عربياً ودولياً.. حملات شعبية ورسمية لإغاثة منكوبي الزلازل في تركيا وسوريا
لليوم الرابع عشر على التوالي تتواصل الحملات الرسمية والشعبية عربياً ودولياً لإغاثة منكوبي الزلازل المدمرة التي ضربت مناطق جنوبي تركيا وشمال سوريا.
السودان يرسل طائرة مساعدات إلى تركيا / صورة: AA (AA)

تتواصل المساعدات العربية والدولية لإغاثة المتضررين من الزلازل المدمرة التي ضربت جنوبي تركيا وشمالي سوريا في 6 فبراير/شباط الجاري.

وإلى جانب المساعدات الحكومية انطلق عديد من الحملات الشعبية .

حملات في غزة

وفي هذا الإطار أطلقت مؤسستان فلسطينيتان في قطاع غزة الأحد حملتي تبرع لمساعدة متضرري الزلزال

جاء ذلك خلال أنشطة تضامنية لحملة أطلقتها جمعية المجمع الإسلامي (خيرية) وتستمر حتى الخميس المقبل، وأخرى لمؤسسة أحمد ياسين الدولية (خيرية) وتركز على أطفال تركيا وسوريا وتستمر ليوم واحد.

وفي الأنشطة المنظمة بغزة، شارك أطفال برفع صور لمشاهد الدمار التي لحقت البلدين جرّاء الزلزال، إلى جانب الأعلام التركية ولافتات كُتب على بعضها: "أطفال غزة يتضرعون إلى الله من أجل تركيا".

وقال رئيس قسم المشاريع في جمعية المجمع الإسلامي عز الدين أبو صبحة، إن "الأنشطة التضامنية وحملة التبرعات بمثابة رسالة وفاء من أطفال غزة لتركيا حكومة وشعباً ومؤسسات".

وذكر أبو صبحة أن حملة التبرعات "انطلقت بفروع الجمعية التسعة في مدينة خان يونس جنوبي القطاع وتنتهي الخميس المقبل بإرسال المبلغ المتبرع به إلى رئيس الجمعية الموجود حالياً في تركيا".

بدوره، قال رئيس مجلس الجمعية فارس أبو معمر إن جمعيته أطلقت حملة التضامن مع تركيا وسوريا "رغم الإمكانيات البسيطة بسبب الحصار الإسرائيلي (المستمر لأكثر من 16 عاماً) من أجل إغاثة الشعبين ومؤازرتهم في مصابهم الجلل".

وفي فعالية انطلاق حملة مؤسسة أحمد ياسين بغزة، حمل عدد من الأطفال حصالاتهم النقدية التي تحتوي على مصروفهم الشخصي اليومي للتبرع بها لصالح منكوبي الزلزال في البلدَين.

وقالت مسؤولة لجنة الإعلام في المؤسسة سميرة نصار إن "الحملة ستنتهي اليوم الأحد وسيجرى إرسال التبرعات إلى أحد فاعلي الخير لشراء هدايا وألعاب للأطفال المتضررين من الزلزال في البلدَين تعبيراً رمزياً للوقوف معهم في مصابهم".

وأوضحت نصار أن "الأطفال المشاركين بالحملة قالوا إنهم شعروا بألم أطفال تركيا وسوريا وبخاصة وأنهم عايشوا معنى بقاء أحد أفراد أسرهم تحت الركام لساعات بسبب القصف الإسرائيلي".

والخميس، أطلقت لجنة الإغاثة والطوارئ في اتحاد أطباء العرب (مكتب فلسطين) في غزة حملة لجمع تبرعات مالية لإغاثة متضرري الزلزال، فيما أطلقت جمعية معهد الأمل للأيتام (غير حكومية) حملة مماثلة لدعم منكوبي الزلزال من الأطفال.

السودان

كما أرسل السودان الأحد طائرة مساعدات إنسانية إلى تركيا لمواجهة آثار الزلازل تحتوي على 20 ألف بطانية وألفي خيمة.

وفي تصريحات إعلامية بمطار الخرطوم قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي "إن "قوات الدعم السريع تساهم بإرسال طائرة مساعدات إلى تركيا ولكنها باسم جميع الشعب السوداني في كل ولاياته".

وأضاف حميدتي الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني أن "الخيام والبطانيات نقدمها لأهلنا في تركيا وهم أهل خير وسباقين للخير ومنظماتهم الإنسانية موجودة في السودان وتقدم المساعدات الإنسانية إلى المستضعفين".

ومشدداً على أن الدعم لتركيا لن يتوقف أشار إلى أن "مساعدات أخرى في طور التجهيز، ولو وجدت حاجة نحن مستعدون لإرسال أي عدد من الجنود لمساندة تركيا".

وذكر حميدتي: "حاولنا إرسال مساعدات إلى سوريا لكن لم نجد الطريقة الممكنة لتوصيلها".

وهذه الطائرة الثانية من السودان لتركيا سبقتها أخرى أعلن إرسالها الجيش السوداني تحتوي على مواد إيواء ودعم طبي، كما أوفدت الخرطوم لمناطق الزلزال المنكوبة فريق بحث للمساهمة في مهمة إنقاذ الضحايا.

ومن مطار الخرطوم، عبّر السفير التركي إسماعيل جوبان أوغلو عن شكره للسودان حكومة وشعباً في دعم متضرري الزلزال وقال: "نحن اليوم هنا لإرسال شحنة مساعدات تضم 20 ألف بطانية وألفي خيمة مرحلة أولى".

وأوضح جوبان أوغلو أن "هذه الخيم الألفين ربما تلبي احتياجات أكثر من 20 ألف مواطن تركي تضررت منازلهم في مناطق الزلزال".

وقال السفير التركي: "إخواننا السودانيون ساندونا بجسد واحد، وكثيرون منهم قدموا كل ما عندهم من أموال وتوجد سودانيات قدمن ذهبهن مساهمة لمتضرري الزلزال".

تركمان العراق

ويقف تركمان العراق إلى جانب أبناء جلدتهم الأتراك في مصابهم بعد كارثة الزلزال التي ضربت جنوبي تركيا قبل أسبوعين.

ومن خلال إقامة مطبخ متنقل في ولاية ملاطية التركية، تعمل مجموعة من تركمان العراق على إعداد وجبات ساخنة لإطعام 6 آلاف شخص يومياً، علاوة عن توزيع الملابس والأحذية لمتضرري الزلزال.

وقال مراد كوبرولو من أبناء تركمان العراق، وهو أحد العاملين على مساعدة منكوبي الزلزال، إن التركمان دائماً وقفوا إلى جانب تركيا.

وأوضح أن المساعدات الحالية تأتي بتنسيق بين أبناء المكون التركماني في محافظة كركوك العراقية، مع المقيمين منهم في مدينة إسطنبول التركية.

وأضاف: "بدأنا عملنا الإغاثي بتحضير وجبات الحساء لـ500 شخص يومياً، ما لبث أن تحول عملنا إلى مطبخ متنقل يطعم 6 آلاف شخص يومياً".

ولفت إلى أن هذه المساعدات تقدم عبر فريق تركماني يتألف من 15 شخصاً، بجانب شروعهم في توفير ما بين 300 و500 منزل مسبق الصنع لمنكوبي الزلزال.

وأكد أن جميع المساعدات المقدمة تجرى بالتنسيق مع السلطات التركية وخاصة إدارة الكوارث والطوارئ، والهلال الأحمر.

روسيا

كما تبرع رجل أعمال روسي، بـ 2.7 مليون دولار لمتضرري الزلازل في تركيا وسوريا.

وذكرت الإدارة الدينية لشؤون مسلمي روسيا في بيانٍ الأحد أن المساعدات انطلقت من عديد من المناطق الروسية إلى تركيا إثر الزلازل.

وأضاف البيان أن وزارة الطوارئ الروسية ابتعثت عمال إنقاذ إلى تركيا للمساهمة في إغاثة منكوبي الزلازل.

وأكدت أن رجل الأعمال الروسي سليمان كريموف، تبرع بـ100 مليون روبل روسي (مليون و350 ألف دولار) لمتضرري الزلزال في تركيا، ومثلها لمتضرري الزلزال في سوريا.

باكستان

وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الأحد أن بلاده سترسل 100 ألف خيمة شتوية إلى ضحايا الزلازل، بحلول نهاية الشهر الجاري.

وقال مكتب شريف في بيانٍ إن هذه الخيام يجري تجهيزها بالتشاور مع إدارة الكوارث والطوارئ التركية "أفاد"، آخذين بالاعتبار الظروف الجوية في المناطق التي ضربتها الزلازل.

وأوضح البيان أن رئيس الوزراء شريف أعلن هذه المساعدات خلال اجتماع في مدينة لاهور (شمال شرق) مع ممثلي الجمعيات الباكستانية المشاركة في عمليات الإغاثة والإنقاذ في تركيا.

ويهدف الاجتماع الذي حضره ممثلو جميعة الخدمات وصندوق السيلاني للرعاية، ومؤسسة إدهي، إلى تحسين التنسيق وتسريع جمع الأموال والمساعدات الإغاثية لضحايا الزلزال.

وكان من بين الحاضرين أيضاً وزير التخطيط والتنمية إحسان إقبال الذي يترأس أيضاً في أفغانستان عملية إغاثة ضحايا الزلازل، وسفيرا باكستان في تركيا وسوريا.

وأشاد رئيس الوزراء الباكستاني بالجهود التي تبذلها الجمعيات الباكستانية، ووجّه بإرسال جميع المواد الإغاثية التي تجمعها المؤسسات الخيرية المحلية إلى تركيا وسوريا عبر الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في أفغانستان (NDMA).

ووجه شريف أيضاً الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث لزيادة تعزيز سلسلة توريد مواد الإغاثة إلى تركيا وسوريا، إلى جانب إعداد خطة إمداد لشهر مارس/آذار.

وشكل شريف لجنة فرعية من مجلس الوزراء للتنسيق بين الحكومة والجمعيات المحلية لجمع وإرسال المواد الإغاثية إلى تركيا وسوريا.

وسبق أن أرسلت باكستان أكثر من 500 طن من المواد الإغاثية إلى تركيا.

وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجة، والثاني 7.6 درجة، تبعته آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدَين.

TRT عربي - وكالات