وسط القطاع، أفاد مصدر طبي بمستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح، باستشهاد 9 فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، وإصابة عدد آخر في 3 غارات جوية إسرائيلية، استهدفت شقة سكنية وخيمة تؤوي نازحين ومقهى في أنحاء المدينة.
وقال شهود عيان، إن مروحية إسرائيلية قصفت خيمة نزوح في شارع كلية فلسطين التقنية، ومنزلاً في شارع النخيل، و"مقهى لورانس" على شاطئ بحر دير البلح، مما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من خيام النازحين القريبة.
وأضاف الشهود أن آليات جيش الاحتلال قصفت بقذيفة واحدة برج العصار في مخيم النصيرات (وسط)، وأطلقت نيرانها بكثافة شمال المخيم الذي شهد بالتزامن عمليات نسف لمبانٍ سكنية.
أما في مدينة غزة، فقد استُشهدت امرأة وأصيب 5 آخرون جراء قصف طائرة مسيرة إسرائيلية منزلاً في محيط موقف جباليا بحي الدرج وسط المدينة، وفق بيان لجهاز الدفاع المدني.
وقالت وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"، إن الصحفي العامل لديها "محمد بشير التلمس استُشهد متأثراً بإصابته الخطرة التي تعرض لها الاثنين جراء استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من المواطنين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة".
ويرتفع بذلك عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة إلى 204.
وقال شهود عيان إن المدفعية الإسرائيلية قصفت المناطق الشمالية لمدينة غزة، بينما نفذ الجيش عملية نسف لمبانٍ سكنية في المناطق الجنوبية والشمالية بالمدينة.
وأضاف الشهود أن الجيش واصل عمليات نسف المباني والمربعات السكنية في مخيم جباليا ومنطقة جباليا النزلة، وسط قصف مدفعي وإطلاق نار من آلياته العسكرية في إطار عمليته المكثفة في المحافظة منذ أكثر من 3 أشهر.
وأمس الاثنين، قالت مصادر طبية إن "53 شهيداً وصلت جثامينهم إلى مستشفيات مدينة غزة، منذ ساعات الفجر الأولى، بفعل الغارات الإسرائيلية المتتالية على مناطق متفرقة".
وأوضحت المصادر أن "الشهداء ارتقوا في 15 غارة إسرائيلية نفذت غالبيتها من طائرات حربية ومسيرات من نوع كواد كابتر"، على 12 تجمعاً مدنياً ومدرسة تؤوي نازحين في أحياء مختلفة من مدينة غزة.
وذكرت أن الوضع داخل المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة "صعب للغاية بسبب الأعداد الكبيرة للشهداء والجرحى".
ووفق المصادر، فإن حي الشجاعية بمدينة غزة كان من أبرز الأماكن التي تعرضت لقصف أسقط أكبر عدد من الشهداء والجرحى، فقد أودت الغارات على المنازل بحياة 11 فلسطينياً، بينما استشهد 5 آخرون بمدرسة صلاح الدين الأيوبي في منطقة حي الدرج بالمدينة.
واستُشهد 7 فلسطينيين وأصيب آخرون نتيجة قصف إسرائيلي على تجمع مدني في شارع المعامل بحي الدرج، حسب المصادر الطبية.
بينما سجلت الحالات الباقية في استهدافات إسرائيلية على تجمعات لفلسطينيين في مناطق "الشمعة" و"جسر الشيخ رضوان" و"شارع العيون"، ومقابل "برج الشفا" و"منطقة الجوازات" ومقابل "مدرسة أبو النصر" بغزة، وفق المصادر.
غارات على الجنوب
وفي جنوب القطاع، استُشهد 12 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء في غارتين إسرائيليتين استهدفتا منزلين شرق مدينة خان يونس.
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال سرع وتيرة عمليات نسف وتفجير المنازل والمربعات السكنية مستخدماً الروبوتات المفخخة، في مناطق متفرقة من رفح، منها شارع الطينة والشابورة وأحياء شمال المدينة.
وأضاف الشهود أن عمليات التفجير تزامنت مع شن الجيش قصفاً جوياً ومدفعياً عنيفاً على مناطق متفرقة من مدينة رفح.
يأتي ذلك في وقت كثف الوسطاء جهودهم لعقد لقاءات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، مما أدى إلى "تحقيق تقدم كبير في المفاوضات"، حيث أصبحت تفاصيل الصفقة شبه مكتملة بنسبة 90%، حسب إعلام عبري.
وأمس الاثنين، قالت مصادر فلسطينية، إن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة "شبه جاهز وتوقيعه قد يكون قبل الجمعة".
فيما رجحت هيئة البث الإسرائيلية انعقاد المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر "الكابينت" اليوم الثلاثاء، "للتصديق على اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.