بدء التصويت في الانتخابات العامة في بريطانيا / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

وأمس الأربعاء، أفادت صحيفة "التايمز" البريطانية، بأن "استطلاعاً لمؤسسة YouGov يشير إلى أن حزب العمال في طريقه إلى الفوز في الانتخابات بأكبر أغلبية منذ عام 1832"، ما يعني مجيء حكومة من حزب العمال المعارض بعد 14 عاماً من حكم المحافظين.

وأكّد رئيس الوزراء ريشي سوناك في خطاب ختامي أمام أنصاره، أن المنافسة "لم تنتهِ بعد"، رغم إقراره بأنه المرشح الأضعف، بعد ساعات من موجة استطلاعات أخيرة أظهرت أن حزب المحافظين الحاكم في طريقه لتلقي هزيمة قياسية أمام حزب العمال المعارض.

وعشية الانتخابات تلقّى المحافظون ضربة قوية أخرى مع إعلان صحيفة "ذا صن" المعروفة بتأييدها للفائزين، دعمها لكير ستارمر.

وبعد ستة أسابيع من الحملات و14 عاماً من حكم المحافظين الذي شهد تعاقب خمسة رؤساء وزراء بينهم أربعة اضطروا إلى الاستقالة، من المتوقع أن تصوّت البلاد اليوم الخميس، لمصلحة يسار الوسط، وأن توصِل ستارمر إلى داونينغ ستريت.

وأمس الأربعاء، كتبت صحيفة "ذا صن" المملوكة لأسرة الملياردير الأسترالي-الأمريكي روبرت مردوخ: "حان وقت التغيير، حان وقت حزب العمّال".

وكانت الصحيفة أيّدت في 1997 حزب العمّال خلال انتخابات فاز فيها توني بلير، كما أيّدت المحافظين على رأسهم ديفيد كاميرون قبل فوزه عام 2010.

وجاب ستارمر (61 عاماً) البلاد في محاولة للتحذير من الإفراط في الثقة في الساعات المتبقية من الحملة، وقال للصحفيين على متن الطائرة نفسها التي كانت تستعدّ لنقل منتخب بريطانيا لكرة القدم لخوض منافسات بطولة أوروبا في ألمانيا، إنّ "ما قلته للفريق هو أنه لا ينبغي لأحد أن يشعر بالرضا عن النفس".

وأضاف ستارمر ضاحكاً أنه يأمل ألا يعود الفريق إلى الوطن في أي وقت قريب، مؤكداً أنّ حزب العمال يعدّ "الكثير من الاستعدادات" للحكم.

وبذلت كبار شخصيات المحافظين، وبمقدمهم سوناك، جهوداً لدعوة الناخبين إلى عدم إعطاء "أغلبية كبرى" للعماليين في مجلس العموم. وكرر سوناك الرسالة في حدث أخير بعد 24 ساعة في هامبشاير بجنوب بريطانيا، قائلاً لأنصاره: "لم ينتهِ الأمر حتى تنطلق صافرة النهاية يا أصدقائي، وأنا أقول لكم أيضاً إن هذا المنافس الذي يعتقد أن حظوظه ضئيلة سيقاتل حتى صافرة النهاية".

وقال وزير العمل ميل سترايد، وهو أحد أبرز داعمي حملة سوناك، في تصريح لإذاعة "تايمز راديو" أمس الأربعاء: "نحن على الأرجح عشية أكبر فوز (عمالي) شهدناه على الإطلاق".

وكتبت وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان في صحيفة تليغراف: "لقد انتهى الأمر، وعلينا أن نستعد لواقع المعارضة والإحباط الذي تخلّفه".

وبعد سنوات عاش خلالها البريطانيون تجربة خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي وأزمة اقتصادية واجتماعية وانتشار وباء كورونا وفضائح وعدم استقرار سياسي مع تعاقب ثلاثة رؤساء وزراء محافظين منذ عام 2022 وخمسة منذ عام 2010، يرجّح مراقبون أن الناخبين يتطلعون أخيراً إلى التغيير.

وحسب المراقبين، لا تسود أجواء تفاؤل أو أمل مفرط بين البريطانيين، لكنّهم باتوا على استعداد لمنح كير ستارمر زعيم حزب العمال فرصة لقيادة البلاد. وستارمر محامٍ سابق مدافع عن حقوق الإنسان شغل منصب المدّعي العامّ قبل أن يُنتخب نائباً قبل تسع سنوات.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً