يتوافد ملايين الناخبين الأمريكيين يوم الثلاثاء على مراكز الاقتراع للتصويت في انتخابات الرئاسة الاستثنائية هذا العام، والتي تجري في ظل تحديات وقضايا كبرى على رأسها الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، والحرب الروسية الأوكرانية، والصراع المتزايد مع الصين.
ويعتبر النظام الانتخابي الأمريكي فريداً من نوعه، إذ أن آلية اختيار الرئيس الذي يمكن أن يتولى مسؤولية البيت الأبيض معقدة إلى حد ما.
وبخلاف ما يعتقده كثيرون بأن الناخبين الأمريكيين ينتخبون رئيسهم بشكل مباشر، فإن كلمة الحسم ترجع لما يُعرف باسم "المجمع الانتخابي" الذي يتكون من 538 مندوباً.
إليك دليلاً مبسطاً لفهم نظام الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وما الدور الحاسم الذي يلعبه "المجمع الانتخابي" في فوز المرشح.
موعد الانتخابات
تجري الانتخابات في الولايات المتحدة دائماً في أول يوم ثلاثاء من شهر نوفمبر وفقاً للقانون الأمريكي، ومع ذلك فقد شارك أكثر من 65 مليون ناخب أمريكي في التصويت المبكر بالانتخابات الرئاسية.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن هناك الكثير من الانتخابات المهمة الأخرى التي تجري في وقت السباق الرئاسي نفسه، إذ سيختار الأمريكيون هذا العام أيضاً جميع أعضاء مجلس النواب الذين يتولون مناصبهم لمدة عامين والبالغ عددهم 435 نائباً، كذلك سيصوت الناخبون في بعض الولايات على اختيار أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين يخدمون في مواقعهم لمدة 6 سنوات.
نظام الانتخاب
بالرغم من أن انتخابات الرئاسة الأمريكية تجري عن طريق الاقتراع الشعبي المباشر بأن يذهب الناخبون إلى صناديق الاقتراع ويختاروا بين المتنافسين، فإن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد.
وقد لا يكون الفائز دائماً هو المرشح الذي يفوز بأغلب الأصوات على المستوى الوطني في عموم البلاد، وذلك ما حدث مع هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016. بل يتنافس المرشحون للفوز بأصوات المجمع الانتخابي الذي يتكون من 538 مندوباً.
ولم يحدث ذلك في تاريخ الولايات المتحدة مع هيلاري فقط، حيث تكرر أربع مرات في تاريخ البلاد، مع الرئيس جون كوينسي أدامز في عام 1824، والرئيس روثرفورد هيز في عام 1876، والرئيس بنجامين هاريسون في عام 1888، والرئيس جورج بوش في عام 2000 إذ تفوق عليه خصمه آل غور بـ540 ألف صوت شعبي، فيما فاز هو بـ271 مقابل 266 من أصوات المجمع الانتخابي ليصبح الرئيس الـ43 للولايات المتحدة.
المجمع الانتخابي
هو تقليد دستوري أمريكي يعود للقرن الثامن عشر، ويقصد به مجموعة المواطنين الذين تعينهم الولايات للإدلاء بأصواتهم لانتخاب الرئيس ونائبه نيابة عن جميع المواطنين في الولاية.
لذلك فإن المجمع الانتخابي يمثل نموذجاً لإجراء انتخابات غير مباشرة، وذلك خلافاً للانتخابات المباشرة التي تُجرى من قبل مواطني الولايات المتحدة الأمريكية لاختيار أعضاء مجلس النواب.
وتختلف عملية اختيار أعضاء المجمع الانتخابي من ولاية إلى أخرى، ولكن تقوم الأحزاب السياسية عادةً بتسمية أعضاء المجمع خلال مؤتمرات حزبية أو من خلال التصويت في اللجنة المركزية للحزب.
يحصل المرشح الرئاسي الذي يفوز بأكثر الأصوات الشعبية في ولاية معينة، على جميع أصوات مندوبي المجمع المخصصة لتلك الولاية والمتناسبة مع عدد سكان الولاية، الأمر الذي يجعل كل ولاية تصوت لأحد المرشحَين فقط على عكس التصويت الشعبي.
وتعتمد 48 من الولايات (إلى جانب مقاطعة كولومبيا التي تضم واشنطن العاصمة) قاعدة "الفائز بأغلبية أصوات المواطنين يأخذ كل أصوات" مندوبي المجمع الانتخابي في الولاية. وهناك عدد من الولايات تعاقب أعضاء المجمع الانتخابي الذين لا يلتزمون بأصوات غالبية الناخبين ويسمون "عديمي الولاء".
ويختلف الأمر في ولايتي نبراسكا وماين، فالنظام فيهما يقوم على إعطاء صوتين انتخابيين للمرشح الذي يفوز بالأصوات الشعبية، وصوتاً انتخابياً واحداً للذي يفوز بكل مقاطعة انتخابية.
ويساوي عدد أعضاء المجمع الانتخابي المخصص لكل ولاية عدد ممثليها في مجلسي الشيوخ والنواب، إضافة إلى ذلك يخصص ثلاثة أعضاء لمقاطعة كولومبيا، على الرغم من أنها لا تملك أي تمثيل انتخابي في الكونغرس.
وتجدر الإشارة إلى أن المرشح الذي يفوز بالرئاسة هو الذي يحصل على 270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي على الأقل.
أما انتخاب نائب الرئيس، فيحدث بشكل مختلف في مجلس الشيوخ الذي يختار أعضاؤه واحداً من بين المرشحَين اللذين حصلا على أكثر أصوات المجمع الانتخابي، بحيث يكون لكل سيناتور صوت واحد.