تعتمد كتائب القسام على استراتيجية المقاومة المسلحة وتمتلك مجموعة متنوعة من الأسلحة والصواريخ تحظى بدعم قوي من بعض الدول والكيانات في المنطقة، وهو ما يجعلها لاعباً رئيسياً في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني./ صورة: AA (AA)
تابعنا

كتائب القسام هي الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية، تأسست أوائل التسعينيات في قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين شهدت تطوراً ملحوظًا في هيكلها وقدرتها على المقاومة وتنفيذ العمليات ضد إسرائيل.

تهدف كتائب القسام إلى تحرير فلسطين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

تعتمد كتائب القسام على استراتيجية المقاومة المسلحة وتمتلك مجموعة متنوعة من الأسلحة والصواريخ تحظى بدعم قوي من بعض الدول والكيانات في المنطقة، وهو ما يجعلها لاعباً رئيسياً في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

يثير وجود كتائب القسام الكثير من التساؤلات والجدل على الساحة الدولية بسبب الأحداث والصراعات التي تندلع بينها وبين إسرائيل.

سنتناول في هذا المقال تاريخ تأسيس كتائب القسام وأهدافها والتأثيرات التي ترتبت على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني نتيجة لنشاطاتها.

نشأة كتائب القسام

تأسست كتائب القسام كجناح عسكري لحركة "حماس" وكانت البذرة الأولى لكتائب القسام في عام 1984م، وذلك قبل إعلان انطلاق حركة "حماس"، وكان اسمها "المجاهدون الفلسطينيون"، ويُعدّ صلاح شحادة هو مؤسسها وأطلق عليها اسم "كتائب القسام" في عام 1991م .

سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى المجاهد السوري عز الدين القسام الذي استُشهد عام 1935م في أحراش يعبد بالقرب من جنين في مواجهة مع القوات الإنجليزية.

تتخذ كتائب القسام من قطاع غزة مقراً رئيسياً لنشاطها.

تُعدّ كتائب القسام إحدى الجماعات الفلسطينية التي تشدد على المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي وتعمل على تحقيق أهداف سياسية فلسطينية.

تهدف كتائب القسام في جوهرها إلى تحرير فلسطين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وهي تُعدّ القوة العسكرية الكبرى ضمن الفصائل الفلسطينية.

يعتمد تمويل كتائب القسام على التبرعات والدعم من دول وكيانات في المنطقة، مما يمكّنها من تطوير قدراتها العسكرية وتحديث تجهيزاتها.

تتبنى كتائب القسام استراتيجية المقاومة المسلحة، ولديها وحدات متخصصة في تنفيذ عمليات مثل إطلاق الصواريخ والهجمات البرية.

كما شهدت كتائب القسام تطوراً ملحوظاً في تكنولوجيا الصواريخ التي تستخدمها، مما زاد من تأثيرها على الوضع الإقليمي.

يبقى الوجود الدائم لكتائب القسام موضوعاً للمناقشة والجدل على الساحة الإقليمية والدولية، حيث تتغير الأحداث باستمرار وتتأثر بها السياسة والأمن في الشرق الأوسط.

توجه كتائب القسام الأيديولوجي

كتائب القسام تعتزم تبني التوجه الإسلامي السُّني، وتَعدّ الجهاد والمقاومة وسيلة فعّالة لاستعادة الحقوق وتحرير الأراضي.

من بين أهدافها الرئيسية تحقيق تحرير كامل فلسطين من الاحتلال الصهيوني، وتعتزم التزام تحقيق هذه الأهداف والثوابت بقوة وإصرار.

ترى كتائب القسام أن معركتها هي معركة ضد الصهاينة بسبب احتلالهم فلسطين وليس بسبب ديانتهم، وتؤمن بأن المقاومة هي رد فعل طبيعي على الاحتلال الإسرائيلي معبِّرة أنه لا يفهم إلا لغة القوة والتصدي له بواسطة المقاومة.

