كانت العقوبات الغربية لمنع بيع السلاح لتركيا إبان حرب قبرص عام 1974 الشرارة الأولى لبدء برنامج وطني مختص بالصناعات الدفاعية الحربية، ومنذ ثمانينيات القرن الماضي تخطو تركيا خطوات سريعة وملموسة في مجال التصنيع الحربي المحلي لتتحول تدريجياً من الاعتماد الكامل على الخارج إلى الاكتفاء ثم التصدير.
واحتلت تركيا المرتبة الـ16 في ترتيب الدول الأكثر إنفاقاً على الميزانية العسكرية العام الماضي 2019، في حين زاد الإنفاق العسكري بنسبة 86% خلال السنوات العشر الماضية بين 2009-2019 ليصل إلى 20.4 مليار دولار.
في العام الماضي 2019 وصلت المدخولات المباشرة من الصناعات الدفاعية والجوية إلى 10 مليارات و884 مليون دولار، فبلغت حصة التصدير ما يقارب 3 مليارات و38 مليون دولار، واستُثمر مليار و672 مليون دولار من هذه المدخولات ببرامج البحث والتطوير، فيما يعمل أكثر من 73 ألف شخص في مجمل شركات الصناعات الدفاعية التركية.
ونتاجاً للجهود المبذولة من الحكومة التركية من خلال تشجيع الشركات على الاستثمار في برامج البحث والتطوير دخلت 7 شركات دفاعية تركية قائمة أفضل 100 شركة صناعة دفاعية في العالم، حسب المجلة الأمريكية (Defense News Top 100) لعام 2020، نستعرضها تباعاً بهذا التقرير.
أسيلسان (ASELSAN)
وتعتبر "أسيليان" أكبر شركة تركية متخصصة في مجال الصناعات الإلكترونية الدفاعية، وتمد الجيش التركي داخلياً وخارجياً بأحدث منظومات الاتصال الحربية وأجهزة الرادار الحديثة والمتطورة وأنظمة الرؤية الليلية، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي وأجهزة التشويش والتنصت، كما تنتج أنظمة التحكم والقيادة عن بعد للمركبات والطائرات الحربية. ودخلت مؤخراً مجالات الأتمتة والمرور والتقنيات الصحية.
وبلغت ميزانية الشركة عام 2019 مليارين و172 مليون دولار، كما توظف أكثر من 7 آلاف موظف بين مهندس وعامل مؤهل، وتنفق ما نسبته 7% من إجمالي المبيعات السنوية على أنشطة البحث والتطوير. واحتلت هذا العام المرتبة الـ48 في قائمة أفضل 100 شركة صناعة دفاعية في العالم.
توساش (TUSAŞ)
تأسست شركة صناعة الطائرات التركية "توساش" عام 1973
ضمن بنية وزارة الصناعة والتكنولوجيا للحد من الاعتماد على الخارج في الصناعات
الحربية. وتُقسم حصص الشركة بين ثلاث مؤسسات تركية كالتالي: 54.49% لمؤسسة القوات
المسلحة التركية (TSKGV)
و45.45% لرئاسة الصناعات الدفاعية (SSB) و0.06% لجمعية
الطيران التركي (THK).
ومن أبرز ما تُصنعه "توساش" طائرات التدريب ومنها (HÜRKUŞ) والطائرات المسيرة (IHA) و(ANKA) وكذلك الأقمار الصناعية لمختلف الاحتياجات. كما تنتج 80% من جسم الطائرات المقاتلة (F-16)، وتشارك ببرامج تصنيع الطائرات الحربية وتعديلها وتطويرها بالتعاون مع الشركات الأمريكية والأوروبية للعديد من الدول كمصر والأردن وباكستان. وبلغت مساهماتها في مجال الطيران المدني 18% العام الماضي من إجمالي صناعاتها.
بالإضافة أيضاً إلى المقاتلة المحلية وطائرات الهليكوبتر أمثال (GÖKBEY) والمروحية الهجومية (ATAK)، صنع فرع صناعة محركات الطائرات بالشركة (TEI) ومنذ أيام قليلة من الشهر الجاري أول محرك توربيني تركي خاص بطائرات الهليكوبتر بإمكانيات تركية بحتة.
وبلغت ميزانية الشركة في 2019 ملياراً و858 مليون دولار، واحتلت المرتبة الـ53 في تصنيف المجلة الأمريكية لهذا العام.
بي إم سي (BMC)
تأسست شركة "بي إم سي" عام 1964 كإحدى أكبر الشركات المصنعة للمركبات العسكرية والتجارية في تركيا، إذ إن 5% من أسهم الشركة مملوكة من قبل رجلَي الأعمال التركيين "أدهم سانجك وطالب أوزتورك" والـ49% المتبقية مملوكة من قبل اللجنة الصناعية للقوات المسلحة القطرية (QAFIC).
