كما حذّرت من وقوعه استخبارات عدّة دول غربية، فجّر انتحاريان من تنظيم "داعش" الإرهابي، الخميس، 26 أغسطس/آب، حزاميهما الناسفين وسط حشد من الأفغان في محيط مطار كابل، تلا ذلك هجوم مسلّح أسفر عن مقتل 13 عسكرياً أمريكياً وجرح 18 آخرين. كما راح ضحية هذا الهجوم عشرات من الأفغان بين قتيل وجريح.
فيما شدد الناطق الرسمي باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، أنّ "الانفجار وقع في منطقة خاضعة أمنياً لمسؤولية القوات الأمريكية"، تعهّد الرئيس الأمريكي جو بايدن، "الذي صُدِم من هول ما جرى"، بـ"مطاردة" منفّذي الهجوم و"تدفيعهم ثمن" قتلهم العسكريين الأمريكيين "الأبطال". مضيفاً أنه طلب من القادة العسكريين وضع خطط، للرد على فرع "داعش" الإرهابي في أفغانستان، الذي نفّذ الهجوم، كما تعهّد باستمرار عمليات الإجلاء من أفغانستان، مؤكداً أنه "لن يردعنا الإرهابيون، ولن ندعهم يوقفون مهمّتنا".
فيما يعيد هذا التفجير إلى الأذهان أحداث هجمات أخرى، كانت قد استهدفت مواقع أمريكية خارج أراضي الولايات المتحدة، سواء كانت بعثات ديبلوماسية أو تشكيلات عسكرية أو مدنيين، نعود في هذا التقرير إلى استعراض أبرزها.
تفجيرات بيروت
في 23 أكتوبر/تشرين الأول 1983، تعرّض المبنى الذي يضم ثكنات مشاة البحرية الأمريكية ببيروت إلى الانفجار بواسطة شاحنة مفخخة كانت تحمل 12 ألف رطل من مادة "TNT"، ما حوّل المبنى إلى أنقاض وقتل220 من مشاة البحرية و18بحاراً وثلاثة جنود، بحسب موقع الخارجية الأمريكية.
وحسب ما ادّعته الولايات المتحدة، فإنّ جماعة "حزب الله" اللبنانية تقف خلف الهجوم الإرهابي على ثكنة المارينز في بيروت، كما أنّ منفذه الذي يُدعى إسماعيل عسكري هو إيراني ينتمي إلى الحرس الثوري. وقبلها، في 18أبريل/نيسان 1983، تعرَّضت السفارة الأمريكية ببيروت كذلك إلى هجوم بتفجير شاحنة "بيك أب" محمّلة بألفي رطل من مادة "TNT" ما أسفر عن مقتل 63 شخصاً، من بينهم17 أمريكياً.
تفجيرات سفارات غرب إفريقيا
في 7 أغسطس/آب 1998، تعرّضت سفارتا الولايات المتحدة الأمريكية بكل من نيروبي-كينيا ودار-السلام تنزانيا إلى عملية تفجير متزامنة. حيث توقفت، ما بين الساعة العاشرة والعاشرة والنصف بالتوقيت الكيني، شاحنتان محمّلتان بمتفجرات أمام السفارتين في نيروبي ودار السلام وانفجرتا في وقت واحد تقريباً، أسفرتا عن مقتل 213 شخص في نيروبي بالإضافة إلى أحد عشر شخصاً في دار السلام كانت غالبيتهم من الكينيين.
فيما نسبت السلطات الأمريكية العملية إلى "تنظيم القاعدة" الإرهابي، بزعيمه وقت ذاك أسامة بن لادن، قصف الجيش الأمريكي رداً عن تلك العملية عدداً من مواقع التنظيم في السودان والصومال وأفغانستان.
تفجيرات مجمّعات سكنية بالرياض
كانت الساعة قرابة منتصف الليل من يوم 12 مايو/ أيار 2003، حين هاجم 9 مسلحين وانتحاريين بأربع سيارات مفخخة 3 مجمعات سكنية شرق العاصمة السعودية الرياض في وقت متزامن. حيث أدّت العملية لمقتل 26 مدني من جنسيات مختلفة، بينهم 7 سعوديين، 9 أمريكيين، 3 فلبينيين وأردنيان اثنان وبريطاني وسويسري وأسترالي وأيرلندي ولبناني. إضافة إلى جرح 160. فيما تبنى الهجوم تنظيم "القاعدة" الإرهابي.
تفجير المدمرة كول
في 12 أكتوبر/تشرين الأول عام 2000، استهدف زورق مفخخ المدمرة الأمريكية "USS كول" بمرفأ مدينة عدن اليمنية، حيث كانت راسية من أجل التزود بالوقود. هجوم تبناه فيما بعد تنظيم "القاعدة" الإرهابي، وأودى بحياة 17 بحاراً أمريكياً. كما أخرج القطعة العسكرية الأمريكية من الخدمة لعدة سنوات، وهددت السلطات الأمريكية باحتلال مدينة عدن رداً على العملية، حسب ما تحدث عنه بعدها الرئيس اليمني السابق عبد الله صالح.