لمع اسم تركيا في قائمة أفضل 100 ميناء حول دول العالم، بعدما تصدرت أربع مواني تركية مراتب متقدمة في تصنيف مجلة لويدز (Lloyd's List) الدورية البريطانية العريقة للعام 2022.
واعتبرت أنقرة أنّ التصنيف يُظهر مدى قوة التجارة البحرية لتركيا ومنافستها العالمية، لا سيّما وأنّه يعدّ عاملاً مهماّ جداً للمستثمرين الدوليين؛ لمعرفة مدى القدرات اللوجستية لأي دولة.
واحتل ميناء أمبارلي في مدينة إسطنبول المرتبة 74، فيما جاء ميناء قوجه إيلي في المرتبة 89، وميناء مرسين في المرتبة 92، وجاء ميناء تكيرداغ في المرتبة الأخيرة.
"عصب الصادرات"
اكتسبت المواني التركية أهميتها الكبرى بسبب موقع تركيا الجغرافي المميز، إذ يربط بين قارتي آسيا أوروبا.
ويقول الخبير الاقتصادي التركي جلال بكار، إنّ "تركيا كانت وما زالت هي المركز الاستراتيجي ما بين الخارطة الأوروبية والشرق الأوسط، أي ما بين مناطق الاستهلاك ومناطق الإنتاج".
ويضيف بكار في حديثه مع TRT عربي، بأنّ تركيا من أهم البلدان المغذية للقارة الأوروبية والخليج، وتعتبر من الأماكن الصناعية المهمة في الخارطة الدولية.
وفيما يخص المواني التركية، يرى الخبير الاقتصادي أنّها تُعتبر من المشاريع الاستراتيجية المهمة لتقوية عصب الصادرات في البلاد، لا سيّما أنّ الصادرات تحتاج إلى بنية تحتية قوية، معتبراً أنّ موقع تركيا الجغرافي ساعد المواني في دعم وتقوية البلاد اقتصادياً.
ويبيّن بكار أنّ موقع تركيا ما بين البحر المتوسط والبحر الأسود ميّزها أكثر، إذ إنّ لكلا البحرين "خاصيات وحدوداً مع مناطق استراتيجية، مثل اليونان وأوكرانيا وروسيا وغيرها".
أبرز المواني التركية ومميزاتها
تتنوع المواني في تركيا، فمنها ما هو سياحي يستقبل مئات السفن سنوياً، ومنها ما هو تجاري يلعب دوراً بارزاً في دعم اقتصاد البلاد، ومن أهمها:
أمبارلي
وينقسم ميناء أمبارلي إلى قسمَين، المنطقة الأولى (ميناء أمبارلي الجديد) وهو مجموعة من محطات مملوكة للقطاع العام وهي مخصصة لحاويات الشحن، أما المنطقة الثانية تتكون من منصات النفط والأرصفة البحرية وعوامات الإرساء.
قوجه إيلي
تضم ولاية قوجه إيلي 35 مرفأً، من ضمنهم سابع أكبر ميناء لشحن البضائع في أوروبا، حيث يُشحن منه 72 مليون طن من البضائع.
وتقول بيانات رسمية أوروبية، إن ولاية "قوجه إيلي" التركية، تضم واحداً من أكبر المواني في القارة، إلى جانب كونها قاعدة رئيسية للصناعات في البلاد.
تسعى "قوجه إيلي" للحفاظ على موقعها كأحد أهم مدن المواني في العالم، في وقت تصل أكثر من 10 آلاف سفينة كل عام إلى موانيها.
مرسين
يقع ميناء مرسين الدولي قريباً من المناطق الصناعية، ومتصل بالطرق البرية والخطوط الحديدية، ويعدّ حلقة وصل بين الصادرات التركية والعالم، حسب المدير العام للميناء يوهان فان دالي.
ويُعتبر ميناء مرسين واحداً من أبرز المواني، وأهم النقاط التجارية في تركيا ومنطقة شرق المتوسط، وذلك لما يتميز به من موقع جغرافي إضافةً إلى القدرة الاستيعابية العالية والخدمات اللوجستية المتعددة بمنطقة الظهير الخلفي للميناء.
ويأتي في المرتبة 92 في قائمة أكبر المواني في العالم، وتصل سعة مناولة الحاويات به إلى 2.6 مليون حاوية سعة 20 قدماً.
آسيا بورت
ويبلغ إجمالي مساحة رصيفه 2010 أمتار وبعمق 18 متراً، أما مساحة محطة التحميل والشحن فتصل إلى 300 ألف متر مربع.
سامسون
يقع ميناء سامسون في منتصف الساحل الشمالي لتركيا، وهو أكبر ميناء على البحر الأسود في البلاد، ويمتاز بموقع يعزّز التجارة مع البلدان المطلة على البحر الأسود، كما يُعدّ الميناء الوحيد على البحر الأسود في تركيا الذي يقع بالقرب من خط سكة حديد.
ويضم الميناء الرئيسي 5 أرصفة بمتوسط عمق 10 أمتار، أما المنطقة الصناعية فتتألف من 3 أرصفة بمتوسط عمق 12 متراً.
الإسكندرون
هو ميناء تجاري يقع في خليج إسكندرون بولاية هاطاي جنوب تركيا، ويعدّ من أقدم المواني الدولية في البلاد، إذ ترجع قصة إنشائه إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى، عندما كانت ولاية هاطاي تحت الاحتلال الفرنسي.
ونظراً لتوفر بنية للسكك الحديدية فيه، رُبط الميناء بالسكك الحديدية الحكومية لتركيا في أكتوبر/تشرين الأول 1942.
وتبلغ مساحة الميناء ألف متر مربع، وعدد أرصفته 8، فيما تبلغ مساحة رصيف البضائع العام 732 متراً، ورصيف الحاويات 920 متراً.
- علي آغا
يعتبر ميناء "علي آغا" الذي يقع في خليج تشاندارلي بمحافظة إزمير، واحداً من المواني الأكثر نشاطاً في تركيا من حيث إجمالي حركة السفن وتبادل البضائع.
يمتلك الميناء 63 رصيفاً بحرياً يتبع لـ12 منشأة صناعية، ويبلغ إجمالي طول الأرصفة 8849 متراً، وتبلغ سعتها 9999 سفينة في السنة.
كما يُستخدم الميناء في إزمير من قِبل المصافي النفطية التركية المحلية (TÜPRA) و(PETKIM) و(STAR).
ألسانجاق
هو ميناء للشحن وللركاب يقع شرق خليج إزمير غرب تركيا، بُني عام 1955، ودخل الخدمة في 1959.
وتبلغ مساحة الميناء 902 ألف متر مربع، فيما يعدّ سابع أكبر ميناء في البلاد من حيث حجم الحاويات، والـ13 من حيث حمولة البضائع.
طرابزون
يعدّ ميناء "طرابزون" ثاني أكبر ميناء في الولاية، وبسبب وقوعه عند نقطة استراتيجية في بداية طريق العبور إلى إيران والعراق وروسيا، يلعب الميناء دوراً بارزاً في ربط هذه الدول بالأسواق الأوروبية والعالمية.