وقال شهود عيان، إن سحب دخان أسود غطت أجزاء واسعة من سماء الخرطوم، جراء اشتباكات ضارية بين الجيش و"الدعم السريع" شبه العسكري في بلدة الجيلي.
وأمس الأربعاء، أطلق الجيش هجوماً واسعاً على مناطق شمالي مدينة بحري، وسيطر على بلدة الجيلي ومناطق الكباشي والسقاي، وفق شهود عيان ووسائل إعلام محلية.
وتداول سودانيون مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر جنوداً من الجيش وهم يسيطرون على بوابة بلدة الجيلي، التي تعد المدخل الشمالي لولاية الخرطوم.
من جانبها، قالت قوات "الدعم السريع" شبه العسكري، في بيان أمس الأربعاء، إنها صدت هجوماً من قوات الجيش على مصفاة الجيلي.
وتعد هذه المصفاة أكبر محطة لتكرير النفط في البلاد، وأُنشئت في تسعينيات القرن الماضي، وتقع شمال مدينة بحري، وتسيطر عليها "الدعم السريع" شبه العسكري منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل/نيسان 2023.
هجوم على الفاشر
في الأثناء، أعرب المتحدث باسم مفوضيّة الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان سيف ماغانغو في بيان أمس الأربعاء عن قلق شديد إزاء تقارير تحدثت عن "هجوم وشيك" لقوات الدعم السريع شبه العسكري على مدينة الفاشر غربي البلاد.
وأشار المسؤول الأممي إلى إنذار وجّهته، هذا الأسبوع قوات الدعم السريع شبه العسكري، إلى كل قوات الجيش والقوات الحليفة له لمغادرة الفاشر بحلول ظهر الأربعاء، محذرة من أنها مستعدة لتنفيذ "هجوم وشيك".
وقال ماغانغو، إن الجيش أعرب عن "استعداده لمقاومة الهجوم"، مضيفاً: "نجدد دعوتنا للطرفين لاحتواء التوترات حول المدينة واتخاذ خطوات عاجلة لضمان حماية سكانها المدنيين بما يتماشى مع التزاماتهما بموجب القانون الدولي".
وتابع: "يعاني سكان الفاشر كثيراً بالفعل منذ أشهر جراء عنف عبثي وانتهاكات وتجاوزات وحشية، ولا سيما في سياق الحصار المطول لمدينتهم".
ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.