ناشط حقوقي يكشف دور إسرائيل في التضييق على الأصوات الداعمة لفلسطين
قال الناشط الحقوقي اللبناني محمد صفا إن خطاب معاداة السامية يُستخدم في الوقت الحالي أداةً لإسكات داعمي غزة، مضيفاً أنه يجري استخدام أساليب حجب مختلفة لقمع المنشورات الداعمة لفلسطين بجانب استهداف الأشخاص الداعمين للقضية.
مسيرة ضخمة في إسطنبول دعماً لغزة وتنديداً بالحرب الإسرائيلية / صورة: AA (AA)

كشف الناشط الحقوقي اللبناني محمد صفا أن منصات التواصل الاجتماعي تفرض رقابة على المنشورات الداعمة لفلسطين بناء على تعليمات وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية.

وأضاف صفا الذي يرأس مجلس إدارة "الرؤية الوطنية" غير الحكومية أنه "يجري استخدام الخطاب المعادي للسامية أداة لإسكات الأصوات الداعمة لفلسطين"، مردفاً أن الداعمين لفلسطين ضد الهجمات الإسرائيلية يُتهمون بـ"معاداة السامية" ويتعرضون للضغوط من خلال التهديدات.

وذكر أنه في بداية الأحداث في غزة منذ ثلاثة أشهر، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في نقل ما يجري في غزة إلى العالم، "لكن اليوم يجري استخدام أساليب حجب مختلفة لقمع المنشورات الداعمة لفلسطين".

خطط إسرائيلية

وأشار المتحدث إلى أن الشخصيات العالمية التي تمارس النشاط تجاه فلسطين على منصات التواصل الاجتماعي تتعرض للمنع والرقابة ضمن خطط عمل وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية.

وأكمل: "لمنصات التواصل الاجتماعي آثار إيجابية وسلبية في الرأي العام في هذه الحرب. المعايير المزدوجة في الخوارزميات مكنت من سماع أصوات أكثر تنوعاً، وانتشار النشاط حول فلسطين من ناحية".

وزاد: "حُجبت على وسائل التواصل الاجتماعي الحسابات التي تنشر حول فلسطين. بتعليمات من وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، جرى استهداف المؤيدين للفلسطينيين، وإغلاق حسابات عديد من الناشطين الدوليين رضوخاً لحملة الإسكات".

كما لفت الناشط اللبناني إلى أن الأفراد والمؤسسات المؤيدة لإسرائيل يستخدمون مفهوم معاداة السامية سلاحاً ضد الناشطين الذين يدعمون فلسطين.

وقال: "يجري استخدام الخطاب المعادي للسامية أداةً لإسكات الأصوات الداعمة لفلسطين، فالوقوف ضد جرائم الحرب الإسرائيلية ليس معاداة للسامية، وعلينا أن نملك حرية التعبير وأن يكون الناس قادرين على التضامن مع كل مظلوم أو خاضع للاحتلال وأن يرفعوا أصواتهم".

وشدد صفا على ضرورة إنهاء المعايير المزدوجة التي تفرض حرية التعبير للبعض والرقابة على البعض الآخر.

تهديدات بسبب فلسطين

وذكر المتحدث أن الأشخاص الداعمين للأنشطة الداعمة لفلسطين يجري استهدافهم في مختلف مناحي الحياة لا عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط.

وأوضح أنه مثل كثيرين آخرين تعرض لقيود لأنه أعلن على وسائل التواصل الاجتماعي أن إسرائيل ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب، مبيناً أن حساباته على تلك المنصات تعرضت للتقييد لأنه صرح بأن إسرائيل تنتهك القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان.

وصرح بأن محاولات منعه لم تقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، بل تلقى تهديدات بالقتل بسبب دعمه لفلسطين رغم كونه ممثلاً للأمم المتحدة وناشطاً حقوقياً معتمداً لديها.

وتابع: "حتى في حياتي الشخصية كانت مساحة حركتي مقيدة وبات أشخاص لا أعرفهم يراقبونني ويتتبعونني في الشارع، وأقول هذا من أجلي ومن أجل الأشخاص الذين هم في مثل حالتي، فلا أحد يمكنه أن يحمينا من هذه التهديدات".

ومضى قائلاً: "بصفتي ممثلاً للأمم المتحدة وناشطاً معتمداً لديها، أبلغت ذلك للمقرر الخاص المعني بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، لكن حتى الآن لم أتلق رداً بشأن هذه القضية".

وأكد صفا أن "قضية غزة بمثابة اختبار لكشف نفاق العالم فيما يخص مفهوم الأخلاق"، وتابع: "كل الدعاية التي سيطرت على عقل وقلب الغرب أصبحت باطلة، بفضل الصحفيين الشجعان في فلسطين ولبنان، والأشخاص الذين يشككون فيما يرونه على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الأخبار رغم القيود المفروضة على ما يشاهدونه على شاشة التلفاز".​​​​​​​

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الجمعة، 22 ألفاً و600 شهيد و57 ألفاً و910 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، حسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

TRT عربي - وكالات