ومن المنتظر أن تشهد صلاة الجمعة في المسجد الأموي أجواءً مختلفة، إذ يعكف القائمون على المسجد على استعدادات خاصة لاستقبال المصلين من مختلف المناطق السورية في جو من الفرح بعد سنوات من الحرب.
ومن المتوقع أن تكون صلاة الجمعة يوم غدٍ رمزاً للسلام والتسامح وسط عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة وأغلب المناطق التي سيطرت عليها المعارضة السورية.
وتعتبر صلاة الجمعة في المسجد الأموي مناسبة مهمة للمسلمين في دمشق، حيث يعد المسجد الأموي أحد أقدم المساجد في العالم ومن أبرز المعالم التاريخية والدينية في سوريا.
وشهد المسجد تحولات كبيرة على مر العصور، وأصبح اليوم يشكل نقطة تحول جديدة في سياق التغيرات التي تعيشها البلاد بعد فترة من الحكم الاستبدادي.
ويعتبر الجامع الأموي الذي بني في السنوات الأولى للفتح الإسلامي لمدينة دمشق من المواقع التاريخية التي تحمل أهمية ورمزية كبيرة لدى سكان العاصمة وعموم السوريين.
وتتزامن صلاة الجمعة المقبلة مع دعوات متعددة للسلام والمصالحة الوطنية، التي يجري الحديث عنها في الأوساط السياسية والدينية السورية. ومن المتوقع أن تكون هذه المناسبة فرصة لتأكيد ضرورة الوحدة بين أبناء الشعب السوري، في وقت يستعد فيه الجميع لإعادة بناء ما دمرته قوات النظام المنهار.
ويعتبر المسجد الأموي شاهداً على تاريخ طويل من الصراع والتعايش الديني، ومحط أنظار الجميع، بينما ينتظر السوريون في مختلف أنحاء البلاد متابعة هذه اللحظة المهمة في تاريخهم الحديث، التي تمثل بداية جديدة لشعب كان يعيش تحت نير الحروب والصراعات السياسية.
وبعد دخول المعارضة السورية لمدينة دمشق زار قائد عمليات المعارضة السورية أحمد الشرع الجامع الأموي، وألقى فيه خطبة أكد فيها دخول البلاد مرحلة جديدة تحررت فيها من ظلم نظام الأسد.
وفجر الأحد الماضي، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام المنهار من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاماً من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وبدأت معارك بين قوات النظام السوري المنهار وفصائل معارضة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في محافظتَي حلب وإدلب اللتين سيطرت عليهما الفصائل، ثم مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيراً دمشق.