امتدت المخاوف من تقويض الإصلاحات القضائية الديمقراطية في إسرائيل إلى أروقة جهاز الاستخبارات (الموساد)، إذ انضم عديد من عناصره وقدماء الخدمة إلى الاحتجاجات التي ينظمها الإسرائيليون يومياً ومنذ أشهُر.
ينظم عمير كل صباح وقفة احتجاجية لتحذير المارة من أن الديمقراطية الإسرائيلية في خطر بفعل تشريعات تثير نزاعاً شديداً تستهدف الحد من سلطة المحاكم، لكنه محتج من "طراز فريد"، فهو عميل سابق للموساد لم يشكك من قبل في الدولة التي خاطر بحياته من أجلها في مهام بالخارج.
عمير، الذي رفض الكشف عن اسمه بالكامل بسبب حساسية أدواره السرية السابقة، هو واحد من رجال الموساد السابقين الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على التعديل القضائي الذي تتبناه الحكومة.
وفي الأسبوع الماضي أقر الائتلاف الحكومي بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المرحلة الأولى من التشريع التي تحد من صلاحيات المحكمة العليا لإبطال قرارات الحكومة التي تعتبر "غير معقولة"، وذلك رغم احتجاجات مئات الآلاف من الإسرائيليين المستمرة منذ شهور.
ولقي المتظاهرون دعماً من ضباط احتياط في وحدات القوات الخاصة رفيعة المستوى وطيارين مقاتلين، هددوا بعدم الاستجابة للاستدعاءات إلى الخدمة، وامتد الخلاف ليصل إلى أعضاء سابقين في الموساد.
وتشي رسائل من دردشات اطلعت عليها رويترز بأن المخاوف بدأت تسيطر على المعنويات داخل أروقة الموساد، إذ يدرس البعض داخل الجهاز الشديد السرية التقاعد المبكر.
وتنفي الحكومة أن التعديلات القضائية تعرض الديمقراطية للخطر، قائلة إن المحكمة العليا تحظى بـ"تدخل مفرط".
وقال إفرايم هاليفي، وهو رئيس سابق للموساد، لرويترز إنه لا توجد مؤشرات على أن السخط يؤثر في قدرات الجهاز الأساسية.
"مساس بأمن إسرائيل"
قرار العملاء السابقين المشاركة في الاحتجاجات يزيد حدة الأمر، إذ يمس جهازاً قوياً ساعد إسرائيل في شن حروب، والانتصار في نزاعات مع خصومها.
وقال حاييم تومر الرئيس السابق لقسم جمع المعلومات في الموساد وجناح الاتصال الدولي في الجهاز: "يشعر عديد من أصدقائي وزملائي الذين خدمت معهم أن ما يحدث ينال من القوة الأمنية لإسرائيل".
وقال تومر إنّ الموساد كان يُنظر إليه "بشعور إجلال كبير" في الخارج. وأضاف: "لا أعرف ما إذا كان هذا الشعور بالإجلال الكبير سيستمر".
وأضاف بأنه "لطالما كان يُنظر إلى الموساد على أنه أحد أكثر أجهزة التجسس قدرات في العالم".
وتحدث يوسي كوهين، وهو رئيس سابق آخر للموساد، عن مخاوفه حيال "الأمن القومي لإسرائيل في الوقت الحالي".
وكتب كوهين في مقال نُشر في صحيفة يديعوت أحرنوت اليومية: "في الوقت الذي يحوم فيه التهديد الإيراني فوقنا من جبهات متعددة، يجب أن نحافظ على عدم المساس بأمن إسرائيل".