ترمب يصعّد حرب الرسوم الجمركية وهبوط في اليورو والدولار الكندي والأسترالي
تسببت التهديدات الجديدة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، اليوم الاثنين، بفرض رسوم جمركية في ضغوط أدت إلى انخفاض في عملات اليورو والدولار الكندي والأسترالي.
الرئيس الأمريكي سيعلن رسوماً جمركية جديدة بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألمنيوم إلى بلاده / صورة: Reuters (Reuters)

وقال ترمب في الطائرة الرئاسية التي أقلّته إلى نيو أورليانز لحضور مباراة نهائي دورة كرة القدم الأمريكية (سوبر بول) إنه سيعلن رسوماً جمركية جديدة بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة في وقت لاحق اليوم، بالإضافة إلى رسوم جمركية عكسية غداً الثلاثاء أو يوم الأربعاء ستطبق على جميع الدول وستطابق معدلات الرسوم الجمركية التي تفرضها كل دولة.

وكان الدولار الكندي بين أكبر الخاسرين، إذ صعد الدولار الأمريكي 0.30% إلى 1.4342 دولار كندي، إذ إن كندا من أكبر مورّدي الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة.

وستنعكس هذه التدابير سلباً بصورة خاصة على كندا، أكبر مزود بالصلب والألمنيوم للولايات المتحدة، حسب الأرقام الرسمية، كما تعتبر البرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية من كبار مزودي الولايات المتحدة بالصلب.

والولايات المتحدة هي أيضاً ثاني أكبر سوق لصادرات الصلب من الاتحاد الأوروبي.

وانخفض اليورو بنحو 0.5% خلال التعاملات الآسيوية، لكنه وصل في أحدث التعاملات إلى 1.03115 دولار بانخفاض 0.15‭ ‬‬%، كما قلّص الدولار الأسترالي خسائره المبكرة لينخفض في أحدث التداولات 0.1‭‭ ‬‬% عند 0.6270‭‭ ‬‬ دولار.

ويتصاعد التوتر بشأن اندلاع حرب تجارية عالمية. كذلك من المقرر أن يبدأ اليوم سريان الرسوم الجمركية التي فرضتها الصين على السلع الأمريكية رداً على إجراءات ترمب.

وسبق أن فرض ترمب خلال ولايته الأولى بين 2017 و2021 رسوماً جمركية مشددة على الصلب والألمنيوم بهدف "حماية الصناعة الأمريكية"، مندداً "بمنافسة غير نزيهة من دول آسيوية وأوروبية".

وتقع هذه الرسوم في صلب سياسة ترامب الاقتصادية والدبلوماسية منذ تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني، وهو يعتبرها وسيلة لخفض العجز في الميزان التجاري الأمريكي ولانتزاع تنازلات من الدول المستهدفة في آن.

وأثارت هذه التدابير ردود فعل مختلفة من شركات الولايات المتحدة التجاريين، ما بين التعهد بالرد ومحاولة المهادنة.

الاتحاد الأوروبي "سيرد"

من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الإثنين، أن الاتحاد الأوروبي "سيرد" على الرسوم الجمركية الأمريكية مثلما فعل خلال ولاية ترمب الأولى.

وقال في تصريحات لشبكة "تي إف 1" التلفزيونية "ليس هناك أي تردد حين يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحنا"، مضيفاً أن المفوضية الأوروبية مخوّلة التحرك بهذا الصدد.

وقال المتحدث باسم وزارة الاقتصاد والمناخ الألمانية كوربينيان فاغنر في تصريحات صحفية، إن بلاده، أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، "تراقب بقلق الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة وتريد تجنب هذه الإجراءات قدر الإمكان".

وفي انتظار تدابير ترمب، لم يسجَّل أي خلل، الاثنين، في الأسواق المالية سواء في أوروبا أو في آسيا فيما قدم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا الجمعة ضمانات لترمب خلال لقائهما في واشنطن.

وأعلن المسؤولان حينها أن مجموعة "نيبون ستيل" اليابانية ستستثمر في شركة "يو إس ستيل" الأمريكية للصلب بدل الاستحواذ عليها مثلما كان متوقعاً.

كذلك تعهدت طوكيو بشراء "كميات قياسية" من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، وهو ما تعهدت به تايوان أيضاً الاثنين. كما ستزيد شركات تويوتا وإيسوزو موتورز استثماراتهما في الولايات المتحدة .

ولم يسجَّل أي خلل أيضاً في البورصات الصينية، في وقت دخلت حيز التنفيذ الاثنين رسوم جمركية مشددة فرضتها الصين على بعض المنتجات الأمريكية، رداً على رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% فرضتها الولايات المتحدة منذ الثلاثاء على المنتجات الصينية.

وتشمل الرسوم الصينية الجديدة 14 مليار دولار من البضائع الأمريكية، فيما تطبق الرسوم المشددة الأمريكية على 525 مليار دولار من المنتجات الصينية.

TRT عربي - وكالات