فريق طبي بريطاني ينبهر بصمود الشعب التركي ومرونته بكارثة الزلازل
أشاد الفريق الطبي من الجيش البريطاني بقدرة الفرق الطبية التركية وكفاءتها وبصمود الشعب التركي ومرونته رغم الوضع الكارثي الذي سببته الزلازل.
شهادة بريطانية.. صمود ومرونة الشعب التركي في كارثة الزلازل بلا حدود / صورة: AA (AA)

عاش أطباء ومسعفون في الجيش البريطاني بعض التجارب التي لا تُنسى أثناء علاج ضحايا الزلازل المدمرة، التي ضربت جنوبي تركيا في 6 فبراير/شباط الجاري.

ووصل 100 فرد من الجيش البريطاني إلى تركيا في 14 فبراير، بينهم 70 من العاملين في المجال الطبي، لتقديم العلاج لمصابي الزلازل، في منشأة طبية في ولاية قهرمان مرعش، مركز أحد الزلزالين المدمرين اللذين ضربا البلاد.

ولم يخفِ الضابط البريطاني شون ماسون (35 عاماً) الذي يقود الفريق الطبي، إعجابه الشديد بـ"صمود ومرونة" الشعب التركي، على الرغم من الوضع الرهيب الذي يعيشه. وقال ماسون: "أبهرني صمود الشعب التركي بعد الزلازل".

إشادة بنظام الرعاية الصحية التركي

وساهم الفريق الطبي البريطاني ببعض المعدات التقنية، بما في ذلك الأشعة السينية والتصوير الإشعاعي، والتي لم تكن متاحة مؤقتاً للأطباء الأتراك في الأيام الأولى بعد الزلزال.

وفي هذا السياق أثنى ماسون على قدرة نظام الرعاية الصحية التركي، رغم ما يتعرض له من "أعباء زائدة" على خلفية الزلزالين المزدوجين.

وأضاف: "من المدهش حقاً مدى السرعة التي تمكنت بها (الطواقم الطبية التركية) من العودة إلى نمط الحياة الطبيعي، وكيف تعاملت مع الأعداد الهائلة من المصابين".

وتمكن الفريق البريطاني من علاج أكثر من 100 مصاب.

وفي هذا الشأن أوضح ماسون أنها "المرة الأولى" التي يتعامل فيها مع مصابي الزلازل. وتابع: "أول مرة أفعل شيء كهذا، أشعر بالفخر الشديد لكوني قادراً على مساعدة الآخرين".

الشعور بالامتنان

الممرضة البريطانية كورب لوسي وايتهاوس (27 عاماً) المتخصصة في إصابات الحروق، قالت إنها عالجت كثيراً من المرضى الأطفال المصابين بحروق. وأشارت وايتهاوس إلى أنها "المرة الأولى" لها التي تقدم فيها العلاج لمصابي الزلازل.

وأوضحت أنها تمكنت من العمل مع الممرضات الأتراك "لبدء تطوير معرفتهم بكيفية التعامل مع إصابات الحروق"، بناء على ما يجري اعتماده مع هذه الحالات في المملكة المتحدة.

وفي هذا الخصوص أعربت وايتهاوس عن تأثرها الشديد بالامتنان الذي يشعر به المريض أو عائلته بعدما تعالج حروقه. وقالت: "لقد خرجت للتو لرؤية مريض وعائلته، وبدوا ممتنين للغاية. طلبوا رؤيتي في المستقبل".

وايتهاوس تحدثت عن لحظات أخرى من التأثر ولفتت إلى أنها ممرضة للأشخاص البالغين، ولم تعتنِ أبداً بالأطفال حتى وصولها إلى تركيا.

وأضافت: "كان الأمر صعباً بشكل خاص، أن أقدم العلاج للأطفال وأتعامل مع الآباء والموظفين".

واعترافاً منها بأن تجربتها في قهرمان مرعش غيرت ممارستها في التمريض، قالت وايتهاوس: "في المملكة المتحدة نرى أيضاً مرضى معرضين للخطر، ولكن (في تركيا) نرى حالة مختلفة كلياً".

وأوضحت أن "المرضى هنا يعانون من فقدانهم كثيراً (من الأشخاص والممتلكات)".

وتقدم فرق الطوارئ الطبية التركية والبريطانية أيضاً خدمات تشمل قسم الطوارئ وطب الأطفال وصحة المرأة والصحة النفسية والعقلية.

مخاوف بعد الزلازل

بدوره أشرف ريتشارد أينسوورث ماسييلو ممرض الصحة العقلية والنفسية على رعاية ما يقرب من 50 مصاباً جراء الزلازل في قهرمان مرعش.

ولدى سؤاله عن نوعية المصابين الذين يتعامل معهم قال ماسييلو للأناضول: "يوجد مزيج من اضطرابات الهلع والقلق الشديد، لأن الزلازل حدثت" قريباً. وأضاف: "يخشى الناس من مزيد من الزلازل مع الهزات المتكررة، كما يخشون انهيار بعض المباني".

وأشار ماسييلو إلى أن عديداً من الأشخاص الذين يعانون "اضطراب المزاج، فضلاً عن كثير من حالات الاكتئاب والحزن، على خلفية الوفيات المرتفعة جراء الزلازل".

وعن أصعب الحالات التي تعامل معها قال ممرض الصحة النفسية إنه تعامل مع مريضة (91 عاماً) أحضرتها ابنتها وزوجها، "كان الموقف صعباً للغاية، السيدة كفيفة تماماً، ولديها مشكلات في السمع، ومع كل هذا تعاني نوبات هلع".

بيد أن ماسييلو في المقابل نوه بأنه تمكن من التعامل مع المسنة التركية من خلال حاسة اللمس والحديث. وتابع: "كنا قادرين على تهدئتها، وضعنا خطة مع عائلتها".

واختتم حديثه قائلاً: "كان هذا وضعاً غير اعتيادي وصعباً مقارنة بممارساتي الطبية في العادة، لكننا استطعنا العمل والتوصل إلى خطة لدعم الشخص".

وفي 6 فبراير ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة وآلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

TRT عربي - وكالات