تاريخ الصراع في فلسطين ودور كتائب القسام فيه

تاريخ الصراع في فلسطين طويل الأمد ويمتد لعقود، حيث تشتد التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول الأراضي والهويات، ويعود هذا الصراع إلى القرن العشرين عندما بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين التاريخية وتأسيس دولة إسرائيل عام 1948م، مما أدى إلى نزوح وتهجير كبير للفلسطينيين.

وكردّة فعل على ذلك تأسست كتائب القسام أوائل التسعينيات كجناح عسكري لحركة "حماس"، وذلك في إطار الجهود الفلسطينية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

بدأت كتائب القسام كمجموعة مقاومة مسلحة تستهدف قوات الاحتلال والمستوطنات الإسرائيلية.

تطورت كتائب القسام على مر السنوات لتصبح إحدى أكبر وأقوى الفصائل الفلسطينية، وقد أدت قدرتها على تطوير تكنولوجيا الصواريخ مثل صاروخ "القسام 1" وصاروخ "القسام 2" وصاروخ "القسام 3" وتنفيذ العمليات البرية، إلى زيادة تأثيرها وتحدّيها للإسرائيليين.

دور كتائب القسام في الصراع يتمثل في مقاومتها المسلحة الاحتلال الإسرائيلي ومشاركتها في الحروب الإسرائيلية-الفلسطينية مثل العمليات الضدية وإطلاق الصواريخ.

روَّجت كتائب القسام لفكرة المقاومة وتحقيق العدالة الفلسطينية من خلال وسائل القوة.

يستمر الصراع في فلسطين ودور كتائب القسام فيه، ويظل بارزاً ومحورياً مما يجعله عنصراً رئيسياً في تشكيل مستقبل المنطقة ومجريات الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

الأحداث والمعارك ودور كتائب القسام فيها:

لعبت كتائب القسام دوراً حيوياً في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من خلال مشاركتها في مجموعة من الأحداث والمعارك المهمة. فيما يلي نظرة عامة على بعض هذه الأحداث:

انتفاضة الأقصى الثانية 2000-2005

في بداية الألفية الجديدة شهدت فلسطين اندلاع الانتفاضة الثانية والتي اندلعت بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إلى المسجد الأقصى، مما أثار غضب المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى وقاموا بالتجمهر والتصدي له.

ويُعدّ الطفل محمد الدرة صاحب الأحد عشر عاماً رمزاً لهذه الانتفاضة، وذلك بعد أن قام الاحتلال الإسرائيلي بإعدامه وهو يحتمي بأبيه بعد يومين من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للأقصى.

خلال هذه الفترة نفّذت كتائب القسام الكثير من العمليات ضد الجنود والمستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية.

حرب غزة 2008-2009 "الرصاص المصبوب"

خلال هذا الصراع شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة وأطلقت عليها اسم الرصاص المصبوب، وكان الهدف منها إنهاء حكم حركة "حماس" وتحرير أسيرها جلعاد شاليط وردَّت عليها كتائب المقاومة بـ"معركة الفرقان".

قامت كتائب القسام بمقاومة شرسة وأطلقت الكثير من الصواريخ على إسرائيل ونفَّذت عمليات ضد الجنود الإسرائيليين.

حرب غزة 2014 "عملية الجرف الصامد"

في عام 2014، اندلعت حرب جديدة في قطاع غزة أطلقت عليها اسرائيل عملية "الجرف الصامد"، وكانت كتائب القسام جزءاً مهماً من المقاومة الفلسطينية وشنت هجمات مستمرة ضد إسرائيل في عملية أطلقت عليها اسم "العصف المأكول".

لتستمر المواجهة لمدة 51 يوماً نفَّذ خلالها الجيش الإسرائيلي آلاف الغارات على قطاع غزة، مما أدى إلى تصاعد التوترات والخسائر على جانبي النزاع.

تُجسد هذه الأحداث البارزة القوة والتأثير الذي تمتلكه كتائب القسام في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني؛ إنها مستمرة في تحقيق تقدم في تكنولوجيا الصواريخ والمقاومة المسلحة مما يجعلها عاملاً مهماً في تشكيل مجريات الصراع في المنطقة.

تأثير كتائب القسام:

تأثير حركة "حماس" وكتائبها، خصوصاً كتائب القسام، على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والمنطقة بأكملها لا يمكن إغفاله.

