واشنطن تحذر إسرائيل من "تجويع غزة".. وحماس: محاولة لتلميع صورتها
حذرت ليندا توماس جرينفيلد، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إسرائيل من "سياسة تجويع شمال غزة"، بينما اعتبرت حركة حماس تلويح واشنطن بورقة زيادة حجم المساعدات إلى القطاع "محاولة مكشوفة لتلميع صورتها الملطخة بدماء أبناء شعبنا".
حماس تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية استمرار جرائم التجويع والتعطيش في غزة / صورة: AA (AA)

وقالت توماس جرينفيلد أمام مجلس الأمن الدولي المكون من 15 دولة عضواً، إن بلادها تراقب الوضع من أجل ضمان أن تظهر أفعال إسرائيل على الأرض أنها لا تطبق "سياسة تجويع" في شمال قطاع غزة.

واعتبرت أن مثل هذه السياسة ستكون "مروعة وغير مقبولة وستكون لها تبعات بموجب القانونين الدولي والأمريكي".

وأضافت: "تقول حكومة إسرائيل إن هذه ليست سياستها وإن الأغذية والإمدادات الأساسية الأخرى لن يجري منعها"، مستدركة: "سنراقب الوضع من أجل رؤية أن أفعال إسرائيل على الأرض تطابق هذا التصريح".

وقال مسؤولون إن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأنها يتعين عليها أن تتخذ خطوات في الشهر المقبل لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، وإلا فستواجه قيوداً محتملة على الدعم العسكري الأمريكي.

وأمس الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الوزير أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن بعثا رسالة إلى إسرائيل يوم الأحد لتوضيح مخاوف واشنطن إزاء مستوى المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة.

وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر لصحفيين في إفادة دورية إن الولايات المتحدة تعلم أنه من الممكن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وأن العقبات البيروقراطية واللوجستية يمكن التغلب عليها.

وأضاف "يتعين على حكومة إسرائيل القيام بمزيد من التغييرات"، مشيراً إلى أن هناك تبعات بموجب القانون الأمريكي إذا لم تقم إسرائيل بالتغييرات الموضحة في الرسالة، لذا تأمل واشنطن في القيام بها.

في المقابل، اعتبرت حركة حماس "رسالة بلينكن أوستن غطاءً وتبريراً مفضوحاً" لمواصلة "التصعيد والمجازر ضد الشعب الفلسطيني في القطاع".

وقال القيادي في حماس، عزت الرشق، في بيان نشره الموقع الرسمي للحركة، الأربعاء إن "مهلة شهر التي وردت في رسالة بلينكن وأوستن في ظل حصار الاحتلال ومنع وصول المساعدات الكافية إلى كامل قطاع غزة وانعدامها في الشمال، يحمّل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن استمرار جرائم التجويع والتعطيش والموت مرضاً للآلاف، أغلبهم من النساء والأطفال والمسنين، بسبب نفاد الوقود عن المستشفيات".

واعتبر الرشق أن "ورقة زيادة حجم المساعدات إلى قطاع غزة التي تلوح بها الإدارة الأمريكية بين الفينة والأخرى ما هي إلا محاولة مكشوفة لتلميع صورتها الملطخة بدماء أبناء شعبنا، لا يمكن أن تغطي حجم خطيئة الدعم والشراكة الكاملة للاحتلال في حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة".

وشدد على أن "الإدارة الأمريكية ليست مطالبة بتوجيه رسائل لحكومة الاحتلال الصهيوني، وإنما وقف الدعم والشراكة الكاملة مع هذا الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها ضد شعبنا منذ أكثر من عام كامل".

كما أكد ضرورة "الضغط على (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وحكومته المتطرفة بكل الوسائل لمنعها من الاستمرار في عدوانها ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا".

وبدعم أمريكي، خلفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ عام، أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

TRT عربي - وكالات