من الشائع في المجتمعات العربية أن يتبع الأفراد خطة غذائية لإنقاص أو زيادة الوزن دون التنسيق مع مختص التغذية، وعادة ما تكون المرجعية الإنترنت أو تجارب أشخاص آخرين، وتبعاً لهذا يتم ارتكاب أخطاء عديدة ضمن الخطة الغذائية المتبعة، وبعض هذه الأخطاء يسبب الضرر الجسدي والنفسي، وبعضها الآخر يؤثر على فعالية الحمية، وقد يؤدي إلى ثبات الوزن أو فقدان الوزن واستعادته بسرعة كبيرة.
أنماط غذائية وحميات شائعة
تعتمد الحميات الغذائية علمياً على أسس مثل إحداث تغييرات في كمية الطاقة وتوزيعها على مدار اليوم، أو إحداث تغييرات في نسب العناصر الغذائية الكبرى وهي البروتين والدهون والكربوهيدرات.
وهناك حميات شائعة تعتمد على أسس أخرى مثل عدد الوجبات اليومية، وساعات السماح بتناول الطعام، والتركيز على مجموعات غذائية معينة ومنع استهلاك أي صنف من مجموعات غذائية أخرى، وغيرها العديد من الأسس التي يعتبر معظمها غير صحيح وغير صحي.
عدد الوجبات اليومية
الكثير من الحميات الشائعة والمتداولة يعتمد على تحديد عدد الوجبات اليومية كنمط الوجبة الواحدة ونمط الوجبتين يومياً، وتعتبر هذه الحمية غير صحية حيث إنها تؤدي إلى ردة فعل عكسية للجسم، تتمثل في تخزين الطاقة المستهلكة وبطء عملية الحرق في الجسم نتيجة للحرمان، حيث إن الوجبة الواحدة تعني الشعور بالجوع في معظم ساعات اليوم، ومن ثم الشعور بالشبع بشكل مفاجئ للجسم، إضافة إلى ضمنية عدم استهلاك كمية كافية من السعرات الحرارية والفيتامينات والمعادن ممَّا يعتبر ممرضاً.
نتيجة لهذا النوع من الحميات يثبت وزن الجسم أو يفقد الجسم الوزن بشكل سريع، ومن ثم بعد ترك الحمية يعاود الجسم اكتساب الوزن المفقود بشكل سريع وقد يكتسبه مضاعفاً، إضافة إلى ذلك يحدث نقص في مخازن الفيتامينات والمعادن في الجسم ممَّا يسبب المرض، ومن الطبيعي أن فقدان الوزن السريع دون شد للجسم يؤدي إلى تشكل ترهلات دهنية وجلدية من الصعب التخلص منها في وقت لاحق.
تحديد المجموعات الغذائية
تعتبر الحميات التي تعتمد على أساس تحديد المجموعات الغذائية متنوعة جداً، كحمية الخضراوات وحمية الفاكهة وحمية منع النشويات كمجموعة كاملة، وتعتبر هذه الحميات خاطئة بأكملها وبكل أنواعها إذ لا أساس علمي يعتمد على منع استهلاك مجموعة غذائية من المجموعات الغذائية الأساسية، وتعتبر جميع المجموعات الغذائية ضرورية كجزء من النظام الغذائي اليومي، حيث إن كل مجموعة تزود الجسم بعناصر غذائية معينة وبنسب معينة من هذه العناصر، ومنع استهلاك مجموعة ما يسبب عدم استفادة الجسم من العناصر الغذائية في هذه المجموعة ويسبب خللاً في النظام الغذائي.
يقوم الأساس العلمي على تحديد بدائل صحية في المجموعة نفسها، كاستبدال الخبز الأبيض بخبز الشعير في مجموعة النشويات، واستبدال الدهون المشبعة بالدهون غير المشبعة، واستبدال الحليب ومشتقاته كاملة الدسم بقليلة الدسم.
