تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى.. هل تخطط روسيا لهجوم واسع على أوكرانيا؟
قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن ما يصل إلى 500 ألف جندي روسي ربما جرى حشدهم، في إشارة إلى أن روسيا تخطط لشن هجوم كبير في الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب في 24 فبراير/شباط 2022.
وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن ما يصل إلى 500 ألف جندي روسي ربما جرى حشدهم / صورة: AFP (AFP)

في الوقت الذي دعا فيه إلى إرسال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا خلال المؤتمر الذي عقده في فرنسا، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن ما يصل إلى 500 ألف جندي روسي ربما جرى حشدهم، في إشارة إلى أن روسيا تخطط لشن هجوم كبير بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للحرب، التي تصادف يوم 24 فبراير/شباط الجاري.

وفي حديثه لوسائل الإعلام الفرنسية، حذر ريزنيكوف من أن روسيا سوف تستدعي وحدة كبيرة من القوات المحشودة. وفي إشارة إلى التعبئة العامة لروسيا لـ300 ألف جندي مجند في سبتمبر/أيلول 2022، زعم أن الأرقام على الحدود تشير إلى أن الحجم الحقيقي قد يكون أقرب إلى 500 ألف، وفقاً لما أوردته الغارديان البريطانية.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأربعاء إن القوات الروسية تحاول تحقيق مكاسب يمكن أن تظهر قوتها وسيطرتها في ذكرى إطلاق العمليات العسكرية التي تصادف في أواخر الشهر الجاري. وأشار زيلينسكي في الوقت نفسه إلى أن الأوضاع مريعة في مقاطعة دونيتسك الشرقية.

استعدادات روسية

بدا أن موسكو تلمح إلى هجوم جديد يوم الخميس، حينما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا لديها خطط للتغلب على الأحداث الموالية لأوكرانيا التي نظمتها دول غربية وحليفة في جميع أنحاء العالم لإحياء الذكرى السنوية. وقال لافروف إن الدبلوماسيين الروس الذين ينذرون بالسوء يعملون على شيء ما لضمان أن الأحداث التي يقودها الغرب في نيويورك وأماكن أخرى "ليست الوحيدة التي تجذب انتباه العالم"، دون مزيد من التفاصيل.

ووفقاً لموقع نيوزويك، كتبت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تحديث عملياتي نُشر على فيسبوك يوم الأربعاء أن روسيا "تنفذ مهمات استطلاعية وتجري الاستعدادات لاستئناف الهجمات على محاور معينة". وحسب مراقبين، من المتوقع على نطاق واسع أن تشن روسيا هجوماً واسع النطاق لمحاولة السيطرة على منطقة دونباس الشرقية الأوسع في فبراير أو مارس/آذار.

وكتبت هيئة الأركان العامة في التحديث: "رغم الخسائر الفادحة، تبذل القوات الروسية مزيداً من المحاولات للتقدم على محاور ليمان وباخموت وأفدييفكا ونوفوبافليفكا". ليمان وباخموت وأفدييفكا ونوفوبافليفكا كلها مدن أو قرى تقع في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، والتي أعلنت روسيا العام الماضي ضمها إلى سيطرتها إلى جانب ثلاث مناطق أخرى.

هل تشهد أوكرانيا هجوماً وشيكاً؟

على الرغم من أن روسيا تمكنت من تحقيق مكاسب هامشية في الأسابيع الأخيرة حول باخموت التي حاولت الاستيلاء عليها لعدة أشهر، فإنها أُجبرت على الانسحاب من خاركيف الشرقية عندما شنت أوكرانيا هجوماً مضاداً مفاجئاً في سبتمبر الماضي، وأتبعته في نوفمبر/تشرين الثاني بهجوم مضاد آخر في منطقة خيرسون الجنوبية.

لم تنجح هذه الانتكاسات في تغيير التوقعات بتجدد الهجوم الروسي في الربيع بعد أن هدأت الظروف القاسية لأشهر الشتاء الباردة. كرر معهد دراسة الحرب (ISW)، الذي قيّم سابقاً أن روسيا تخطط لهجوم آخر، توقعاته في أحدث تقييم لحملته في نهاية الشهر الماضي، وكتب موضحاً: "يواصل المسؤولون الأوكرانيون دعم تقييم ISW بأن هجوماً روسياً وشيكاً في الأشهر المقبلة هو المسار الأكثر احتمالية. واقترحوا كذلك أن القوات الأوكرانية تخطط لشن هجوم مضاد أكبر".

واستند (ISW) إلى أقوال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف التي جاء فيها أن روسيا تستعد "لتصعيد أقصى" في الأشهر المقبلة، إذ لم يستبعد احتمال أن تصعد روسيا هجماتها في الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع القادمة لتتماشى مع الذكرى السنوية الأولى للحرب في 24 فبراير.

كما ذكر (ISW) مقابلة صحيفة واشنطن بوست مع اللواء كيريلو بودانوف، رئيس جهاز المخابرات العسكرية للحكومة الأوكرانية، الذي توقع بدوره أن تركز روسيا هذا العام على الاستيلاء على المزيد من الأراضي في منطقتي دونيتسك ولوهانسك الشرقية، وهو ما يدعم تقييم ISW أن القوات الروسية يبدو أنها تستعد لهجوم وشيك في شرق أوكرانيا، لا سيّما في لوغانسك أوبلاست.

استعدادات أوكرانية

نقلت شبكة سكاي نيوز عن أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف قوله: "إن أصعب قتال لم يأت بعد. وإن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الحرب". فيما حث الحلفاء الغربيين على إرسال المزيد من الأسلحة، بما في ذلك طائرات سلاح الجو الملكي تايفون من المملكة المتحدة وطائرات مقاتلة من شركاء آخرين.

ولم يستبعد دانيلوف احتمال أن يحاول الرئيس فلاديمير بوتين بدء هجوم آخر جديد من الشمال والجنوب والشرق، كما حدث في 24 فبراير 2022، وربما حتى يتزامن مع الذكرى السنوية. وأضاف: "نحن نتفهم أن كل شيء مطروح على الطاولة.. أستطيع أن أقول إننا لا نستبعد أي سيناريو في الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع القادمة".

وصرح دانيلوف قائلاً: "إن الجيش الأوكراني كان يستعد لجميع الاحتمالات، وهذه المرة حصل على دعم أكبر بكثير من الشركاء الغربيين مثل المملكة المتحدة أكثر مما كان عليه قبل 12 شهراً. وأضاف: "تلك البلدان التي تساعدنا في كفاحنا بدأت تقديم أقصى قدر من المساعدة لنا".

TRT عربي