جاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة بعث بها منصور إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس جمعيتها العامة دنيس فرانسس، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، روسيا ممثلة بمندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية الخميس.
وحذر منصور في الرسائل من أن إسرائيل "تشنّ حرباً نكراء على الشعب الفلسطيني بشكل متعمد وتعسفي، وفي انتهاك صارخ للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن".
وقال: "بعد مضيّ ما يقرب من 300 يوم على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، لا نزال نشهد مزيداً من الأهوال مع قتل الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين، وقتل العاملين في المجال الإنساني والطبي والصحفيين، واختطاف المدنيين وتعذيبهم واغتصابهم في السجون مع استمرار قصف وتدمير المنازل والأحياء الفلسطينية".
وتابع: "في الوقت نفسه، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون هجماتهم الإرهابية والعنيفة، كما أن الحملة الاستعمارية الإسرائيلية غير القانونية تتصاعد، مع الاستيلاء على الأراضي وسرقة وهدم المنازل والممتلكات والتهجير القسري".
وأضاف المندوب الأممي الفلسطيني: "تثبت إسرائيل كل يوم أنها ستستمر في التصرف كدولة مارقة، وجريمة الاغتيال اليوم وكل الجرائم التي سبقتها والتي تلتها في الساعات التالية إثبات على ذلك".
وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس أدانوا جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، و"الانتهاك الصارخ" لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و"الانتهاكات المتكررة" للأراضي اللبنانية والسورية.
وطالب منصور بالمحاسبة على هذا الاغتيال، وعلى "القتل الوحشي" وإصابة أكثر من 130 ألف طفل وامرأة ورجل فلسطيني خلال هذه الفترة الماضية، وقال: "ندعو مرة أخرى وبأقصى درجة من الإلحاح مجلس الأمن والجمعية العامة وجميع الدول التي تلتزم القانون والمحِبة للسلام إلى التحرك فوراً لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المروعة والإجرامية ضد الشعب الفلسطيني والمنطقة برمتها".
واتهم منصور إسرائيل "بالسعي بشكل صارخ إلى محاولة زعزعة استقرار المنطقة بأكملها وإثارة حرب شاملة في الشرق الأوسط بشكل عميق مما يحمل تداعيات خطيرة على المنطقة وخارجها".
تحذيرات من حرب شاملة
وأمس الأربعاء، دعت دول في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لتجنب اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، بعد اغتيال إسرائيل إسماعيل هنية في طهران، والقيادي بحزب الله فؤاد شكر في بيروت.
وقال شينو ميتسوكو، نائب ممثل اليابان لدى الأمم المتحدة، أمس الأربعاء: "نخشى أن تكون المنطقة على شفا حرب شاملة"، وحثّ على بذل جهود دولية للحؤول دون مثل هذا الصراع.
وأدانت الصين وروسيا والجزائر ودول أخرى اغتيال هنية، الذي وصفه سفير إيران لدى الأمم المتحدة بأنه "عمل إرهابي"، فيما تحدثت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عمّا قالت إنه "دعم إيراني لجهات تزعزع الاستقرار في المنطقة".
من جانبه قال فو كونغ، سفير الصين لدى الأمم المتحدة، إن "الفشل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة هو سبب تفاقم التوتر"، مؤكداً أن "الدول ذات النفوذ الكبير عليها أن تمارس مزيداً من الضغوط وأن تعمل بقوة لإخماد نيران الحرب في غزة".
ودعت باربرا وودوارد سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، إلى الهدوء وضبط النفس، وجددت الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وقالت إن إسرائيل وحماس بحاجة إلى العودة إلى التزام عملية السلام التي من شأنها أن تؤدي إلى حل الدولتين.
أمّا الموقف الأمريكي فمثّله روبرت وود، نائب سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة، بدعوة أعضاء مجلس الأمن ذوي النفوذ على إيران إلى "زيادة الضغط عليها لوقف تصعيد صراعها بالوكالة ضد إسرائيل وغيرها من الأطراف".
بدوره قال أمير سعيد إيرواني، السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، إن طهران تمارس باستمرار أقصى درجات ضبط النفس، لكنها تحتفظ بحقها في الرد بحزم، ودعا مجلس الأمن إلى إدانة إسرائيل وتوقيع عقوبات عليها.
من جانبه دعا جوناثان ميلر، نائب ممثل إسرائيل لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن إلى إدانة إيران بدعوى "دعم الإرهاب بالمنطقة" وزيادة العقوبات على طهران. وقال: "سندافع عن أنفسنا ونرد بقوة كبيرة ضد أولئك الذين يؤذوننا".
ومساء الثلاثاء أعلنت إسرائيل اغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر، إثر غارة جوية استهدفت مبنى سكنياً ببيروت، وأسفر الهجوم عن 4 قتلى، بينهم طفلان وامرأة، وأكثر من 80 جريحاً، حسب الصليب الأحمر اللبناني.
وبعدها بساعات أعلنت حركة حماس اغتيال تل أبيب رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية بغارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران التي زارها للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
وجاء استشهاد هنية فيما تواصل إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، شنّ حرب على غزة أسفرت عن أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.