الدعم الغربي للتنظيمات الإرهابية في سوريا ظهر في صور عدة، وعلى رأسها الدعم العسكري. وسبق أن عبّرت تركيا في مناسبات عدة عن إدانتها لهذا الدعم الذي يساهم في إدامة حالة عدم الاستقرار في سوريا ودول المنطقة.
وفي الفترة الأخيرة، تصاعد استخدام التنظيمات الإرهابية للطائرات المُسيّرة، وخاصة الصغيرة منها التي تُسمى "مسيّرات منظور الشخص الأول (FPV)".
ووفقاً للمجلة الفرنسية، التي قالت إنها حصلت على معلومات حصرية حول دور العناصر الأجنبية في دعم هذه التنظيمات وتمويلها، فإنها تعتمد على مجموعة من المسيّرات التي تُهرّب إلى التنظيم الإرهابي في سوريا.
ويُرجع الكاتب في TRT HABER سيرتاش أكسان استخدام التنظيم لهذه الأساليب إلى النجاحات التي حققها الجيش التركي في المنطقة، ما دفع التنظيم الإرهابي إلى اللجوء إلى الطائرات المسيّرة التي تساعده في مواجهة التقدم التركي.
مدرسة لتخريج الإرهابيين
وأشارت المجلة إلى أن المدربين السابقين في القوات الخاصة الأمريكية يحملان اسم "جون إس." و"أورسن د.". وكان كلاهما في المجموعة العاشرة للقوات الخاصة، إذ أقاما علاقات وثيقة مع تنظيم YPG/PKK الإرهابي منذ عام 2017. لاحقاً، انضم المدربان إلى القتال في أوكرانيا قبل العودة إلى سوريا للعمل مع التنظيم الإرهابي.
وأشارت المجلة الاستخبارية إلى أنه يجري تدريب الإرهابيين على قيادة الطائرات المسيّرة في موقع تدريبي أُنشئ خصيصاً لهذا الغرض، ويجري فيه الاعتماد على برامج محاكاة عدة، أبرزها محاكي القتال بالطائرات المسيّرة الأوكراني (UFDS)، وهو برنامج يقدم تجربة واقعية للغاية تحاكي ظروف الطيران التي يجري مواجهتها في ساحة المعركة.
ويشير الباحث في الشؤون الأمنية توران أوغوز، في حديثه مع TRT HABER، إلى أن عناصر تنظيم PKK الإرهابي استفادوا من تعاونهم مع عناصر تنظيم داعش الإرهابي، الذي استخدم هذا النوع من التكتيكات في عملياته الإرهابية في سوريا والعراق.
كما يتدرب الإرهابيون على استخدام عدد من المسيّرات، أبرزها: DJI الصينية بإصداراتها المختلفة، وخاصة: Mavic 3T Enterprise وMavic 350 RTK.
ووفقاً للمجلة، فإن مدربي القبعات الخضراء السابقين يدربون التنظيمات الإرهابية على كيفية برمجة الطائرات المسيّرة، وإنشاء وحدات إنتاج خاصة بهم باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد. كما يوفر هؤلاء العديد من المخططات التصنيعية التي طُوّرت في أوكرانيا للوحدة. بالإضافة إلى ذلك، تلقى الإرهابيون دورات حول برمجة الأنظمة واستخدام كاميرات الأشعة تحت الحمراء (FLIR).
وأوضحت المجلة أن المدربين السابقين من القبعات الخضراء مرتبطون بمجموعة أمريكية تُدعى Forward Operations Group (FOG)، وهي منظمة أسسها الجندي الأمريكي السابق ديريك بايلز. تضم هذه المجموعة مجتمعاً من المحاربين القدامى في القوات الخاصة، ولها حضور في العديد من مناطق الصراع.
ويشارك العديد من أعضاء FOG، وفقاً للمجلة، في جمع التبرعات وتوصيل المكونات اللازمة لتصنيع طائرات FPV. وهم جزء من الدائرة المقربة للمدربين الأمريكيين السابقين. تدعم المجموعة بشكل أساسي حملة جمع تبرعات أطلقتها التنظيمات الإرهابية عبر تطبيق تليغرام، والتي تهدف إلى تمويل شراء طائرات DJI وAutel Robotics، بالإضافة إلى مخططات إنتاج طائرات FPV جديدة، وطابعات ثلاثية الأبعاد، ومحركات تحكم، وكاميرات FLIR، وأجهزة تحكم عن بعد، ووحدات GPS.
جاهزية تركية
ولمواجهة هذا النمط الجديد من التهديدات الإرهابية، تستخدم القوات التركية منظومات متعددة، أهمها منظومة كوركوت. وحول أهمية هذه المنظومة وقدرتها على مواجهة التهديدات الإرهابية، يشير الباحث نور الدين جيلان، في حديث سابق له مع TRT عربي، إلى أنها "تحتوي على مدفعين يمكنهما إطلاق أكثر من ألف طلقة في الدقيقة. هذه الطلقات لديها خاصية التفجر عند الاقتراب من الهدف، ما يخلق منطقة شظايا واسعة تزيد من احتمالية إصابة الهدف".
ويُكمل جيلان: "نظام كوركوت يتميز بكفاءة عالية في تغطية مساحة كبيرة من الجو بالشظايا، ما يجعله فعالاً ضد الطائرات الصغيرة والكاميكازي".
وبدأت عملية تطوير المنظومة في شهر مايو/أيار 2016، وتسلّم الجيش التركي أولى المنظومات التي أنتجتها الشركة بعد دخولها مرحلة الإنتاج الواسع في شهر مارس/آذار 2019. وتستمر الشركة في تطوير وإنتاج المنظومة مع تصاعد الطلب المحلي والعالمي عليها.
ومنذ 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كثف تنظيم PKK/YPG الإرهابي هجماته على المدنيين وقوات الجيش الوطني السوري في محيط سد تشرين جنوب شرق منبج، الذي بسط الأخير سيطرته عليه في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ضمن إطار عملية "فجر الحرية" التي أطلقها بالتزامن مع عملية "ردع العدوان" التي أطاحت بنظام الأسد المخلوع.