أعلن تجمّع المهنيين السودانيين، الجمعة، أنّ وفداً من أعضائه ناقش تطورات بالبلاد مع ممثّلين لبعثات دبلوماسية لدول الاتحاد الأوروبي لدى الخرطوم.
وجاء ذلك في بيان صادر عن التجمّع الذي يقود الاحتجاجات في السودان، دون توضيح ما إن كانت اللقاءات منفصلة أم مجتمعة، حسب وكالة الأناضول.
وقال البيان إنّ اللقاء "جرى في إطار جهود التجمع لمناقشة تطورات الوضع السياسي الراهن مع كافة المكونات السياسية والدبلوماسية الداخلية والخارجية".
وحسب البيان فإن اللقاء "ناقش تطورات العملية السياسية، والتحركات التي يقوم بها المجلس العسكري لتعطيل تسليم السلطة للمدنيين، والتي كان آخرها إيقاف التفاوض بعد الاعتداءات التي وقعت منذ الإثنين الماضي".
كما شدد البيان على أنّ "حفظ الأمن وسلامة المواطنين حالياً هي من مسؤولية المجلس العسكري"، داعياً إلى "إجراء تحقيقات شفافة ومعلنة، ومحاسبات عادلة ضد مرتكبي هذه الانتهاكات بما يضمن عدم تكرارها مستقبلاً".
وأعرب وفد تجمع المهنيين رفضه لـ"المبرّرات التي وضعها المجلس العسكري لتعليق المفاوضات" في اللقاء نفسه.
وعزا تعليق المفاوضات إلى رغبة المجلس العسكري في "التنصل من التزاماته، بتسليم السلطة للمدنيين، وتأجيل تنفيذ الاتفاق بينه وقوى إعلان الحرية والتغيير الذي من شأنه أن يزيل حالة الاحتقان ويعيد الاستقرار للبلاد".
وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، قد أعلن في الساعات الأولى من يوم الخميس، تعليق التفاوض مع قوى الحرية والتغيير لـ72 ساعة.
وكان رد قوى الحرية على إعلان المجلس أن تعليق التفاوض، يسمح بالعودة لمربع "التسويف" في تسليم السلطة.
وذكر البرهان أن قرار تعليق المفاوضات يأتي "حتى يتهيأ المناخ لإكمال التفاوض، وإزالة المتاريس حول محيط الاعتصام، وفتح مسار القطارات".
وطالب بـ"عدم التصعيد الإعلامي، وتهيئة المناخ الذي يؤمن الشراكة لاجتياز هذه المرحلة الحرجة".
واستجاب معتصمون أمام مقر الجيش بالخرطوم، مساء الأربعاء، وأزالوا حواجز من شوارع رئيسية مؤدية إلى محيط الاعتصام، استجابة لدعوة "الحرية والتغيير"بحسب شهود عيان.
وناشد تجمّع المهنيين السودانيين الجماهير حينها بـ"التزام السلمية وعدم إغلاق الطرق بالمتاريس وعدم حرق الإطارات"، مع التزام قوى الحرية والتغيير بالاستمرار في الاعتصام أمام القيادة العامة لوزارة الدفاع وكل ميادين الاعتصام في العاصمة.
وسقط ستة قتلى و14 جريحاً منذ يوم الإثنين، بعضهم بالرصاص، في هجومين استهدفا معتصمين، خلال محاولتين لإزالة حواجز في شوارع بمحيط الاعتصام.
وألمحت قوى الحرية والتغيير إلى مسؤولية قوات "الدعم السريع" عن الهجومين، بينما قالت الأخيرة إن "جهات ومجموعات تتربص بالثورة تقف خلفهما.
ويعتصم آلاف السودانيين، منذ 6 أبريل/نيسان الماضي، أمام مقر قيادة الجيش؛ للضغط على المجلس العسكري الانتقالي، لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب التغيير، كما حدث في دول عربية أخرى، بحسب المحتجين.
وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل الماضي، عمر البشير من الرئاسة، بعد ثلاثين عاماً في الحكم، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي، تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية.