عاصفة ثلجية تضرب ولايات الجنوب بأمريكا وموجة نزوح بسبب حرائق في لوس أنجلوس
تستمر موجة الصقيع الشديدة نادرة الحدوث، بعد عاصفة ثلجية تاريخية اجتاحت جنوب الولايات المتحدة هذا الأسبوع، حتى يوم الأحد، لتحكم ظروف البرد القارس والجليد قبضتها على المنطقة وتزيد خطورة القيادة على الطرق.
عاصفة ثلجية تضرب ولايات الجنوب بأمريكا / صورة: AFP (AFP)

وامتد الصقيع من هيوستن وعبر نيو أورليانز وفلوريدا إلى ساحل نورث وساوث كارولاينا، لتتقطع السبل بالمسافرين على الطرق السريعة التي جرى إغلاقها، وتوقفت الحركة في المدن تقريباً منذ يوم الثلاثاء، مع تساقط الثلوج والبرد والأمطار وسط درجات حرارة تصل للتجمد.

واتجهت العاصفة الشتوية إلى البحر خلال ساعات الليل بعد أن خلفت تراكمات قياسية للثلوج في جميع أنحاء المنطقة.

وفي ميلتون بولاية فلوريدا، على أطراف الولاية، سقطت طبقة من الثلوج بلغ سمكها 23 سنتيمتراً، بينما تراكمت في نيو أورليانز طبقة سمكها حوالي 20 سنتيمتراً، وحوالي 23 سنتيمتراً في أجزاء من أوتير بانكس بولاية نورث كارولينا.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أنه حتى المناطق التي تجاوزت فيها الحرارة درجة التجمد الأربعاء لا تزال خطرة على المسافرين حيث تجمد فيها الثلج الذائب مرة أخرى خلال ساعات الليل، في ما يمثل خطراً للمسافرين غير المعتادين على القيادة في مثل هذه الظروف.

وأغلقت عشرات المدارس في جميع أنحاء الولايات الموجودة في قلب الجنوب الأمريكي، منها جامعة ولاية فلوريدا في تالاهاسي.

وبدأت تأخيرات السفر في التراجع ولكن جرى إلغاء أو تأخير أكثر من 1200 رحلة جوية في الولايات المتحدة في وقت مبكر من الخميس، وفقاً لموقع تتبع الرحلات فلايت أوير دوت كوم.

وقال مسؤولون إن ما لا يقل عن 12 شخصاً لاقوا حتفهم بسبب الطقس، مع وفاة خمسة أشخاص بعد حادث تصادم لعدد من السيارات في مقاطعة زافالا غرب تكساس يوم الثلاثاء، وتوفي ما لا يقل عن سبعة آخرين بسبب التعرض للبرد في تكساس وألاباما وجورجيا.

نزوح في لوس أنجلوس

ومن المتوقع أن تمثل الرياح القوية والأجواء الجافة تحدياً لرجال الإطفاء الذين يكافحون حرائق الغابات الجديدة في جنوب كاليفورنيا، اليوم الخميس، ومنها حريق جديد اتسع نطاقه على مدار يوم أمس، مما أجبر عشرات الآلاف على الإخلاء شمالي لوس أنجلوس.

وقالت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا على موقعها الإلكتروني إن حريق هيوز، على بُعد نحو 80 كيلومتراً شمالي لوس أنجلوس، انتشر على مساحة وصلت إلى 10176 فداناً منذ اشتعاله صباح أمس الأربعاء. وأضافت أن أربعة آلاف من رجال الإطفاء يكافحون الحريق وتمكنوا من احتواء 14% منه.

وقال خبراء الأرصاد الجوية إن الطواقم التي تكافح حريق هيوز وحريقين هائلين آخرين في وس أنجلوس بمنطقتي باليساديس وإيتون، من المتوقع أن تواجه رياحاً قوية تصل سرعتها إلى 80 كيلومتراً في الساعة مع فترات تصل السرعة فيها إلى 105 كيلومترات في الساعة مع تراجع مستويات الرطوبة إلى أقل من 10% طوال اليوم الخميس حتى غدٍ الجمعة.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، في بيان: "ستستمر ظروف الطقس المثيرة للحرائق حتى غدٍ الجمعة، إذ تظل الأجواء جافة للغاية ومساعدة على الاحتراق، فيما سيكون اليوم الخميس هو الفترة الأكثر إثارة للقلق.. فقد ينمو أي حريق جديد بسرعة ويخرج عن السيطرة".

