وقررت صحيفة واشنطن بوست، التي تتمتع بمكانة مميزة في وسائل الإعلام الرئيسية وتدعم بشكل عام المرشحين الديمقراطيين بخطها الليبرالي اليساري، عدم دعم أي مرشح في هذه الانتخابات التي تتنافس فيها الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب.
وكانت الصحيفة، التي أعلنت لأول مرة دعمها للمرشح الديمقراطي آنذاك جيمي كارتر عام 1976، تعلن عن دعمها لمرشح رئاسي في كل انتخابات منذ الانتخابات الرئاسية عام 1988.
جيف بيزوس و الكلمة الأخيرة
وفي البيان الذي وقعه رئيس التحرير ويليام لويس، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، نيابة عن صحيفة واشنطن بوست المملوكة لمؤسس أمازون جيف بيزوس، قالت الصحيفة "لن تعلن واشنطن بوست دعمها لأي مرشح رئاسي في هذه الانتخابات، ولن تفعل ذلك في الانتخابات الرئاسية المقبلة. نحن نتمسك بجذورنا الأصلية المتمثلة في "عدم دعم أي مرشح رئاسي".
وحسب وسائل الإعلام الأمريكية، فإن واشنطن بوست كانت قريبة جداً من دعم هاريس، لكن بيزوس تدخل في هذا القرار وأعقب هذا التدخل البيان بعدم دعم أي طرف.
نيويورك تايمز تدعم هاريس
من ناحية أخرى، أعلنت صحيفة نيويورك تايمز (NYT)، وهي أيضاً صحيفة كبرى في الولايات المتحدة، في بيان لها يوم 30 سبتمبر/أيلول أنها تدعم الديمقراطية هاريس في الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني.
واعتبرت الصحيفة أن عودة المرشح الجمهوري ترمب إلى البيت الأبيض لن تكون لها نتائج جيدة للبلاد، ووصفت هاريس بأنها "المرشح المناسب للرئاسة".
وكانت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، إحدى الصحف الرئيسية والتي كان من المتوقع دعمها لهاريس، قد أعلنت للجمهور أنها قررت "عدم دعم أي مرشح رئاسي" في بيانها قبل أيام.
وبعد قرار لوس أنجلوس تايمز، أصبحت واشنطن بوست ثاني صحيفة رئيسية تتراجع عن دعم هاريس، على الرغم من أنه كان من المتوقع أن تفعل ذلك.
بين هاريس وترمب
من ناحية أخرى، أعلنت نحو 80 مؤسسة إعلامية وطنية ومحلية دعمها لهاريس في هذه الانتخابات، وبرزت من بينها صحف مثل نيويورك تايمز وبوسطن غلوب ونيويوركر ودنفر بوست ولوس أنجلوس سينتينل.
بالمقابل، يظهر دعم نحو 10 وسائل إعلام وطنية ومحلية لدونالد ترمب، من ضمنها نيويورك بوست وواشنطن تايمز ولاس فيغاس ريفيو جورنال.
وحسب معطيات لوسائل إعلام أمريكية، فقد بلغ عدد المؤسسات الإعلامية التي أعلنت دعمها للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي ترشحت عام 2016، نحو 240 مؤسسة. كما وصل عدد المؤسسات الإعلامية التي أعلنت دعمها لبايدن في انتخابات عام 2020، نحو 120.
دعم مرشحي الرئاسة في وسائل الإعلام
يُنظر إلى ما تمارسه وسائل الإعلام الأمريكية، قبيل الانتخابات، على أنه "بيان موقف" تقليدي للمؤسسات الإعلامية لإعلان دعمها للمرشح الرئاسي الذي تشعر بقربها منه.
ولا تزال المناقشات قائمة، في الولايات المتحدة، حول هذا التوجه ومعارضته لخطاب "الإعلام المستقل"، إذ إن وسائل الإعلام اليسارية الليبرالية تدعم، إلى حد كبير، المرشحين الديمقراطيين، في حين تدعم وسائل الإعلام اليمينية المحافظة المرشحين الجمهوريين.
من جانب آخر، يشير خبراء إلى أنه بسبب الانقسام السياسي العميق في الولايات المتحدة والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها وسائل الإعلام، ترغب الصحف الوطنية في تجنب خطر فقدان بعض مشتركيها من خلال دعم أي مرشح رئاسي.