جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول على هامش استقبالها المهنئين في قاعة عامة بمدينة رام الله، بعد الإفراج عنها من سجون الاحتلال ليلة الأحد-الاثنين ضمن أخريات، بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكرت جرار التي مكثت 6 أشهر في العزل وخرجت منه أمس الاثنين، أن ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين بسجون إسرائيل "هي الأصعب منذ عام 1967".
وأوضحت: "لم تكن الظروف بمثل هذه القسوة، سواء من حيث الاعتداء المتكرر على الأسرى والأسيرات أو رش الغاز المستمر، أو رداءة نوعية وكمية الطعام، أو سياسة العزل الانفرادي التي تمارسها سلطات الاحتلال".
وأشارت القيادية الفلسطينية إلى أن "ما يجري في السجون نتيجة سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية و(وزير الأمن القومي المستقيل) إيتمار بن غفير الذي يحاول أن يتعامل مع الأسيرات والأسرى وكأنهم ليسوا بشراً".
وظهرت جرار (61 عاماً) لحظة الإفراج عنها فجر أمس الاثنين، من سجن عوفر غرب رام الله، بمظهر غير مألوف: بيضاء الشعر نحيلة الجسد لا تكاد تقوى على السير.
وتعد جرار قيادية في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وإحدى أبرز الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق الفلسطينيات، لا سيما الأسيرات، وهي برلمانية سابقة. وقد اعتقلت في 26 ديسمبر/كانون الأول 2023 من منزلها بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وجرى تحويلها إلى الاعتقال الإداري.
وقالت الأسيرة المحررة: "قبيل الإفراج عنا، جرى التعامل معنا بقسوة كبيرة جداً وتعرضنا للاعتداء بالضرب في محاولة لإذلالنا وإهانتنا بشكل متعمد"، مشددة على أن قضية الأسرى والأسيرات "جزء من قضايا شعبنا ويجب التصدي بشكل وطني لكل السياسات التي تمارس بحقهم لحين تحررهم جميعاً".
ولفتت إلى عدم تمييز سلطات السجون الإسرائيلية بين الأسرى والأسيرات "فالجميع يتلقى معاملة قاسية: استفزاز ليلي، مصادرة كل شيء حتى الملابس، حرمان من الزيارات"، كما تحدثت عن "وجود عدد كبير من الأسرى في زنازين انفرادية وظروف قاسية جداً".
والأحد، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوماً، ويجري خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، كما جرى إطلاق 3 إسرائيليات من غزة، و90 أسيرة وطفلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، بينهم خالدة جرار.
ومن المقرر أن تُطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً، مقابل 1737 أسيراً فلسطينياً، بينهم 295 محكومون بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، وفق ما أعلن مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس.
وإجمالاً، تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حالياً وجود نحو 96 محتجزاً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات الأسرى لديها في غارات إسرائيلية عشوائية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.