الاحتلال يضم مدرعات نظامية للاجتياح في لبنان وحزب الله يقصف مواقع بإسرائيل
عزّز جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء، قواته المشاركة في التوغل البري جنوبي لبنان، إثر إعلان حزب الله لأول مرة تصديه لقوة مشاة إسرائيلية. يأتي ذلك بينما تعرض عديد من المواقع العسكرية الإسرائيلية لقصف بعشرات الصواريخ من لبنان.
تصاعد أعمدة الدخان إثر قصف إسرائيلي على الحدود الجنوبية للبنان / صورة: AFP (AFP)

وأعلن جيش الاحتلال، في بيان، انضمام "وحدات نظامية من المشاة والمدرعات إلى العمليات البرية في جنوب لبنان"، مدعياً أنها "ستظل محدودة النطاق". وأوضح قائلاً: "في هذه الساعة، ينضم جنود الفرقة 36، بمَن فيهم جنود لواء غولاني، لواء المدرعات 188، لواء عتسيوني (6) وقوات إضافية، إلى العملية البرية المركزة والمحددة التي بدأت في جنوب لبنان".

وكان جيش الاحتلال قد أعلن، أمس الثلاثاء، انضمام الفرقة 98 وقال إن وحدات من القوات الخاصة وقوات المظلات عبرت الحدود اللبنانية لمسافة قصيرة. لكن انضمام وحدات من المشاة والمدرعات من الفرقة 36 يشير إلى أن العملية تتجاوز التحركات المحدودة للقوات الخاصة. وأضاف الجيش، في البيان، أن "القوات البرية تحظى بدعم وغطاء من القوات الجوية والقصف المدفعي من لواء المدفعية 282".

يأتي ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان حزب الله، للمرة الأولى، تصديه لقوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة العديسة في قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية (جنوب)، مضيفاً أن مقاتليه "أوقعوا بها خسائر، وأجبروها على التراجع".

وكشف جيش الاحتلال صباح اليوم، عن مخطط لمهاجمة 24 بلدة في جنوب لبنان وأنذر سكانها بإخلائها والتوجه إلى شمال نهر الأولي، آخر نقطة في الجنوب.

استهداف مواقع عسكرية

في المقابل، أعلن حزب الله استهداف تجمعات لجنود وآليات ومواقع عسكرية في 5 مناطق شمال إسرائيل. وقال في عدة بيانات عبر تليغرام، إنه استهدف "تجمعاً لقوات إسرائيلية في مستوطنة شتولا بصاروخي بركان، وتجمعاً آخر ومرابض مدفعية جنوب مستوطنة كريات شمونة بصلية صاروخية".

وأضاف الحزب أنه "قصف قوة مشاة كبيرة في مستوطنة مسكفعام بأسلحة صاروخية ومدفعية، وتجمعا لقوات إسرائيلية في ثكنة الشوميرا بصلية صاروخية"، لافتاً إلى أنه "قصف ثكنة زرعيت بصلية من صواريخ الكاتيوشا".

وأكد أن هجماته "حققت إصابات مباشرة ودقيقة ومؤكدة"، موضحاً أنها جاءت "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعاً عن لبنان ‏وشعبه".

​​​​​​من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، إن 10 مبانٍ في مستوطنة المطلة أُصيبت بقذائف هاون وصواريخ أُطلقت من لبنان.

كما أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية برصد إطلاق 40 صاروخاً من لبنان على شمال إسرائيل منذ ساعات الصباح.

ونقلت الصحيفة عن رئيس المجلس المحلي في المطلة دافيد ازولاي قوله إن "هذا صباح صعب يتبع ليلة صعبة"، في إشارة إلى قصف انتقامي إيراني بصواريخ قدرت إسرائيل عددها بـ180.

وصباح الأربعاء، دوّت صفارات الإنذار في عديد من المستوطنات بالمنطقة القريبة من الحدود اللبنانية.

وذكرت القناة "12" الإسرائيلية (خاصة) أن صفارات الإنذار انطلقت في المطلة وزرعيت وعرب العرامشة ومسغاف عام والجليل الغربي وبلدات أخرى قرب الحدود اللبنانية.

وأضافت أن جيش الاحتلال طلب من السكان في صفد وميرون والجليل الأعلى البقاء على مقربة من الملاجئ.

ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، ما أسفر حتى صباح الأربعاء عما لا يقل عن 1073 قتيلاً، بينهم أطفال ونساء، و2955 جريحاً وأكثر من مليون نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية.

وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قصفاً يومياً عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر إجمالاً حتى صباح الأربعاء عما لا يقل عن 1873 قتيلاً، بينهم أطفال ونساء، و9 آلاف و134 جريحاً، حسب وزارة الصحة اللبنانية.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلّفت أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

TRT عربي - وكالات