حريق ضخم في كاليفورنيا يُخلي الآلاف من منازلهم ويدمر المباني
تسبب حريق غابات هائل قرب لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، اليوم الأربعاء، في إخلاء نحو 30 ألف شخص منازلهم في منطقة باسيفيك باليساديس وتدمير نحو 1200 هكتار بسبب انتشار النيران بسرعة إثر رياح عاتية، فيما لم تُسجل أي إصابات حتى الآن.
حريق هائل في ولاية كاليفورنيا الأمريكية يدفع آلاف الأشخاص إلى إخلاء منازلهم / صورة: AFP (AFP)

واضطرت فرق الإطفاء إلى الاستعانة بجرافة لشق طريقها إلى الحي. وتسبب الحريق في سحابة ضخمة من الدخان أمكن رؤيتها من أي مكان في المدينة الكبيرة.

وأفاد حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، خلال مؤتمر صحفي، مساء الثلاثاء، بأن السلطات أحصت "كثيراً من المباني التي دُمِّرت" جراء الحريق.

وأشارت كريستين كرولي، رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، إلى أنه على الرغم من الفوضى خلال عملية الإخلاء، لم يُبلغ عن أي وفيات أو إصابات. وأوضحت السلطات أنها أصدرت أوامر لنحو 30 ألف شخص بإخلاء مساكنهم بسبب خطر النيران.

واندلع الحريق أمس الثلاثاء، في حيّ باسيفيك باليساديس، أسفل جبال سانتا مونيكا، شمال غربي المدينة، الذي يعجّ بفيلات يبلغ سعر الواحدة منها ملايين الدولارات ويقطنها مشاهير هوليوود.

وأخلى كثير من السكان مساكنهم في حالة ذعر حاملين معهم عدداً ضئيلاً من متعلقاتهم وحيواناتهم الأليفة. ووجد كثيرون آخرون أنفسهم عالقين في ازدحام مروري خانق.

رياح بسرعة 160 كيلومتراً في الساعة

وأتت النيران على الأشجار والنباتات المحيطة بفيلا غيتي الشهيرة (مركز تعليمي ومتحف فني يقع في الطرف الشرقي لساحل ماليبو في حي باسيفيك باليساديس في لوس أنجلوس)، لكنّ المبنى ومجموعة الآثار الرومانية واليونانية التي يضمها لم تتضرر، حسبما أعلن المتحف على "إكس".

ونشر الممثل جيمس وودز مقطع فيديو على "إكس" يُظهر ألسنة اللهب وهي تلتهم الأشجار والنباتات حول منزله، فيما كان يستعد لمغادرته.

وقال: "لا أستطيع أن أصدق أن منزلنا الصغير الجميل الواقع على التلال قاوم كل هذه المدة. إن الأمر يبدو كفقدان كائن عزيز".

واندلع الحريق في أسوأ توقيت بالنسبة إلى مدينة لوس أنجلوس مع توقع مصلحة الأرصاد الجوية هبوب رياح ساخنة، وهي ظاهرة معروفة في الشتاء في ولاية كاليفورنيا، بسرعة تصل إلى 160 كيلومتراً في الساعة يومي الثلاثاء والأربعاء في المنطقة.

وقد يسهم ذلك في انتشار النيران بسرعة كبيرة وتشكيل "خطر قاتل".

وقال دانييل سوين، المتخصص في الظواهر الجوية القصوى: "نتوقع أن يكون ذلك أقوى مرحلة من الرياح الساخنة في المنطقة منذ عام 2011". لكنه أكد أن خطر اندلاع حرائق "أكبر بكثير" راهناً مما كان عليه في تلك الفترة.

فبعد سنتين، شهد خلالهما جنوب كاليفورنيا أمطاراً كثيرة أنعشت الغطاء النباتي فيه، تعاني هذه المنطقة من "أكثر فصل شتاء جفافاً يسجَّل حتى الآن"، ما يحوِّل النبات وقوداً للحريق.

ويشير العلماء بانتظام إلى أن التغيير المناخي يزيد من تواتر الأحوال الجوية القصوى.

وأثَّرت العاصفة على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أتى إلى كاليفورنيا، الثلاثاء، لإعلان بدء إنشاء منطقتين محميتين واسعتين في جنوب الولاية. وأقر الرئيس البالغ 82 عاماً على الفور مساعدات فيدرالية لثانية مدن الولايات المتحدة.

TRT عربي - وكالات