إن ذلك الفصيل الفلسطيني له دور بارز وملموس في تحديد مجريات الصراع وتأثيره على الأوضاع السياسية والأمنية. هنا بعض النقاط التي تشير إلى تأثير حركة "حماس" وكتائب القسام:

المقاومة المسلحة

كتائب القسام هي أحد الكيانات الفلسطينية التي تمتلك قدرة عسكرية وتقنية قوية، تطوّرت قدراتها في تصنيع وإطلاق الصواريخ وتنفيذ العمليات البرية، هذا التطور يجعلها قوة مقاومة فعالة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

التأثير على السياسة الإسرائيلية

عمليات كتائب القسام وإطلاق الصواريخ رداً على الاعتداءات الإسرائيلية تؤدي إلى تصعيد التوترات والتأثير على سياسات إسرائيل، وتُلجئ إسرائيل إلى التفاوض تحت ضغط هذه العمليات.

مكانة كتائب القسام في حركة "حماس"

كتائب القسام تعد جزءاً مهماً من حركة "حماس"، وهي أحد أكبر وأقوى الفصائل الفلسطينية، لها دور بارز في توجيه السياسة الداخلية والخارجية لـ"حماس"، وهي تؤثر على قرارات الحركة بشكل ملموس.

تكوين وهيكلية كتائب القسام:

صلاح شحادة تولى قيادة الجهاز العسكري الأول لكتائب القسام حتى اغتياله على يد إسرائيل في يوليو/تموز 2002، حيث استُهدف بغارة جوية في حي الدرج في قطاع غزة.

ومن بين القادة البارزين لكتائب القسام يمكن ذكر محمد الضيف وأحمد الجعبري اللذين كانا ضمن قائمة المطلوبين من إسرائيل.

أحمد الجعبري استُشهد في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 نتيجة غارة إسرائيلية على سيارته، كان يُعتقد على نطاق واسع في فلسطين أنه كان القائد الفعلي لكتائب القسام، خصوصاً بعد أحاديث عن إصابة القائد الأعلى للمجلس العسكري لـ"حماس" محمد الضيف، بالشلل التام نتيجة قصف إسرائيلي سابق في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

عدد أفراد كتائب القسام

على الرغم من عدم وجود رقم محدد لعدد أفراد كتائب عز الدين القسام فإن المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة، أشار في حوار مع "الجزيرة نت" في ديسمبر/كانون الأول 2012 إلى أن عدد جنود القسام يتجاوز عشرين ألفاً، وأن كتائب القسام تعتمد على قوات أكبر من ذلك وتعمل في جميع أنحاء فلسطين بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية.

هيكلية كتائب القسام:

القيادة العليا في كتائب القسام

تتمثل قيادة كتائب القسام في مجلس عسكري يتولى اتخاذ قراراته، يضم المجلس القادة العسكريين الرئيسيين، ويتخذ القرارات الاستراتيجية ويوجه العمليات العسكرية.

الوحدات العسكرية

تنقسم كتائب القسام إلى عدة وحدات عسكرية متخصصة تتضمن:

وحدات القناصة

وحدات المهاجمين

وحدات الصواريخ

هذه الوحدات تعمل معاً بتنسيق لتنفيذ العمليات العسكرية.

الهياكل الإقليمية

يجري تنظيم كتائب القسام في قطاع غزة والضفة الغربية، ولديها قيادات محلية في كل منطقة تتولى تنسيق الأنشطة المحلية وتنظيم العمليات في الميدان.

التمويل والإمدادات

تعتمد الكتائب على تمويل من مصادر متعددة بما في ذلك التبرعات من دول وكيانات إقليمية، وتمتلك أيضاً شبكات للإمدادات تساعدها على تأمين الأسلحة والمعدات.

التكنولوجيا والتسليح

تسعى كتائب القسام لتطوير تكنولوجيا الصواريخ والأسلحة المستخدمة في عملياتها، وتمتلك مختبرات تقنية وتصميم وإنتاج مستقلة لتطوير وتصنيع الصواريخ.