عشوائية الحمية المتبعة
كثيراً ما يعتقد الأشخاص أن تقليل كمية الطعام المستهلكة وحده يعتبر كافياً ضمن نظام عشوائي لإنقاص الوزن، ولكنه لا يعتبر كافياً، فالبعض يحدد الكميات المتناولة ولكنه يتناولها جميعها مساء وخلال النهار يمتنع بشكل شبه كامل عن الوجبات، وحيث إن الحمية الغذائية لا تعتمد فقط على السعرات الحرارية والأصناف وإنما تعتمد على التنظيم، لهذا يعتبر تنظيم الوجبات هاماً جداً، ويعتبر النظام الأكثر صحة هو بتناول وجبات صغيرة ومتعددة على مدار اليوم بعدد خمس إلى ست وجبات، ويكون الفرق بين كل وجبة والأخرى ساعتين إلى ثلاث ساعات.
اتباع الحميات المعقدة بشكل فردي
بعض أنواع الحميات يعتمد على أسس عديدة ولا يمكن للشخص اتباعها بشكل فردي، ولكن الملاحظ في المجتمع أن الأفراد يتجهون إلى اتباع هذه الحميات من خلال الاطلاع على الإنترنت ودون مشورة مختص، مثل حمية الكيتو التي يعتبر اتباعها بشكل فردي ممرضاً وخطيراً على الصحة، وتقوم هذه الحميات على التنسيق المباشر مع المختص أو التدريب ليتمكن الشخص من اتباعها بشكل فردي دون مضرة.
وكمثال آخر الحميات التي تعتمد على استهلاك نسبة عالية من البروتين يومياً، حيث يعتبر اتباعها بشكل فردي خطيراً وقد يؤدي إلى الفشل الكلوي.
الحميات التي ترتكز على صنف معين
من أمثلة الحميات التي ترتكز على صنف معين حمية الباذنجان وحمية الملفوف وحمية البطيخ، حيث تقوم هذه الحميات على استهلاك صنف واحد بشكل مكرر لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام متتالية، وتعتبر هذه الحميات خاطئة تماماً وتشكل خطراً على الصحة من خلال السعرات الحرارية القليلة جداً التي يتم تزويد الجسم بها، ومن خلال حرمان الجسم من العناصر الغذائية الكبرى والصغرى.
اتباع الحميات بشكل متكرر
العديد من الأشخاص يتبعون الحميات بشكل متقطع، ممَّا يعني اتباع حمية لوقت قصير يقارب الشهر، ومن ثم الانتقال إلى حمية أخرى وبشكل متكرر ممَّا يسبب ثبات الوزن ومقاومة الجسم لفقدان الوزن، فضلاً عن المضار الصحية لاتباع الحميات المتقطع بشكل متقطع و عشوائي غير منظم، إضافة إلى مضار كل حمية متبعة على حدة.
كيف نتجنب ارتكاب أخطاء مضرة صحياً في أثناء الحمية؟
عند اتباع أي حمية غذائية لزيادة أو إنقاص الوزن يجب الحرص على أن تكون من مصدر موثوق، وليس من خلال تجارب المقربين والمعارف أو من خلال شبكة الإنترنت، حيث إن تجارب الآخرين لا تعتبر مقياساً لنجاح الحمية، وبالتأكيد لا تناسب حمية معينة أي شخص بغض النظر عن العوامل الفردية الخاصة به، أما شبكة الإنترنت فتحتوي على معلومات دعائية ولا تعتبر مصدراً موثوقاً للحميات.
استشارة متخصص التغذية تعتبر هامة جداً للتقييم التغذوي وتحديد عوامل عديدة خاصة بكل فرد على حدة، وبناء عليه تحديد الحمية المناسبة للشخص ونصحه بما يناسبه للوصول إلى الهدف المرجو، وتحسين الصحة العامة للجسم انطلاقاً من مفهوم الحمية كنظام متكامل يشمل نمط الحياة المتبع لتجنب أي أخطاء.