وأعلن جيش الاحتلال في وقت سابق الأربعاء مقتل أول جندي في صفوف خلال الاجتياج البري جنوبي لبنان، وقال عبر بيان: "النقيب إيتان أوستر، 22 عاماً، قائد فريق في وحدة أغوز، تشكيل الكوماندوز، قُتل في معركة بلبنان".

وفي وقت سابق، نشر الصحفي بالقناة "12" العبرية (خاصة) عميت سيغال، عبر منصة تليغرام، اسم الجندي وصورته ووحدته، وقال إنه قُتل الليلة الماضية في لبنان، كما تحدثت حسابات على مواقع التواصل الإسرائيلية عن مقتل جنود في حدث وصفته بـ"الصعب" في جنوب لبنان.

وفي السياق، قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن معارك صعبة دارت صباح اليوم الأربعاء بين جيش الاحتلال الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله في مواقع عدة جنوبي لبنان، ونقلت القناة 12 الإسرائيلية مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين من وحدة "كوماندوز إيغوز" الإسرائيلية في معارك جنوبي لبنان.

وأوردت إذاعة جيش الاحتلال أن قوة من وحدة كوماندوز "واجهت مسلحين داخل مبنى في إحدى قرى الجنوب اللبناني"، وأنه "جرى استدعاء وحدة الإنقاذ الطبية لتقديم العلاج للجنود في الميدان".

وتابع المصدر أن عملية الإنقاذ كانت معقدة للغاية "وجرت في ظروف صعبة ووسط إطلاق النار"، مضيفة أن "خلال عملية الإنقاذ واصل مسلحو حزب الله إطلاق قذائف الهاون وردت القوات بنيران كثيفة".

بينما قال متحدث "حزب الله" محمد عفيفي، في تصريح لصحفيين الأربعاء: "أوقعنا عدداً كبيراً من القتلى بصفوف قوات العدو خلال اشتباكات جرت اليوم ببلدتي العديسة ومارون الراس (جنوب)، لكن هناك تعتيماً من العدو".

من جهته، أعلن الجيش اللبناني، اليوم الأربعاء، أن قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي خرقت "الخط الأزرق" الفاصل بين منطقتين لمسافة 400 متر ثم انسحبت بعد مدة قصيرة.

وقال الجيش، في بيان مقتضب عبر منصة إكس: "خرقت قوة تابعة للعدو الإسرائيلي الخط الأزرق لمسافة 400 متر تقريباً داخل الأراضي اللبنانية في منطقتي خربة يارون وبوابة العديسة، ثم انسحبت بعد مدة قصيرة"، من دون تحديد تاريخ.

على الجانب الآخر، نشر جيش الاحتلال، الأربعاء، ما قال إنه أول توثيق لعناصره في جنوب لبنان، ويتضمن مقطع فيديو قصيراً وصوراً تظهر جنوداً في موقع لم يجرِ تحديده، زاعماً، في بيان، أنها "المشاهد الأولى لعمليات لواء الكوماندوز والمظليين في جنوب لبنان".

وادعى جيش الاحتلال: "تواصل قوات لواء الكوماندوز والمظليين ولواء 7 مدرعات، تحت قيادة الفرقة 98، عملياتها البرية الموجهة والمحددة في عدة مناطق جنوب لبنان"، وزعم أن "القوات دمرت مجمعاً قتالياً لحزب الله احتوى على منصة صاروخية ومخزون من العبوات الناسفة والعتاد العسكري الآخر".

ويزعم مسؤولون إسرائيليون أن العملية البرية في جنوب لبنان لن تستغرق أكثر من أسابيع وتهدف لإقامة منطقة أمنية عازلة، بينما تحذر السلطات اللبنانية من انتهاك سيادة البلاد ووجود نيات احتلالية إسرائيلية.

ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، ما أسفر حتى مساء الثلاثاء عما لا يقل عن 1073 قتيلاً، بينهم أطفال ونساء، و2955 جريحاً وأكثر من مليون نازح، وفق رصد لبيانات السلطات اللبنانية.

في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء إسرائيل، إثر إطلاق كثيف من "حزب الله" لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.