وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إن طواقمها "تعاملت مع 21 إصابة خلال أحداث الفندق وجنسافوط قرب قلقيلية" شمالي الضفة.
وأوضح البيان أن 12 إصابة وقعت جراء الاعتداء بالضرب المبرح، و9 إصابات جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وفي وقت سابق من مساء أمس الاثنين، هاجم مستوطنون إسرائيليون عدة مناطق بالضفة الغربية المحتلة وأحرقوا منازل ومحلات تجارية ومركبات لفلسطينيين.
وقال رئيس بلدية الفندق بمحافظة قلقيلية لؤي تيم، إن عشرات المستوطنين هاجموا منازل المواطنين ومركباتهم على أطراف البلدة وأحرقوا عدة مركبات، وحطموا عدة متاجر.
وأضاف أن "الوضع متوتر في البلدة، ونسمع أصوات إطلاق نار بين الحين والآخر لا نستطيع تحديد مصدره".
من جانبها، أشارت إذاعة صوت فلسطين (حكومية) إلى "هجوم واسع للمستوطنين على بلدتي الفندق وجنسافوط، وإحراق منازل ومركبات ومحلات تجارية".
وقالت الإذاعة إن "قوات الاحتلال تطلق الرصاص الحي خلال تصدي الشبان (فلسطينيون) لهجوم المستوطنين".
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إلى أن "عشرات المستعمرين تحت حماية قوات الاحتلال أحرقوا عدداً من المركبات وهاجموا المحلات التجارية والمنازل الواقعة على الشارع الرئيس (قلقيلية-نابلس) في قريتي الفندق وجنسافوط، شرق قلقيلية".
وذكرت الوكالة أن "مجموعة من المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال تجمهرت عند مدخل قرية بُرقا (شرق مدينة رام الله)، ووضعت مسامير على الطريق لإعطاب إطارات مركبات المواطنين".
وأضافت أن "مجموعة أخرى من المستوطنين، وتحت حماية قوات الاحتلال أيضاً، تجمهرت في منطقة تل العاصور قرب قرية كفر مالك (شمال شرق رام الله)، ما عطل حركة المواطنين في المكان".
وقالت إن عدداً من المستوطنين "تجمهروا مساء اليوم (الاثنين) عند مفترق كرملو قرب قرية الطيبة شمال شرق رام الله، ما عطل حركة المواطنين في المنطقة".
وجنوب الضفة، أفادت "وفا" بأن مستوطنين اقتحموا منزلاً فلسطينياً في منطقة مَسافِر يطا جنوب مدينة الخليل، في حين هاجم عشرات المستوطنين مركبات المواطنين بالحجارة، عند المدخل الشرقي لبلدة دورا ومخيم الفوار، جنوب المدينة "ما تسبب في أضرار في عدد منها، وسط ترديد (المستوطنين) الهتافات العنصرية التي تدعو لقتل وتهجير الفلسطينيين".
وخلال 2024، نفذ مستوطنون 2971 انتهاكاً بالضفة الغربية المحتلة أدت إلى استشهاد 10 فلسطينيين وإتلاف أكثر من 14 ألف شجرة، حسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية).
والجمعة، ألغى وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، جميع أوامر الاعتقال الإداري الصادرة بحق مستوطنين نفذوا اعتداءات بالضفة الغربية المحتلة، وذلك رداً على إطلاق أسرى فلسطينيين بموجب اتفاق تبادل ووقف إطلاق نار بقطاع غزة دخل حيز التنفيذ، الأحد.
اعتقال 64 فلسطينياً
تزامناً مع ذلك اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عزون بمحافظة قلقيلية شمال الضفة وأجبرت أصحاب المحلات التجارية على إغلاقها.
وقال الإعلامي والناشط المحلي في البلدة فارس العزوني إن جيش الاحتلال الإسرائيلي "نفذ مداهمات للبيوت ولأحد المساجد واعتقل 64 مواطناً، بينهم أطفال، أحدهم لا يزيد عمره على 7 أعوام".
وتأتي الاعتقالات الجديدة غداة إفراج إسرائيل عن 90 أسيراً فلسطينياً من سجونها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع فصائل المقاومة بقطاع غزة.
وحسب العزوني "أجبر الجيش الإسرائيلي المعتقلين على الاستلقاء أرضاً على بطونهم في ساحة عامة وسط البلدة، ثم أجبرهم على السير بوضع كل منهم يديه على كتفي من يتقدمه بينما ينظر إلى الأسفل، واقتادهم إلى مدخل القرية الشمالي، حيث يوجد معسكر لقوات الاحتلال".
ولفت إلى اندلاع مواجهات بالبلدة، حيث رشق الشبان الفلسطينيون الجيش بالحجارة، فيما استخدمت قوات الاحتلال الرصاص الحي والقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الشبان.
كما أشار إلى إصابة 3 فلسطينيين من سكان البلدة مساء الأحد، نتيجة تعرضهم للضرب من جيش الاحتلال على المدخل الشمالي للبلدة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى.
بدورها، قالت "وفا"، إن "قوات الاحتلال اقتحمت بلدة عزون من مدخلها الشمالي الرئيسي، وداهمت بناية سكنية وفتشتها"، مضيفة أن تلك القوات "جمعت عشرات المواطنين واحتجزتهم وأجبرتهم على الاستلقاء أرضاً ونكلت بهم وسط البلدة".
من جهته، قال مكتب إعلام الأسرى إن بلدة عزون شهدت "حملة اعتقالات (إسرائيلية) كبيرة، موضحاً أن "أكثر من 60 مواطناً من البلدة يخضعون للتحقيق الميداني".
وبموازاة الإبادة في غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، مما أسفر عن استشهاد 860 فلسطينياً وإصابة نحو 6 آلاف و700 فلسطيني، واعتقال 14 ألفاً و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وصباح الأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" بعد إبادة جماعية ارتكبتها إسرائيل بدعم أمريكي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.