نشرت فرحة العيد على الملايين.. جمعيات تركية توزع الأضاحي على فقراء إفريقيا
هبّت الجمعيات الخيرية التركية إلى نشر فرحة العيد في دول إفريقيا، بتوزيع مئات آلاف الأضاحي على ملايين الفقراء والمعوزين هناك. وهي عمليات إحسانية تقوم بها هذه الجمعيات سنوياً، تجسيداً للقيم الروحية والأخلاقية لهذه المناسبة الدينية.
جمعيات تركية توزع الأضاحي على فقراء إفريقيا. (Others)

واحتفلت غالبية الدول الإسلامية حول العالم، بمن فيهم مسلمو القارة الإفريقية، بعيد الأضحى يوم الأحد 16 يونيو/حزيران، الذي يُعَدّ مناسبة دينية تحمل قيم التضحية والعطاء، كما تحث على تعزيز الترابط الأسري والاجتماعي بين المسلمين.

وقبل إحياء المناسبة الدينية بأيام، ذهب النشطاء في الجمعيات الخيرية التركية إلى عدد من البلدان الإفريقية، كالنيجر وتشاد وبوركينا فاسو وأوغندا، من أجل إطلاق عملية واسعة للتبرع بالأضاحي لصالح الفقراء والمعوزين في تلك الدول، تشمل الملايين من المستفيدين.

منظمة IHH توزع الأضاحي في إفريقيا. (Others)

توزيع مئات الآلاف من الأضاحي في إفريقيا

ومن بين المنظمات الخيرية التي شاركت في عملية توزيع الأضاحي، منظمة وقف الديانة التركية، وهي حركة بر تعمل لخدمة الإنسانية جمعاء بشعار "خير الناس أنفعهم للناس"، حسب ما يوضح ذلك موقعها الرسمي.

ووزعت الحركة الأضاحي في بلدان إفريقية، من بينها أوغندا التي وزعت فيها نحو 42 ألف أضحية، و38 ألف أضحية في إثيوبيا، وفي النيجر 25 ألف أضحية، و11 ألفاً و200 أضحية في بوروندي، و1500 أضحية في كل من زيمبابوي والسودان.

وأفاد مسؤول منظمة وقف الديانة التركية طلحة أنس شان بأن المنظّمة بدأت بالاستعدادات لإنجاح هذه العملية الخيرية قبل 6 أشهر، حيث فحصت الفرق الأضاحي ثم وقّعت العقود لضمان نقل الأضاحي إلى مناطق الذبح.

ومن جانبها تنظم منظمة يارديميلي الخيرية التركية حملات توزيع آلاف الأضاحي سنوياً في عدد من الدول الإفريقية، من بينها تشاد وإثيوبيا وكينيا وموريتانيا والصومال والسودان وأوغندا وبوركينا فاسو ونيجيريا وتنزانيا.

وتقود المنظمة حملتها بشعار "أضحية للأخوة وشتلة للإنسانية"، في إشارة إلى مشروعها لزارعة شتلة أشجار مثمرة في المناطق المحددة مسبقاً لكل ذبيحة في البلدان الإفريقية التي يسودها المناخ الحار، وتعاني من الجفاف والفقر.

وفي مراسَلة لـTRT عربي كشفت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) أنها وزّعت الأضاحي في 60 دولة حول العالم، بما فيها دول إفريقية عديدة، وتهدف إلى الوصول إلى 3 ملايين مستفيد، في عملية تأتي هذا العام بشعار "أضحية العيد نداء للأخوة".

وشملت عملية IHH في إفريقيا كلاً من بلدان: بوركينا فاسو وتشاد وساحل العاج وغانا وغينيا ومالي وموريتانيا والنيجر وسيراليون وتوغو وبنين وبوروندي وإثيوبيا وملاوي والسودان والصومال وتنزانيا وكينيا وزيمبابوي وأوغندا وجيبوتي.

وكجزء من أنشطة عيد الأضحى في العام الماضي، وزعت IHH ما يفوق 75 ألف حصة أضحية على ما يقرب من 3 ملايين شخص محتاج في 48 دولة، كما أهدت IHH ملابس العيد إلى ما يزيد على 33 ألف يتيم وطفل محتاج في 10 دول، وذلك كله بتمويل من تبرعات المانحين.

جمعية يارديميلي توزع الأضاحي في النيجر. (Others)

نشرت الفرحة على الملايين

وتنشر هذه العملية الفرحة بين ملايين من المستفيدين منها، وهو ما يؤكده نور محمد زين، الأمين العام لمنظمة البر للإغاثة والتنمية في تشاد، في تصريحات لـTRT عربي، قائلاً إنّ "لهذه العمليات آثاراً كبيرة جداً، وهي ترسم البسمة والبهجة على وجوه الضعفاء والمساكين. كما أنها تساهم في التكاتف وتبليغ رسالة الأمة الإسلامية والتجانس في ما بينهم".

وأضاف الفاعل المدني التشادي أن هذه العمليات الخيرية "تزرع في قلوب التشادين محبة الأمة الإسلامية، وخصوصاً الأتراك، الذين تربطهم بتشاد علاقات قديمة تعود إلى العهد العثماني، وبالتالي يستقبلها التشاديون بحفاوة وترحاب كبير، ويقدمون الدعم لإنجاح هذه الحملات".

وأوضح محمد زين بشأن تنظيم هذه الحملات أن المنظمات الخيرية التركية "لديها مندوبون أو مكاتب محلية، فالجمعية التي ليس لديها مكتب محلي في تشاد لديها مندوب أو مندوبان"، وتحدد هذه الجمعيات قبل موسم الأضحى "الأضاحي وتشتريها وتعلفها وتسمنها، وهم يتبعون في ذلك الشروط الإسلامية في ذبح الاضاحي".

أما من ناحية تعيين الفئات المستهدفة، فقد كشف الفاعل المدني التشادي أن "الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن نسبة الفقر في تشاد تصل إلى 75% وأكثر. لذلك لا يجدون صعوبة في تحديد المستفيدين". وشدد على أنه "في الآونة الأخيرة لا توجد ولاية من ولايات تشاد لا تستفيد من هذه المشاريع".

TRT عربي