا نهاريا منطقة سكنية مرموقة في إسرائيل، توجد فيها منازل فاخرة ومجتمعات حضرية. تتميز بالحدائق الخضراء. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر في المنطقة مرافق ترفيهية عالية الجودة مثل المطاعم الراقية والمنتجعات الصحية.

يافا:

تقع جنوب تل أبيب، وتعدّ يافا حياً يجمع بين التراث العربي والثقافة الحضرية الحديثة. يضم الأزقّة الضيقة والأسواق التقليدية والمعابد القديمة في البلدة القديمة. كما توجد في يافا شواطئ ومطاعم ومقاهٍ تقدم المأكولات العربية التقليدية.

اللغات والديانة في إسرائيل

إسرائيل دولة ذات تنوع ثقافي وديني كبير، يعيش فيها مجتمع متعدد الثقافات والديانات. تعد اللغات والديانات جزءاً مهماً من الهوية الإسرائيلية المتنوعة، وفيما يلي نستعرض بعضاً من اللغات والديانات المشهورة في إسرائيل:

اللغات في إسرائيل

اللغة العبرية: العبرية هي اللغة الرسمية لإسرائيل وتُستخدم في الحكومة والتعليم ووسائل الإعلام والحياة اليومية. وتعد إسرائيل إعادة إحياء العبرية كلغة جزءاً مهماً من تأسيس دولة إسرائيل.

اللغة العربية: العربية هي اللغة الثانية الرسمية في إسرائيل ويستخدمها أساساً السكان العرب في البلاد. تُتحدث العربية بشكل واسع في المجتمع العربي وتُدرَّس في المدارس العربية وتُستخدم في وسائل الإعلام العربية.

اللغة الإنجليزية: الإنجليزية تُعد لغة شائعة في إسرائيل وتُدرس في المدارس وتُستخدم في الأعمال التجارية والسياحة والعلاقات الدولية.

الديانات في إسرائيل

اليهودية: اليهودية هي الديانة الأغلبية في إسرائيل، حيث يعيش اليهود ويمارسون العبادة وفقاً للتعاليم الدينية اليهودية. توجد تيارات مختلفة داخل اليهودية، بما في ذلك اليهود الدينيون واليهود العلمانيون واليهود المتدينون.

الإسلام: يشكل المسلمون أقلية دينية كبيرة في إسرائيل، ويمارسون العبادة وفقاً للتعاليم الإسلامية. توجد المساجد والمدارس الإسلامية، وتُعد المدينة القديمة في القدس مكاناً مقدساً للمسلمين.

المسيحية: يعيش المسيحيون في إسرائيل ويمارسون العبادة وفقاً للتعاليم المسيحية. يوجد الكثير من الكنائس والمعابد المسيحية في مختلف أنحاء إسرائيل، بما في ذلك الكنيسة القديمة في القدس.

الدروز: يشكل الدروز أقلية دينية في إسرائيل، وهم مجتمع ذو خصوصية دينية وثقافية. يمارسون ديانة خاصة تجمع بين عناصر الإسلام والمسيحية والديانات القديمة الأخرى.

الاقتصاد في إسرائيل

يعد الاقتصاد الإسرائيلي اقتصاداً متطوراً. ومنذ تأسيس إسرائيل عام 1948 سعت لبناء اقتصاد قوي على الرغم من التحديات الجيوسياسية والأمنية التي تواجهها. فيما يلي نستعرض بعض العوامل الرئيسية للاقتصاد الإسرائيلي.

التكنولوجيا: تعد التكنولوجيا ركيزة أساسية في الاقتصاد الإسرائيلي. حيث تحتضن عدداً كبيراً من الشركات الناشئة والشركات التكنولوجية العالمية. تعزز الحكومة الابتكار والبحث العلمي من خلال توفير التمويل والدعم اللازم للشركات الناشئة ومراكز البحث والتطوير.

القطاع العالي: يعد قطاع التكنولوجيا العالية من أهم القطاعات الاقتصادية في إسرائيل. يتمتع القطاع بوجود كبير لشركات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية والبيوتكنولوجيا والاتصالات. فشركات مثل "إنتل" و"مايكروسوفت" و"غوغل" و"أبل" لديها مراكز بحث وتطوير في إسرائيل.

الزراعة والري: على الرغم من القيود الجغرافية والمناخية، فإن إسرائيل وضعت تقنيات زراعية متقدمة تسمح لها بتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء وتصدير منتجاتها. تَستخدم إسرائيل تقنيات الري المتقدمة مثل الري بالتنقيط واستخدام المياه المعاد تدويرها، وتعزز البحث والابتكار في مجال الزراعة.

القطاع المصرفي: يتمتع القطاع المصرفي الإسرائيلي بالقوة. وتعمل البنوك الإسرائيلية على تمويل الشركات والأفراد وتوفير الخدمات المصرفية التقليدية والمبتكرة.

التجارة الخارجية: تعد التجارة الخارجية جزءاً مهماً من الاقتصاد الإسرائيلي. تستورد إسرائيل المواد الخام والمعدات والسلع من مختلف الدول، وتصدِّر منتجاتها في مجالات متنوعة مثل التكنولوجيا والزراعة والأدوات الطبية. تعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين والهند من أهم شركاء التجارة الخارجية لإسرائيل.

TRT عربي
الأكثر تداولاً