يُحيي الأذربيجانيون حول العالم الذكرى السنوية الـ31 لمجزرة خوجالي (غرب) التي ارتكبتها القوات الأرمينية، وراح ضحيّتها مئات المدنيين جلّهم من النساء والأطفال وكبار السن.
وفي 26 فبراير/شباط من كل عام يُحيي الأذربيجانيون ذكرى شهداء المجزرة التي لا تزال ذكراها حاضرة في قلوبهم رغم مرور أكثر من 3 عقود على ارتكابها، مطالبين المجتمع الدولي بتقديم مرتكبيها إلى العدالة.
وعلى الرغم من أن مجزرة خوجالي تركت وصمة عارٍ لا تُمحى في تاريخ البشرية، فإن انتصارات الجيش الأذربيجاني في حرب قره باغ الثانية (عام 2020) وتحرير أراضيه ساهمت في بث الأمل بقلوب أبناء الأذربيجانيين حول العالم.
لا تُمحى من الأذهان!
مع تفكك الاتحاد السوفيتي بدأ الأرمن المطالبة بمجموعة أراضٍ ضمن حدود جمهورية أذربيجان، ولتحقيق ذلك شنّوا هجمات لاحتلال مدينة خوجالي لاحتوائها على المطار الوحيد بالمنطقة ولأهميتها الاستراتيجية.
جاء ذلك بعد احتلال القوات الأرمينية مدينة خانكندي أكبر مدن إقليم قره باغ في ديسمبر/كانون الأول عام 1991، بغرض السيطرة على خوجالي ذات الأهمية الاستراتيجية.
القوات الأرمنية استولت على كل الطرق والقرى المحيطة بخوجالي وقطعت الطريق البري الذي يوصلها بالمحافظات الأخرى، وعمدت إلى إسقاط المروحيات التي عملت على إجلاء المدنيين.
كما عمدت إلى قطع الكهرباء عن خوجالي، فيما كثّف الجيش الأرميني اعتباراً من 25 فبراير/شباط 1992 هجماته على المدينة بالتعاون مع "الفوج 366 مدرّعات" السوفيتي المتمركز قرب مدينة خانكندي.
وعقب دخولها المدينة ارتكبت القوات الأرمينية مذبحة خوجالي التي لن تمحى آثارها من الأذهان، وراح ضحيتها 613 مدنياً، منهم 106 من النساء و63 طفلاً، فيما أصيب 487 بإعاقات دائمة.
كذلك وقع ألف و275 مدنياً في الأسر، بينهم 150 مدنياً لا يزال مصيرهم مجهولاً، فيما أبيدت 8 عائلات عن بكرة أبيها، وفقد 25 طفلاً ذويهم، وفقد 130 طفلاً آخرون أحد والديهم في المذبحة.
وحشية وإبادة جماعية
فحوصات الطب الشرعي وأقوال الشهود أثبتت بوضوح تعرُّض سكان خوجالي لتعذيب وحشي مثل قطع أنوفهم وأعضائهم التناسلية وفقء أعينهم دون تمييز بين النساء أو كبار السن أو الأطفال.
ومن بين ضحايا المجزرة نساء حوامل تعرضن لبقر بطونهن بحراب البنادق، وقطع الرؤوس والحرق والتمثيل بالجثث، حيث تعرض الصور التي التقطت في ذلك الوقت مشاهد مروّعة لوحشية الجيش الأرميني.
ووفقاً لأذربيجان، فإن ما حدث في خوجالي كان انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف لعام 1949، واتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللا إنسانية أو العقوبة المهينة واتفاقية حقوق الطفل.
وفي قرار صادر عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بتاريخ 22 أبريل/نيسان 2010 جرى توصيف ما حدث في خوجالي بأنه كان بمثابة "جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية".
فيما تبنّت حتى الآن برلمانات 18 دولة و24 ولاية أمريكية، قرارات تدين أحداث خوجالي وتعتبرها "إبادة جماعية".