قال الرئيس التونسي قيس سعيد يوم الاثنين إن الإقبال المتدني للغاية في الانتخابات البرلمانية يظهر أن التونسيين لم يعد لديهم ثقة بالبرلمان بسبب "العبث" الذي حدث فيه خلال العقد الماضي، رافضاً اعتبار ذلك دليلاً على تراجع شعبيته.
أعلنت هيئة الانتخابات التي عينها سعيد نفسه أن 11.4% فقط من الناخبين صوّتوا يوم الأحد في جولات الإعادة للانتخابات البرلمانية، واعتبر منتقدوه أن مراكز الاقتراع الفارغة دليل على "ازدراء شعبي واسع لبرنامجه السياسي وسيطرته شبه الكاملة على كل السلطات".
ودعت أحزاب المعارضة سعيد إلى الاستقالة بعد ما وصفته "بالفشل الكبير" في الانتخابات قائلة إن الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة ستكون السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.
لكن سعيد رفض اتهامات من وصفهم "بالخونة".
وقال: "90% لم يصوّتوا.. هذا يؤكد أن التونسيين لم يعودوا يثقون بهذه المؤسسة.. خلال العقد الماضي كان البرلمان مؤسسة تعبث بالدولة وكان دولة داخل الدولة".
وأضاف خلال لقاء مع رئيسة الوزراء نجلاء بودن: "عمقنا الشعبي أكبر من عمقهم الشعبي".
وعلق سعيد عمل البرلمان في 2021 قبل أن يحله لاحقاً، وأقال الحكومة وبدأ الحكم بمراسيم، وهي خطوة وصفتها المعارضة بأنها انقلاب.
ولطالما اتهم سعيد نواباً في البرلمان السابق بتلقي "مبالغ طائلة مقابل تمرير القوانين". وقال إنه أصبح "مسرحاً للعراك والتوتر وابتعد عن خدمة مصالح التونسيين".
وتقلص دور البرلمان المنتخب حديثاً في إطار نظام سياسي قدمه سعيد العام الماضي.
وبدا أن عديداً من التونسيين رحبوا في البداية بسيطرة سعيد على السلطة في 2021، بعد سنوات من الائتلافات الحاكمة الضعيفة التي بدت غير قادرة على إنعاش الاقتصاد المحتضر أو تحسين الخدمات العامة أو الحد من التفاوتات الصارخة.
لكن سعيد لم يقدم أي أجندة اقتصادية واضحة باستثناء التنديد بالفساد والمضاربين.
وعلى مدى العقد الماضي، كان البرلمان قوياً ومؤثراً وعيّن حكومات وعزلها. وعلى الرغم من التوتر السياسي الذي حدث في البرلمانات السابقة بعد الثورة، كان لديه القدرة على عزل الرئيس ومحاسبة جميع المسؤولين.
وعلى عكس البرلمان السابق، سيكون للبرلمان الجديد المنتخب يوم الأحد سلطات محدودة. وسيكون تشكيل الحكومات وإقالتها بيد رئيس الجمهورية.