يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ61، إذ يستمر القصف على مناطق متفرقة من القطاع، تحديداً مدينة خان يونس التي بدأ هجومه البري فيها قبل أيام، في حين تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية من تكبيده خسائر فادحة في عدة محاور، أبرزها خان يونس، حيث تدور معارك ضارية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الشهداء منذ بداية الحرب إلى 16 ألفاً و250، بينهم 7112 طفلاً، و4885 امرأة، في حين بلغ عدد المصابين أكثر من 43 ألفاً. كما استُشهد أكثر من 1240 فلسطينياً منذ انتهاء "الهدنة الإنسانية المؤقتة" مطلع الشهر الجاري.
وبلغ عدد النازحين قسراً في القطاع منذ بدء العدوان نحو 1.9 مليون نازح، حسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، يمثلون أكثر من 80% من تعداد سكان القطاع.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن 6 شهداء سقطوا وأُصيب عدد من المواطنين فجر الأربعاء، في قصف إسرائيلي على منزلين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما ارتقى 3 شهداء وسقط عدد من الجرحى في غارة للطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت منزلاً في المخيم الغربي بخان يونس.
وتواصَل القصف المدفعي على أحياء التفاح والدرج والشجاعية في مدينة غزة، وعلى شرقي خان يونس والفخاري وخزاعة وعبسان. وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي وابلاً من القنابل الفسفورية والدخانية باتجاه وسط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وتحدثت مصادر في الدفاع المدني عن أن عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى من ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع دُفنوا تحت الأنقاض وسط صعوبات انتشالهم.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأربعاء، إن مستشفى شهداء الأقصى استقبل 73 شهيداً و123 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية.
"الوضع الصحي في غزة هو الأحلك في تاريخ البشرية"
أما عن الوضع الصحي، فأعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان مساء الثلاثاء، أن القوات الإسرائيلية المتوغلة شمال القطاع أخرجت مستشفى كمال عدوان -المستشفى الحكومي الوحيد المتبقي في شمال القطاع- عن الخدمة "بالقوة والإرهاب وبفوّهات الدبابات".
وكشفت منظمة أطباء بلا حدود عن انخفاض المواد الطبية والوقود في مستشفى شهداء الأقصى بقطاع غزة إلى مستويات متدنية للغاية. وطالبت المنظمة برفع الحصار عن القطاع وتوفير الإمدادات والمساعدات الإنسانية الطبية بشكل عاجل للقطاع بأكمله.
في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 35 من العاملين في المجال الطبي من بينهم أطباء وضباط إسعاف.
من جانبها، حذّرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من أنّ الوضع في غزة "يقترب من أن يكون الأحلك في تاريخ البشرية"، مع تواصل العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصَر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين ريتشارد بيبركورن، إن عدد المواطنين الذين يغادرون وسط وجنوب قطاع غزة "يزداد بشكل ملحوظ، وإن الوضع يزداد سوءاً كل ساعة. ويتكثّف القصف في كل مكان، بما في ذلك هنا في المناطق الجنوبية"، مضيفاً أن "الكثير من الناس يائسون وفي حالة صدمة دائمة".
وأضاف: "نحن قريبون من وضع هو الأحلك في تاريخ البشرية".
وشدّد بيبركورن أيضاً على أنّ المساعدة التي تمكنت منظمة الصحة العالمية من تقديمها لغزة كانت "قليلة جداً"، ودعا إلى تدفق المساعدات بشكل منتظم.
بدوره، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، جيمس إلدر، من العاصمة المصرية القاهرة، إن "هذه الحرب على الأطفال استؤنفت بشراسة، على نطاق يفوق كل ما سبق أن شهدناه في الجنوب، وبمستوى كل ما شهدناه في الشمال".
وحسب منظمة الصحة العالمية تراجَع عدد المستشفيات العاملة في غزة من 36 إلى 18 منذ بدء العدوان قبل شهرين. وثلاثة من بين هذه المستشفيات لم تعد تقدّم سوى الإسعافات الأولية الأساسية، فيما يقتصر ما تقدّمه المستشفيات الأخرى على الخدمات الجزئية. وفي جنوب القطاع ما زالت 12 من أصل 18 مستشفى تعمل، حسب المنظمة.
ويؤكد عاملون في المجال الإنساني انتشار أمراض على نطاق واسع وبينها التهاب السحايا، واليرقان، والجرب، والقمل، وجدري الماء. وأكدت منظمة الصحة العالمية تسجيل 120 ألف حالة إصابة بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي، و86 ألف حالة إسهال، بينها 44 ألف حالة لدى الأطفال دون سن الخامسة.
ويزيد عدم توفر مراحيض ومياه للشرب من خطر الإصابة بأمراض. وقال المتحدث باسم "يونيسف" العائد من غزة إنه يتوفر أحياناً مرحاضاً واحداً لنحو 400 شخص.
واشتدّت حدة القصف الإسرائيلي في مختلف مناطق القطاع مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع انتهاء هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أُنجزت بوساطة قطرية-مصرية-أمريكية، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة إلى القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
ويشنُّ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حرباً مدمرة على غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 16 ألفاً و250، وجرح أكثر من 43 ألف فلسطيني، كما خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لمصادر فلسطينية وأممية.