تستعد لدخول قائمة التراث العالمي.. ماذا تعرف عن مدينة غورديون التركية؟
تقع غورديون في بلدية بولاتلي بأنقرة، في قرية ياسي هويوك، واكتُشفت المدينة -التي يعود تاريخها إلى أكثر من 4000 عام- في أثناء إنشاء سكة حديدية في نهايات القرن التاسع عشر.
متحف غورديون / صورة: AA (AA)

تستعدّ مدينة غورديون القديمة التي انضمت إلى القائمة المؤقتة لمواقع التراث العالمي قبل عشر سنوات، لدخول القائمة الدائمة، بعد مناقشة في الاجتماع الذي تعقده اللجنة المعنية في العاصمة السعودية الرياض في الفترة من 12 إلى 25 سبتمبر/أيلول المقبل.

وفي هذا السياق، استضافت غرفة التجارة في العاصمة أنقرة فعالية بالمدينة القديمة، بحضور والي المدينة واصب شاهين، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي فؤاد أوقطاي، ورئيس بلدية بولاتلي مورسل يلدزقايا، وكثيراً من الضيوف.

وقال رئيس غرفة تجارة أنقرة غورسل باران، الذي استضاف الحدث، إنّ تركيا لديها 19 موقعاً تراثياً في قائمة اليونسكو الدائمة للتراث العالمي، مشدداً على أنّهم يبذلون جهدا لزيادة هذا العدد إلى 20 موقعاً مع مدينة غورديون القديمة.

تاريخ غورديون

تقع غورديون في بلدية بولاتلي بأنقرة، في قرية ياسي هويوك، واكتُشفت المدينة -التي يعود تاريخها إلى أكثر من 4000 عام- في أثناء إنشاء سكة حديدية في نهايات القرن التاسع عشر.

وبعد اكتشافها، بدأ الأخوان الألمانيان ألفريد وجوستاف كورت أعمال التنقيب عام 1900، واستمرت لثلاثة شهور تحت رعاية المعهد الأثري الألماني، ثم استكملت جامعة بنسلفانيا أعمال الحفر مرة أخرى بين عامَي 1955 و1973، ولا تزال تُستكمل من حين لآخر حتى الآن.

كانت غورديون عاصمة للفريجين الذين حكموا آسيا الصغرى خلال الفترة ما بين القرنين الثاني عشر والسابع قبل الميلاد، وازدهرت المدينة في القرن التاسع قبل الميلاد إذ تطورت أعمال البناء وأُحيطت بأسوار ضخمة.

وشهدت المدينة عديداً من الحكام والإمبراطوريات، فبعد سقوط الإمبراطورية الفريجية دخلها الليديون والفارسيين والمقدونيين، واستمرّت حتى العصر البيزنطي.

وإضافةً إلى ماضيها المجيد، تبقى في المدينة اليوم أساسات المنازل وأطلال عديد من الهياكل، إلى جانب 128 مدفناً لملوك فريجيا ونبلائها، وهو الجزء الأكثر لفتاً للانتباه في المدينة.

أماكن للزيارة في مدينة غورديون القديمة

متحف غورديون:

يُعرض في المتحف القطع التي عُثر عليها من الحفريات، ويبلغ عددها نحو 750 ما بين قطع أثرية وأوعية وأحجار ذات نقوش، تعود إلى العصر البرونزي القديم والأوسط والمتأخر، والعصر الحديدي المبكر، والعصر الفريجي، والفترات الليدية، والهيلينستية والرومانية.

"المدفن العظيم".. أقدم هيكل خشبي في العالم:

يُعتبر المدفن "العظيم" -الذي بناه الملك الفريجي ميداس عام 740 قبل الميلاد لأبيه الملك غورديوس- ثاني أكبر مدفن في منطقة الأناضول، أما أكبرها فبناه الليديون.

وتُعرف حجرة الدفن الموجودة في المدفن العظيم بأنّها أقدم نموذج لهيكل خشبي في العالم نجا حتى يومنا هذا، واستُخدمت 3 أشجار مختلفة في تشييد الغرفة وهي الصنوبر والأرز والعرعر.

وعُثر على ما يقرب من 310 قطع أثرية ما بين الأوعية والمراجل والأباريق والطاولات الخشبية، في غرفة الدفن عام 1957.

تقع غورديون في بلدية بولاتلي بأنقرة، في قرية ياسي هويوك، واكتُشفت المدينة -التي يعود تاريخها إلى أكثر من 4000 عام- في أثناء إنشاء سكة حديدية في نهايات القرن التاسع عشر. (AA)

أقدم فسيفساء:

وخلال عمليات التنقيب في مدينة غورديون القديمة، عُثر على أقدم فسيفساء ملونة بالحصى في العالم على أرضية المبنى، وتعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، على شكل بساط أرضي يحوي زخارف متنوعة، ومرصوفة بشكل غير مرتب.

مدافن الفريجيين:

كان النبلاء الفريجيون يدفنون موتاهم في مقابر منحوتة في الصخر، أو في غرف تحت التلال، وتسمى "التومولوس" ويبلغ عددها 128 مدفناً.

إلى جانب ذلك، يمكن زيارة حي القصر والبوابات التي لا تزال قائمة، كالبوابة الرئيسية للقلعة الواقعة في جنوب شرق غورديون القديمة، والبوابة الجنوبية، ثانية أكبر بوابة في المدينة، التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع قبل الميلاد.

أساطير حول غورديون

عديد من الأساطير والقصص حول مدينة غورديون القديمة وملوكها، بالطبع ليست مثبتة تاريخياً ولكنّها تروى لاستخلاص بعض المعاني والحكم.

ولعل أشهرهم أسطورتي عقدة غورديون، التي رُويت عن الإسكندر الأكبر، وأسطورة الملك ميداس الذي يحول كل ما يلمسه إلى ذهب.

العقدة الغوردية:

تدور أحداث القصة في عام 334 قبل الميلاد، خلال حملة الإسكندر الأكبر ضدّ الفرس، إذ يأتي إلى جورديون في أثناء مروره عبر الأناضول مع جيشه.

وتقول الأسطورة إنّ ملك مقدونيا الإسكندر الأكبر سمع بوجود عربة خاصة في أحد المعابد بالمدينة، في مقدمتها حبل معقود مصنوع من لحاء شجر الكرز العقيقي، وحسب الشائعات فإنّ من يفك هذه العقدة سيكون حاكماً لقارة آسيا.

ويحاول الملك فكها لكنّه يفشل، ثم يستل سيفه ويقطع العقدة،حسب الأسطورة، وبعدها يواصل حملته ويتسع نطاق حكمه.

وفي يومنا الحالي، يُستخدم مصطلح "العقدة الغوردية" حين يتوجب حل مشكلة معقدة بشكل حاسم وشجاع.

ذهب ميداس:

أما الأسطورة الثانية تدور حول الملك ميداس الذي تمنى أن يتحول كل شيء يلمسه إلى ذهب، وعندما تتحقق رغبته، سيُصاب الملك بخيبة أمل كبيرة، فالطعام الذي يلتقطه والورود التي يلمسها في حديقته تتحول إلى ذهب، ثم يتوسل ميداس إلى الإله أن يزيل هذه اللعنة التي اعتقد في الأصل أنّها هدية، وتُستخدم تلك الأسطورة للدلالة على الجشع.

TRT عربي