وأوضح ألطون في تصريحات أدلى بها لصحيفة "ديلي صباح"، اليوم الخميس، أن الحكومة التركية لا تزال ملتزمة مكافحة تنظيم PKK وغيره من التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" و"غولن" بشكل يتوافق مع مبادئ دولة القانون.
وشدد على أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف شركة صناعات الدفاع والطيران التركية "توساش" مؤخراً يبرز ضرورة عدم التراخي في مواجهة هذه التنظيمات، وأن تركيا عازمة على مواصلة حملتها ضد الإرهاب من دون أي تهاون.
وأشار إلى أن تركيا لم تتوانَ في اتخاذ التدابير اللازمة كافة لحماية أمنها القومي والمجتمعي، بما في ذلك من خلال التشريعات الجديدة التي تهدف إلى تعزيز مكافحة الإرهاب والتصدي لتهديدات التنظيمات الإرهابية على أراضيها.
كما تطرق ألطون إلى الدور البارز الذي تلعبه تركيا في حل الأزمة السورية، وأوضح أن تركيا تُعد من أبرز الأطراف التي تسعى لإيجاد حل سلمي لهذه الأزمة.
وأشار إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أبدى استعداده للجلوس مع رئيس النظام السوري بشار الأسد في إطار السعي لتسوية الأزمة، مؤكداً أن الدعوة للحوار مع الأسد تكتسب أهمية كبيرة في ظل تصاعد العنف والتهديدات الأمنية في المنطقة.
ازدواجية المعايير لدى الإعلام الغربي
وفيما يخص القضية الفلسطينية، أكد ألطون أن الوضع في غزة يتطلب إيجاد حلول عاجلة، مشيراً إلى أن العديد من المنظمات الدولية غير قادرة على اتخاذ مواقف حاسمة بسبب الهيمنة السياسية للدول الكبرى.
من جهة أخرى، انتقد ألطون التغطية الإعلامية الغربية للعدوان الإسرائيلي على غزة، متهماً الإعلام الغربي بتبني معايير مزدوجة من خلال تبرير الهجمات الإسرائيلية على غزة، عبر تصوير الفلسطينيين على أنهم "إرهابيون"، في حين يجري التغاضي عن الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين.
وأضاف ألطون أن هذه المعايير المزدوجة أسهمت في تشويه الحقيقة، مستدلاً بالأمثلة التي أظهرها مركز مكافحة التضليل التابع لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية، الذي نجح في كشف أكثر من 250 كذبة إعلامية لإسرائيل متعلقة بعدوانها على قطاع غزة.
إصلاح النظام الدولي
وفي معرض تعليقه على أهمية قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في البرازيل، أكد ألطون أن تركيا تعتبر مجموعة العشرين واحدة من المنتديات الأبرز على مستوى العالم التي تجمع أكبر الاقتصادات في العالم لبحث القضايا العالمية، مشيراً إلى الدور الفريد الذي تلعبه المجموعة في إيجاد حلول مشتركة للتحديات العالمية.
وأوضح أن تركيا تلعب دوراً مهماً في القضايا العالمية مثل التجارة الدولية، والهجرة، وتغير المناخ، والنزاعات الإقليمية، مؤكداً أن تركيا تدعم دائماً الحلول الجماعية وتعتمد على هيكل ديناميكي ومرن لتحقيق استجابة سريعة لتلك القضايا. وأضاف أن القمة قد تجاوزت مناقشة القضايا الاقتصادية لتشمل مشكلات معقدة ومترابطة مثل الأمن الغذائي والهجرة غير النظامية.
وذكر أن الرئيس أردوغان كان قد شدد مراراً على ضرورة إصلاح النظام الدولي، مشيراً إلى أن مقولته الشهيرة "العالم أكبر من خمسة" هي دعوة لإعادة هيكلة المؤسسات الدولية بشكل يعكس التوازن الحقيقي للقوى العالمية، بعيداً عن مصالح القوى الكبرى.
كما أعرب عن تقديره لقرار قمة مجموعة العشرين في البرازيل بإدراج قضايا إصلاح حوكمة النظام الدولي على أجندتها، ما يعكس التوجه التركي نحو تعزيز العدل والمساواة على المستوى العالمي.