غزة.. الاحتلال يرتكب 4 مجازر جديدة وسط تحذير من كارثة صحية وبيئية بالقطاع
أعلنت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في القطاع إلى 46 ألفاً و645 شهيداً و110 آلاف و12 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جيش الاحتلال يواصل حربه المدمرة على قطاع غزة / صورة: AA (AA)

وتحدث التقرير الإحصائي اليومي الذي تصدره الوزارة عن ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر ضد عائلات في قطاع غزة وصل منها إلى المستشفيات 61 شهيداً و281 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، وأوضح أن "عدداً من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

وفي السياق ذاته، ارتفع عدد الشهداء إلى 32 فلسطينياً بينهم 7 أطفال على الأقل جراء غارات إسرائيلية طالت أنحاء مختلفة من قطاع غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع "تقدم كبير" في مفاوضات التوصل إلى اتفاق تبادل ووقف إطلاق نار ينهي إبادة جماعية متواصلة ترتكبها تل أبيب منذ أكثر من 15 شهراً.

واستشهد 4 فلسطينيين بينهم طفلان في قصف إسرائيلي استهدف مركبة بجوار بلدية الزوايدة الجديدة وسط قطاع غزة، وفق إفادة مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى. فيما قال شهود عيان إن مٌسيّرة إسرائيلية قصفت بصاروخ على الأقل مركبة في بلدة الزوايدة ما أسفر عن شهداء وجرحى.

فيما استشهد 4 أطفال وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً يعود إلى عائلة أبو شعر في حي الدرج وسط مدينة غزة، وفق شهود عيان. وحسب مصدر طبي، توفيت طفلة متأثرة بجراح أصيبت بها فجر اليوم في استهداف منزل يعود إلى الصحفي أيمن العمريطي وهي ابنته.

وفي وقت سابق، أفاد مصدر طبي بمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، باستشهاد 9 فلسطينيين بينهم أطفال ونساء، وإصابة عدد آخر في 3 غارات جوية إسرائيلية، استهدفت شقة سكنية وخيمة تؤوي نازحين ومقهى في أنحاء المدينة وسط القطاع.

وقال شهود عيان، إن مروحية إسرائيلية قصفت خيمة نزوح لعائلة أبو جلالة في شارع كلية فلسطين التقنية، ومنزلاً لعائلة "الزريعي" في شارع النخيل، و"مقهى لورنس" على شاطئ بحر دير البلح، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من خيام النازحين القريبة.

وأضاف الشهود أن آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفت بقذيفة واحدة برج العصار في مخيم النصيرات (وسط)، وأطلقت نيرانها بكثافة شمال المخيم الذي شهد بالتزامن عمليات نسف لمبان سكنية.

استهداف منازل

وفي جنوب القطاع، استشهد 12 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء في غارتين إسرائيليتين استهدفتا منزلين شرق مدينة خان يونس، وفق مصدر طبي.

وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي سرّع وتيرة عمليات نسف وتفجير المنازل والمربعات السكنية مستخدماً الروبوتات المفخخة، في مناطق متفرقة من رفح، منها شارع الطينة والشابورة وأحياء شمال المدينة.

وأضاف الشهود بأن عمليات التفجير تزامنت مع شن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفاً جوياً ومدفعياً عنيفاً على مناطق متفرقة من مدينة رفح.

أما في مدينة غزة، فاستشهدت سيدة وأصيب 5 آخرون جراء قصف طائرة مسيّرة إسرائيلية منزلاً لعائلة "سكيك" في محيط موقف جباليا بحي الدرج وسط المدينة، وفق بيان لجهاز الدفاع المدني.

استشهاد صحفي

وقالت وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"، إن الصحفي العامل لديها "محمد بشير التلمس استشهد متأثراً بإصابته الخطرة التي تعرض لها، الاثنين، جراء استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من المواطنين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة".

ويرتفع بذلك عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة إلى 204.

وقال شهود عيان، إن المدفعية الإسرائيلية قصفت المناطق الشمالية لمدينة غزة، بينما نفذ جيش الاحتلال عملية نسف لمبان سكنية في المناطق الجنوبية والشمالية بالمدينة.

وأضاف الشهود أن جيش الاختلال واصل عمليات نسف المباني والمربعات السكنية في مخيم جباليا ومنطقة جباليا النزلة، وسط قصف مدفعي وإطلاق نار من آلياته العسكرية في إطار عمليته المكثفة في المحافظة منذ أكثر من 3 شهور.

"كارثة بيئية"

وفي سياق متصل، حذرت بلدية خان يونس جنوب غزة، اليوم الثلاثاء، من كارثة بيئية وصحية جراء توقف خدماتها الحيوية إثر نفاد الوقود، وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة بالقطاع سببتها الإبادة التي ترتكبها إسرائيل منذ أكثر من 15 شهراً.

وقال مسؤول الإعلام بالبلدية صائب اللقان، إن خدمات البلدية متوقفة منذ أمس الاثنين جراء نفاد الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات التحلية ومضخات الصرف الصحي.

وأضاف: "توقف الخدمات بات يهدد أكثر من 1.1 مليون نازح ومقيم في خان يونس، لا سيما في المناطق الغربية من المدينة والأحياء المعروفة بالمواصي، حيث يعيشون ظروفاً قاسية نتيجة الاكتظاظ وغياب الخدمات الأساسية".

وأوضح اللقان أن مراقبي محطات الصرف الصحي سجلوا ارتفاعاً ملحوظاً في منسوب المياه العادمة، بخاصة في محطة حسبة السمك بوسط المدينة.

وأضاف أن استمرار ارتفاع المنسوب دون تشغيل مضخات الصرف الصحي بسبب نفاد الوقود قد يؤدي إلى غرق الشوارع وخيام النازحين والمنازل المتبقية بالمياه العادمة، مما يهدد حياة الفلسطينيين وصحتهم.

وحذر من أن أكثر "من 60 نقطة ساخنة معرَّضة للغرق في مختلف أنحاء المدينة، سواء بمياه الصرف الصحي أو الأمطار، مع تزايد احتمالية المنخفضات الجوية". وبيّن أن الإبادة المتواصلة تسببت بتدمير ممنهج لمنظومة العمل الخدمية، بما في ذلك 80 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي و120 كيلومتراً من الطرق.

هذا الدمار، وفق اللقان، أضعف قدرة البلدية على تقديم الخدمات الأساسية للسكان وزاد من معاناة المواطنين والنازحين.

ودعا المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية إلى التحرك الفوري لإدخال الوقود وضمان استمرار عمل الآليات والمعدات اللازمة لمواجهة الكارثة الوشيكة، مطالباً العالم بتحمّل مسؤولياته تجاه القطاع المنكوب.

يأتي ذلك في وقت كثف فيه الوسطاء جهودهم لعقد لقاءات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، ما أدى إلى "تحقيق تقدم كبير في المفاوضات"، إذ أصبحت تفاصيل الصفقة شبه مكتملة بنسبة 90%، حسب إعلام عبري.

فيما رجحت هيئة البث الإسرائيلية انعقاد المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر "الكابينت" الثلاثاء "للتصديق على اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس".

وإلى جانب الضحايا، تسببت الإبادة الإسرائيلية المدعومة أمريكياً في فقدان ما يزيد على 11 ألف فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

TRT عربي - وكالات