بدأت الشركة الإنتاج الضخم لـ250 وحدة من دبابة القتال التركية (ALTAY)، كما تقوم بتصميم وإنتاج لمحركات محلية الصنع للدبابات والمركبات المدرعة. وتُنتج الشركة المركبات العسكرية المدرعة كـ(KIRPI) و(AMAZON) والشاحنات العسكرية المتعددة المهام بالإضافة إلى الحافلات التجارية المختلفة أيضاً.
يعمل اليوم في الشركة أكثر من 2800 موظف، 500 منهم من المهندسين. وبلغت ميزانيتها خلال العام الماضي 533 مليون دولار فيما احتلت المرتبة الـ89 في تصنيف المجلة الأمريكية لهذا العام.
روكتسان (ROKETSAN)
تُنتج الشركة الصواريخ والقذائف بكل الأشكال والأحجام بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الأرضي والجوي والبحري، كما تصمم وتبتكر العديد من الصواريخ الذكية الموجهة بالليزر والمستشعرات الحرارية إلى جانب توسُّعها بالمجال الفضائي وتطويرها لصواريخ خاصة لإيصال الأقمار الصناعية إلى الفضاء.
دخلت هذا العام المرتبة 91 في تصنيف المجلة الأمريكية لأفضل 100 شركة صناعة دفاعية وبلغت ميزانيتها للعام الماضي 515 مليون دولار، ويعمل في الشركة ما يزيد على 3000 موظف.
إس تي إم (STM)
جرى تأسيس شركة “إس تي إم" عام 1991 بقرار من اللجنة التنفيذية للصناعات الدفاعية (SSİK) لتوفير خدمات إدارة المشاريع وهندسة الأنظمة ونقل التكنولوجيا وحماية الشبكات والدعم الفني واللوجستي والخدمات الاستشارية. وتعد 50% من الأسهم ملكية خاصة للشركة، فيما تتوزع بقية الأسهم على شركات تركية أخرى.
تعمل الشركة في مجالات متعددة واسعة بما في ذلك تصميم القطع العسكرية البحرية وتحديثها والأمن السيبراني والأنظمة المستقلة وأنظمة الرادار وتقنيات الأقمار الصناعية وأنظمة التحكم، بالإضافة إلى طائرات الدرون مثل (TOGAN) و (KARGU) ونظام الذخيرة المحمول ثابت الجناح (ALPAGU). كما تُنتج حلولاً لاحتياجات القطاع العسكري المدني من خلال الأنظمة الفريدة والحاسمة التي طورتها باستخدام الموارد المحلية.
احتلت هذا العام المرتبة 92 في تصنيف المجلة الأمريكية لأفضل 100 شركة صناعة دفاعية في حين بلغت ميزانيتها للعام الماضي 485 مليون دولار.
إف إن إس إس (FNSS)
تأسست "إف إن إس إس" كشركة تركية للصناعات الدفاعية عام 1988 وهي شركة رائدة في تصنيع وتوريد المركبات القتالية المدرعة وأنظمة الأسلحة للقوات المسلحة التركية والقوات المسلحة المتحالفة، وهي مملوكة حالياً لشركة (Nurol Holding) التركية بنسبة 51% وشركة (BAE System) البريطانية بنسبة 49%.
بدأت الإنتاج منذ العام 1990 ومنذ ذلك الوقت حتى الآن جرى تصنيع أكثر من 4000 مدرعة، ومن أشهر النماذج المدرعة (KAPLAN) و(AKINCI) وأحدثها، وكذلك المركبة البرمائية (SAMUR SYHK) والعديد من المركبات القتالية العاملة بالسلاسل أو العجلات.
فيما بلغت ميزانية الشركة عام 2019 مليار و374 مليون دولار، واحتلت المرتبة الـ98 في تصنيف المجلة الأمريكية بعد أن دخلت التصنيف لأول مرة هذا العام.
هافلسان (HAVELSAN)
وتعتبر واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في تركيا الرائدة في مجالات الصناعات الإلكترونية الجوية، إذ تقدم حلولاً متكاملة لعملائها من خلال منتجاتها في قطاعات التحكم وتقنيات التعليم والمحاكاة وكذلك في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالإضافة إلى حلول الأمن الداخلي والأمن السيبراني.
وتوظف الشركة أكثر من 1300 موظف وبميزانية بلغت العام الماضي 295 مليون دولار حلت الشركة في المرتبة الـ99 ضمن تصنيف المجلة الأمريكية.