العمليات والمقاومة

كتائب القسام تعتمد استراتيجية المقاومة المسلحة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، يشمل ذلك تنفيذ العمليات الضدية وإطلاق الصواريخ على الأهداف الإسرائيلية والمشاركة في المعارك البرية.

تأثير الأمن الإسرائيلي على كتائب القسام:

تأثير الأمن الإسرائيلي على كتائب القسام هو علاقة تنافسية وتصاعدية تشكّلت على مر السنوات في سياق الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.، ومن أهم نقاط هذا التأثير:

المراقبة والاستخبارات

تقوم إسرائيل بمراقبة دقيقة لأنشطة كتائب القسام من خلال أجهزة استخباراتها والتكنولوجيا المتقدمة، ويسعى الأمن الإسرائيلي للكشف عن مخابئهم وعملياتهم والمخاطر المحتملة للأمن الإسرائيلي.

العمليات الاستخباراتية

تشمل أنشطة الأمن الإسرائيلي العمليات الاستخباراتية الموجهة ضد كتائب القسام التي تهدف إلى تجنيد مصادر داخلية والتسلل إلى أوساطهم للحصول على معلومات استخباراتية.

الهجمات والاغتيالات

في بعض الحالات يقوم الأمن الإسرائيلي بشن هجمات واغتيالات مستهدفة ضد قادة كتائب القسام، تهدف هذه العمليات إلى تقليل القدرات القيادية والعسكرية للكتائب.

الحصار على قطاع غزة

إسرائيل تفرض حصاراً شديداً على قطاع غزة، الذي يُعدّ المقر الرئيسي لكتائب القسام. يؤدي هذا الحصار إلى صعوبة الوصول إلى الإمدادات والأسلحة ويؤثر في قدرتهم على تنفيذ العمليات العسكرية.

الردود على العمليات

كتائب القسام تنفّذ هجمات ردعية وردوداً على العمليات الإسرائيلية وهذا يضع ضغطاً إضافياً على الأمن الإسرائيلي ويجبره على مراعاة الاستجابة العسكرية والأمنية.

العقوبات الدولية على كتائب القسام:

العقوبات الدولية تمثل عاملاً مهماً يؤثر على تنظيمات مثل كتائب القسام، ومن ضمن هذه العقوبات على التنظيم:

قيود التمويل والموارد

تشمل العقوبات الدولية قيوداً على التمويل والتمويل الدولي مما يصعّب على كتائب القسام الحصول على مصادر تمويل أو دعم مالي من خارج فلسطين.

يؤثر ذلك في قدرتها على شراء أسلحة وتجهيزات عسكرية ودعم نشاطاتها.

العقوبات السياسية

تتضمن العقوبات الدولية أحياناً عزلاً سياسياً لكتائب القسام وحركة "حماس" على الساحة الدولية، تقلل هذه العزلة من فرص التفاوض والتأثير الدولي على القضايا الفلسطينية.

الحصار الاقتصادي

العقوبات الدولية تعزز الحصار الاقتصادي على قطاع غزة، حيث تتضمن منعاً أو تقليصاً لحركة التجارة والأفراد، ويتسبب هذا في تفاقم الأزمات الاقتصادية والإنسانية في المنطقة.

التأثير على السكان المحليين

العقوبات قد تؤثر أيضاً على المدنيين في قطاع غزة والفلسطينيين بشكل عام، حيث يتعرضون للصعوبات في الحصول على السلع الأساسية والخدمات الضرورية.

تحديات البقاء والمرونة

على الرغم من تلك التحديات تظل كتائب القسام متماسكة، وتبحث عن مصادر تمويل بديلة، وتطوِّر استراتيجيات للبقاء والتأقلم مع الظروف الصعبة.

بشكل عام تعمل العقوبات الدولية على زيادة الضغط على كتائب القسام وتقليل إمكاناتها في تنفيذ أنشطتها.

ومع ذلك فإن تأثير هذه العقوبات يبقى محور تفاوض وجدل دولي مع محاولات لتحقيق التوازن بين الضغط على كتائب القسام وضرورات السكان المحليين.

TRT عربي
الأكثر تداولاً