وجرى إجلاء نحو 31 ألف شخص أمس الأربعاء، عندما تسبب الحريق في ارتفاع ألسنة اللهب وأعمدة الدخان فوق الجبال في منطقة بحيرة كاستايك بالقرب من سانتا كلاريتا.

وأدى حريقا إيتون وباليساديس، اللذان دمَّرا أحياء بأكملها على الجانبين الشرقي والغربي من لوس أنجلوس، إلى مقتل 28 شخصاً وتدمير أو إلحاق أضرار بنحو 16 ألف مبنى خلال الأسبوعين المنصرمين.

وأظهرت لقطات مصوَّرة بثتها قناة KTLA التليفزيونية طائرات هليكوبتر تكافح حريق هيوز وهي تنقل المياه من بحيرة لإسقاطها على الحريق، فيما ألقت الطائرات مواد إخماد الحرائق على التلال، فيما أظهر مقطع فيديو لشهود، سماء شمال لوس أنجلوس يكسوها اللون البرتقالي بعد ظُهر أمس الأربعاء، مع توسع حريق هيوز بسرعة.

واشتعل حريق أصغر يُدعى "حريق سيبولفيدا"، على طول الطريق السريع 405 بالقرب من متحف غيتي، موطن عديد من الكنوز الفنية، في وادي سان فيرناندو، اليوم الخميس. وتسبب الحريق سريع الانتشار، الذي امتد على مساحة 40 فداناً ولم تنجح جهود الإطفاء في احتوائه بأي نسبة، في إغلاق جزء من الطريق السريع المزدحم وإجلاء بعض السكان القريبين خلال ساعات الليل.

ولم يشهد جنوب كاليفورنيا أمطاراً تُذكر على مدى تسعة أشهر، مما أسهم في تهيئة ظروف خطيرة، ولكن من المتوقع هطول بعض الأمطار من السبت إلى الاثنين، مما قد يمنح رجال الإطفاء متنفساً كانوا في أمسِّ الحاجة إليه.

وحذرت رئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس خلال مؤتمر صحفي، أمس الأربعاء، من أن الأمطار قد تتسبب في انهيارات طينية، قائلةً إن المدينة تتخذ "إجراءات مكثفة" من خلال تركيب حواجز وإزالة حطام الحرائق وتحويل مياه الأمطار.

وذكرت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا أنه بحلول، صباح اليوم الخميس، جرى احتواء حريق إيتون الذي أتى على نحو 14 ألف فدان شرقي لوس أنجلوس بنسبة 95%، في حين جرى احتواء حريق باليساديس الأكبر حجماً، الذي أتى على نحو 23450 فداناً على الجانب الغربي من لوس أنجلوس، بنسبة 70%.

ومن المتوقع أن يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي انتقد بشدة استجابة كاليفورنيا لحرائق الغابات، المنطقة، للوقوف على حجم الأضرار، غداً الجمعة. وخلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز، أمس الأربعاء، قال ترمب إنه قد يوقف التمويل الاتحادي إذا لم تغيِّر الولاية إدارتها للمياه.

وقال ترمب خلال المقابلة في البيت الأبيض، بعد يوم من إصداره أمراً تنفيذياً بزيادة توافر المياه في كاليفورنيا: "لا أعتقد أن علينا إعطاء كاليفورنيا أي شيء حتى تسمح بتدفق المياه".

ويقول ترمب إن جهود ترشيد استهلاك المياه في شمال كاليفورنيا مسؤولة عن نقص المياه حول لوس أنجلوس، وهو اتهام رفضه حاكم الولاية جافن نيوسوم.

TRT عربي - وكالات