دول أوروبية تدعمها.. اليونيفيل: لن نترك مواقعنا في لبنان رغم هجمات إسرائيل
أعربت دول أوروبية مشاركة في قوات الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان (اليونيفيل) دعم بقائها والقيام بدورها، بينما قال المتحدث باسم "يونيفيل" أندريا تيننتي، إن تلك القوات لن تترك مواقعها رغم تعرضها لـ"هجوم مباشر ومتعمد" من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
دورية لقوات اليونيفيل في مرجعيون جنوبي لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل / صورة: AFP (AFP)

وأشار تيننتي إلى أن "اليونيفيل" ما زالت في مواقعها رافعة علم الأمم المتحدة، وأنها ستواصل عملها لتنفيذ مهامها "رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الآن".

ولفت المسؤول الأممي إلى أن مواقع اليونيفيل في رأس الناقورة واللبونة ورامية جنوبي لبنان تعرضت لهجمات مباشرة ومتعمدة من جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال: "أصابت نيران دبابة ميركافا إسرائيلية برج مراقبة في مقرنا في الناقورة، وأصيب 5 من قوات حفظ السلام في المقر، بما في ذلك اثنان في الضربة المباشرة على البرج". كما ذكر أن 15 آخرين من قوات اليونيفيل "عانوا أيضاً من آثار نوع من الدخان أطلقه الجيش الإسرائيلي في (بلدة) رامية".

وأورد تيننتي أن اليونيفيل تظل على "اتصال دائم بالسلطات على جانبي الخط الأزرق"، في إشارة إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل. وذكر أن قائد القوات أبلغ جيش الاحتلال الإسرائيلي مباشرة بأن الهجمات على مواقع الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام "غير مقبولة".

وأفاد أنهم قدموا احتجاجاً رسمياً بشأن الحوادث الأخيرة برسالة خطية لجيش الاحتلال. وأوضح متحدث اليونيفيل أن عمليات القوات الأممية تعطلت بسبب التحديات الأمنية المتزايدة.

إصرار أوروبي على البقاء

بدورها، أعلنت الحكومة الإيطالية، الأربعاء، أن الدول الـ16 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المشاركة في قوة اليونيفيل تريد "ممارسة أقصى قدر من الضغط على المستويين السياسي والدبلوماسي على إسرائيل" لتجنب "حوادث جديدة".

بينما قالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغاريتا روبليس، الأربعاء، بعد مكالمة بالفيديو مع 15 من نظرائها في الاتحاد الأوروبي، إن دول التكتل المساهمة في (يونيفيل) ترى أنها "ضرورية وجوهرية" وإن الأمم المتحدة وحدها هي التي يمكنها اتخاذ قرار بشأن وقف عمل هذه القوة.

وأضافت في بيان مصور أُرسل إلى الصحفيين "كل الدول المساهمة فيها (اليونيفيل) تدعم بقوة المهمة وجنودنا وأفراد شعبنا الموجودين هناك".

كما أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، الأربعاء، أن دول الاتحاد الأوروبي الـ16 التي تنشر عناصر في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "ستبقى ملتزمة". وقالت الوزارة في بيان عقب مؤتمر عبر فيديو جمع هذه الدول: "سنبقى ملتزمين اليونيفيل التي تلعب دوراً رئيسياً في إطار التفويض الممنوح لها من مجلس الأمن الدولي كقوة مراقبة محايدة".

وأمس الثلاثاء، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الهجمات الإسرائيلية على قوة حفظ السلام الأممية في لبنان (يونيفيل)، "قد تشكل جريمة حرب".

جدير بالذكر أن اليونيفيل تأسست في مارس/آذار 1978، لتأكيد انسحاب إسرائيل من لبنان، واستعادة الأمن والسلام الدوليين ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها في المنطقة.

وجرى تعديل المهمة مرتين نتيجة التطورات في عامي 1982 و2000، وبعد حرب يوليو/تموز 2006، وقرر مجلس الأمن تكليف اليونيفيل بمهام أخرى على غرار مراقبة وقف الاعتداءات الإسرائيلية، ومرافقة ودعم القوات اللبنانية في عملية الانتشار جنوب لبنان، وتمديد المساعدة لتأكيد وصول المعونات الانسانية للمواطنين، والعودة الطوعية الآمنة للمهجرين.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان بينها "حزب الله" بدأت عقب شنها حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسعت إسرائيل منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.

ويرد "حزب الله" يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

TRT عربي - وكالات