الانتخابات التشريعية الفرنسية: انسحاب أكثر من مئتي مرشح لسد الطريق أمام اليمين المتطرف / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

وتشكلت، يوم أمس الثلاثاء، في فرنسا معالم المعركة قبل الدورة الثانية للانتخابات التشريعية مع انسحاب المرشحين لصالح خصومهم، وذلك لقطع الطريق أمام حزب التجمع الوطني ومنعه من الحصول على الأغلبية المطلقة، الأحد المقبل.

وفي كثير من الأحيان تهدف هذه الانسحابات إلى منع حزب التجمع الوطني وحلفائه من تشكيل حكومة ستكون تاريخية، إذ لم يصل اليمين المتطرف إلى السلطة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، فيما دعا الأخير الفرنسيين إلى منحه غالبية مطلقة في الجولة الثانية التي ستكون "واحدة من الأكثر حسماً في مجمل تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة" التي تأسست عام 1958.

وفي وقت سابق، قال زعماء الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية، وتحالف الوسط الذي ينتمي إليه ماكرون، إنهم سيسحبون مرشحيهم في المناطق التي يحظى فيها مرشح آخر بفرصة أفضل للتغلب على حزب التجمع الوطني في الجولة الثانية من الانتخابات.

ولم يتضح مبدئياً إمكان تطبيق اتفاق مثل هذا في حال كون المرشح من اليسار ينتمي لحزب فرنسا الأبية اليساري المتطرف الذي يتزعمه جان لوك ميلينشون، المثير للجدل وصاحب مقترحات راديكالية تتعلق بالضرائب والإنفاق وخطاب عن التناحر الطبقي.

وذكر مصدر حضر اجتماعاً مغلقاً، أن ماكرون أخبر الوزراء، الاثنين الماضي، أن منع حزب التجمع الوطني من الحصول على الأغلبية هو الأولوية القصوى، وقال المصدر إن هدف الاجتماع كان تأكيد أن الاتفاق سيسري على مرشحي حزب فرنسا الأبية على أساس النظر في كل حالة منفردة. وأضاف المصدر أن ماكرون أنهى كلمته في اجتماع قصر الإليزيه قائلاً: "هجوم!".

وأوضحت شركة إبسوس لاستطلاعات الرأي أن الجولة الأولى أسفرت عن ترك نحو 300 مقعد من أصل 577 مقعداً في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) للمنافسة بين التكتلات الثلاثة. وقالت صحيفة لوموند إن المرشحين الذين احتلوا المركز الثالث انسحبوا بالفعل من نحو 160 منها.

ورغم أن ما يُطلق عليها "الجبهة الجمهورية" ضد اليمين المتطرف حققت نجاحاً واسع النطاق من قبل، فإن محللين يتشككون في مدى استعداد الناخبين الفرنسيين للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية وفقاً لتوجيهات زعماء سياسيين.

وأصبح حزب التجمع الوطني الذي لطالما نبذه كثيرون في فرنسا، أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى. وسعت لوبان إلى تحسين صورة حزب معروف بالعنصرية ومعاداة السامية، وهو أسلوب أثبت نجاحه وسط غضب الناخبين من ماكرون الذي يعده كثير من الناخبين منفصلاً عن همومهم اليومية.

وأظهرت النتائج الرسمية أن حزب التجمع الوطني وحلفاءه حصلوا على 33% من الأصوات في جولة الأحد، وجاء التحالف اليساري (الجبهة الشعبية) في المركز الثاني بحصوله على 28% من الأصوات، أما تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون الواسع (الجمهورية للأمام)، الذي يضم أحزاباً منتمية لتيار الوسط، فقد حصل على 20% فقط من الأصوات.

وارتفعت أسواق المال بدَفعة من الارتياح إلى أن نتائج حزب الجبهة الوطنية لم تكن أكبر من ذلك، لكنّ النتيجة لا تزال تشكل انتكاسة كبيرة لماكرون الذي دعا إلى انتخابات مبكرة بعد هزيمته أمام حزب التجمع الوطني في انتخابات البرلمان الأوروبي الشهر الماضي.

لكنّ فرص نجاح التجمع الوطني المناهض للهجرة والمشكِّك في جدوى عضوية الاتحاد الأوروبي، تعتمد على مدى نجاح الأحزاب الأخرى في إلحاق الهزيمة بلوبان بدعم مرشحين منافسين فرص فوزهم أفضل في مئات الدوائر الانتخابية في أنحاء فرنسا.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً