سكان شمال غزة يُعدِّون خياماً لاستقبال العائدين بعد وقف إطلاق النار
أعدَّ فلسطينيون في شمال قطاع غزة مخيمات للأسر النازحة، اليوم الخميس، قبل عودتهم المتوقَّعة بعد يومين إلى مناطق كانت فيها منازلهم وفق الجدول الزمني لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.
سكان قطاع غزة يُعدِّون مخيمات للعائدين إلى الشمال بعد وقف إطلاق النار / صورة: Reuters (Reuters)

وفي منطقة مفتوحة محيطة ببنايات دمَّرها الاحتلال الإسرائيلي، بدأت مجموعة من الرجال في نصب خيام بيضاء في صفوف لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة إلى الشمال، يوم السبت، عندما تُفرج حركة حماس عن المجموعة الثانية من المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح العشرات من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

ومن المتوقع أن يعود مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة لمنازل تحولت إلى أطلال بعد الحرب الإسرائيلية التي استمرت 15 شهراً وحوَّلت أغلب القطاع إلى أنقاض.

تساءل وائل جندية وهو يجهز خيمة لأبنائه الذين سيعودون من منطقة المواصي الساحلية التي لجؤوا إليها في الجنوب: كيف ستكفيهم مساحات تلك الخيام "هاي الخيمة اللي بنحلم فيها؟ هتكفي 8 أنفار، 10 أنفار. هذا لولادنا من الجنوب... هاي مساحة هادي؟".

وتابع قائلاً لـ«رويترز»: "المفروض مساحة أكبر من هيك... طب يوم السبت هييجوا من الجنوب هيغمروا غزة كلها. وين هيروحوا؟ هذا المخيم كام نفر بده ياخد؟ ميه متين؟ طب والباقي. مليون ونص إحنا جايين من الجنوب".

من جهتها، أصدرت حركة حماس بياناً، اليوم الخميس، تقول إن عودة الأسر النازحة ستبدأ بعد استكمال التبادل يوم السبت، وبمجرد انسحاب القوات الإسرائيلية من الطريق الساحلي إلى الشمال.

وجاء في البيان: "من المقرر في اليوم السابع للاتفاق (25 يناير/كانون الثاني 2025) وبعد انتهاء عملية تبادل الأسرى يومها، وإتمام الاحتلال انسحابه من محور شارع الرشيد (البحر)... سيُسمح للنازحين المشاة داخلياً بالعودة إلى الشمال دون حمل السلاح ودون تفتيش عبر شارع الر شيد، مع حرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله".

وأضاف البيان: "سيُسمح للمركبات (على اختلاف أنواعها) بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحص المركبات".

وقال محمد بدر، وهو أب لعشرة أطفال: "بيقولك هدنة ووقف إطلاق النار وإدخال مساعدات، هاي إلنا تالت يوم مروحين، الماي (المياه) مش لاقيين نشربها، ولا (أغطية) لاقيين نتغطى فيها إحنا وأطفالنا، طول الليل نتناوب على أي إشي، على النار، والنار يا ريت عندنا حطب، بنولع بلاستيك، قتلنا خلّى معانا أمراض".

وأوضحت زوجته أنها لا تستطيع أن تصدق حجم الدمار. وأضافت: "اتصدمت، ولا في دار واحد، كله ردم، مفيش ولا حاجة، الشوارع ماتعرفش تمرق (تسير) منها، كله فوق بعضه، أصلاً انت بتتوه هايدي داري ولا مش داري؟ وريحة الجتت والشهداء في الشوارع".

والأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوماً، يجري خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

وبدعمٍ أمريكي، ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، خلَّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

TRT عربي - وكالات