انطلقت جولة رابعة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا الاثنين، في إطار بحث سبل التوصل إلى حل للأزمة بين البلدين والتصعيد العسكري الأخير بينهما.
وبدأت المفاوضات عند الثامنة والنصف بتوقيت غرينيتش، وجرت بين وفدَي البلدين عبر تقنية فيديو كونفرنس، وذلك على خلاف الجولات السابقة.
وعقدت الجولتان الأولى والثانية في بيلاروسيا بين وفدين من البلدين، أما الثالثة فكان اللقاء بين وزيرَي الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا في تركيا، الخميس الماضي.
وقال المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك، وهو مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في مقطع فيديو نُشر عبر تويتر إن "مواقفنا لم تتغيّر: السلام، وقف إطلاق نار فوري، انسحاب كافة القوات الروسية، بعد ذلك فقط يمكننا التحدث عن علاقات الجوار بيننا وخلافاتنا السياسية".
فيما قال الرئيس الأوكراني في كلمة مصورة: "من بين التعليمات التي أعطيتها لوفد بلادي في المفاوضات مع روسيا الاثنين السعي من أجل عقد لقاء بين رئيسَي البلدين".
وقال: "أعضاء وفدنا لديهم مهمة واضحة وهي ترتيب لقاء لرئيسَي البلدين، اللقاء المحتمل يجب أن يتركز على النتائج الحقيقية".
وتأتي الجولة الرابعة من المفاوضات بعد قرابة ثلاثة أسابيع من الهجوم الروسي على أوكرانيا، ورغم أن المسؤولين قدموا تقييمات متفائلة في الآونة الأخيرة فإن المفاوضات لم تسفر عن نتائج إيجابية.
وفي حديثه عن الوضع الميداني على الأرض قال زيلينسكي: "نحن الآن في اليوم الـ18 لمعركة أوكرانيا من أجل سيادتها وحريتها وبقائها".
وأشار إلى أنّ القصف الروسي على قاعدة عسكرية بمدينة لفيف الأوكرانية صباح الأحد خلّف 35 قتيلاً و134 جريحاً، مشدداً على أنّ المكان المستهدف لم يكن يشكل أي تهديد على روسيا.
واستدرك بأن القصف الروسي استهدف "المركز الدولي لحفظ السلام والأمن"، وأنه يبعد فقط 20 كيلومتراً عن حدود دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وحذّر الرئيس الأوكراني دول الناتو من أنها ستكون وجهاً إلى وجه مع التهديدات الروسية، مخاطباً دول الناتو بقوله: "أكرر لكم، إن عدم فرض حظر جوي في سماء أوكرانيا يعني سقوط الصواريخ الروسية على مناطقكم وعلى أراضي مواطني الناتو، هي مسألة وقت فقط".
وفي 24 فبراير/شباط الماضي شنت روسيا عملية عسكرية ضد أوكرانيا أسفرت حتى اليوم عن فرار أكثر من 2.5 مليون أوكراني باتجاه الدول المجاورة.
وتشترط موسكو لإنهاء عمليتها العسكرية تخلي كييف عن أي خطط من شأنها الانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو" واتخاذ موقف الحياد التام.
وبشكل أساسي فقد ركزت ثلاث جولات سابقة من المحادثات بين الجانبين في بيلاروسيا على القضايا الإنسانية وأدت إلى فتح محدود لبعض الممرات للمدنيين للهروب من القتال.
والجمعة قال بوتين إنه حدثت بعض "التحولات الإيجابية" في المحادثات، لكنه لم يخض في تفاصيل.
ولم تسفر المحادثات بين وزيرَي الخارجية الروسي والأوكراني عن أي تقدم واضح نحو وقف إطلاق النار يوم الخميس الماضي، لكن المحللين قالوا إن مجرد اجتماعهما ترك نافذة مفتوحة لإنهاء الحرب.