نتنياهو / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

بالتوازي مع الضغوط الدولية، يواجه نتنياهو مأزقاً داخلياً يهدد استقرار ائتلافه الحاكم.

إذ يعارض الاتفاق كل من وزير الأمن القومي زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير المالية زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

فبن غفير يعتبر الاتفاق "صفقة استسلام"، بينما يراها سموتريتش "كارثة على الأمن القومي لإسرائيل".

ويريد الاثنان مواصلة حرب الإبادة الجماعية على غزة التي دخلت شهرها الـ16 واستكمال أهداف تلك الحرب، بما يشمل إعادة احتلال القطاع، وإنشاء مستوطنات به، وتهجير سكانه، والقضاء التام على حركة حماس.

وفي سياق هذا المأزق، هدد بن غفير، مساء الخميس، باستقالة حزبه من الحكومة إذا صدقت على اتفاق غزة. فيما دعا بن غفير، بوقت سابق، سموتريتش، إلى تقديم استقالت هما معاً من الحكومة إذا جرى تمرير الاتفاق.

ويمتلك ائتلاف نتنياهو الحاكم 68 مقعداً في الكنيست من إجمالي 120، ما يمنحه أغلبية مريحة.

لكن استقالة حزبي بن غفير (6 مقاعد) وسموتريتش (8 مقاعد) ستخفض الدعم البرلماني للحكومة إلى 54 مقعداً فقط، ما يعني سقوطها.

ويفسر ذلك المماطلة والارتباك الذي بدا عليه نتنياهو خلال الساعات الأخيرة، وتأجيل اجتماعين كانا مقررين، للمجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت) والحكومة، الخميس، من أجل التصديق على الاتفاق.

إذ زعم مكتب نتنياهو أن تأجيل الاجتماع جاء بدعوى "انسحاب حماس من التفاهمات وخلقها أزمة في اللحظة الأخيرة تمنع الاتفاق". لكن حماس، نفت مزاعم مكتب نتنياهو، وأكدت التزامها الاتفاق.

فيما كشفت وسائل إعلام عبرية أن نتنياهو، يماطل في تمرير الاتفاق إلى حين ضمان عدم انسحاب حزب سموتريتش من الحكومة، ومن ثم إسقاطها.

إذ صار من المرجح أن نتنياهو بات مقتنعاً بأن بن غفير حسم موقفه، وأن الأمل في بقاء الحكومة ينعقد على سموتريتش.

وسط هذا الاضطراب، عرضت أحزاب المعارضة، مثل "المعسكر الوطني" بقيادة بيني غانتس (12 مقعداً بالكنيست) و"هناك مستقبل" بقيادة يائير لابيد (24 مقعداً بالكنيست)، تقديم "شبكة أمان" برلمانية لدعم الحكومة في تمرير الاتفاق دون الاعتماد على شركاء الائتلاف اليميني المتطرف.

وبعد تهديد بن غفير الجديد، مساء الخميس، بالاستقالة من الحكومة، أعاد لابيد، طمأنة نتنياهو بقوله: "لا تخف، ستحصل على كل الأمان الذي تحتاج إليه لإتمام صفقة الرهائن".

يأتي ذلك فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية بأن "الكابينت" سيجتمع صباح الجمعة، للتصديق على الاتفاق بشأن غزة، دون توضيح آخر صورة للموقف بين نتنياهو وسموتريتش.

سيناريوهان بشأن التصديق على الاتفاق

1- استقالة حزب بن غفير فقط:

إذا استقال بن غفير وحده وبقي حزب سموتريتش في الحكومة، سيظل لدى نتنياهو 62 مقعداً، ما يضمن استمرار الحكومة وتمرير الاتفاق، حتى مع معارضة وزراء حزب سموتريتش.

2- استقالة حزبَي بن غفير وسموتريتش:

إذا انسحب الحزبان معاً، ستفقد الحكومة أغلبيتها، ما يؤدي إلى سقوطها. لكن مراقبين يرون هذا السيناريو ضعيفاً بسبب اختلاف أولويات جمهور الحزبين.

فبينما يركز جمهور بن غفير على إعادة احتلال غزة، يولي جمهور سموتريتش الأولوية لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية.

وقد يسعى نتنياهو لتقديم ضمانات لسموتريتش، مثل تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية، لضمان بقائه في الحكومة.

ومع ذلك، يبقى التصديق على اتفاق غزة قائماً، لكن تهديد بن غفير بالانسحاب من الحكومة في حال التصديق على الاتفاق وليس قبله.

ومساء الأربعاء، أعلنت الدوحة نجاح الوساطة القطرية-المصرية-الأمريكية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، على أن يبدأ تنفيذه الأحد 19 يناير/كانون الثاني الجاري.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً