وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا عن عملية الاغتيال رغم عدم اعتراف إسرائيل رسمياً بها، ورفضها التعليق علناً، بينما كانت إسرائيل أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم ضد حزب الله الذي أودى بحياة القيادي في الحزب فؤاد شكر.
وأعلنت حركة حماس في ساعة مبكرة من أمس الأربعاء، استشهاد رئيس مكتبها السياسي "في غارة إسرائيلية غادرة"، استهدفت مقر إقامته في طهران التي وصل إليها لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة لم تكن على علم بعملية الاغتيال قبل وقوعها ولم تكن متورطة فيها، بينما نقل موقع "أكسيوس" عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين قولهم إن "إدارة بايدن قلقة للغاية من أن اغتيال هنية قد يعرقل مفاوضات إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، ويزيد من خطر اندلاع حرب إقليمية".
وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في إفادة صحفية أمس الأربعاء أنه "من السابق لأوانه معرفة كيف سيؤثر اغتيال هنية في محادثات الأسرى في غزة ووقف إطلاق النار"، وقال "هذا لا يعني أننا سنتوقف عن العمل على ذلك".
وبحسب "نيويورك تايمز"، أصيب كبار المسؤولين في البنتاغون والجيش بالذهول إزاء عملية الاغتيال، وخاصة القرار بإصدار الأمر بتنفيذها في العاصمة الإيرانية، وهي الخطوة التي تجعل من الصعب على إيران عدم الرد. ولكن أحد كبار الضباط العسكريين الأمريكيين، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إنه "في حين يجب أن تشعر إيران بالحرج من هذا الخلل الأمني غير العادي، فإنها قد تخشى أيضاً الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل".
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن يتوقع أن يستغل الفترة المتبقية له في منصبه لإنهاء الحرب في غزة، "لكن أدت عمليات الاغتيال المتتالية لقائد حزب الله في لبنان والزعيم السياسي لحماس في إيران إلى خلط المعادلة الجيوسياسية ومراجعة تقييم المخاطر"، وفق الصحيفة.
وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق للسلام في الشرق الأوسط للصحيفة: "آخر شيء تحتاجه إدارة بايدن أو المرشح الديمقراطي المفترض الآن، مع اقتراب موعد الانتخابات بعد أقل من 100 يوم، هو الانجرار إلى تصعيد إقليمي كبير وفوضوي أو الفشل في إدارة هذا التصعيد".
وأمس الأربعاء، توعدت إيران بردٍّ "قاسٍ" على اغتيال هنية يجعل منفذه "يندم عليه بشدة"، كما توعدت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحماس، إسرائيل "بدفع ثمن" استشهاد هنية، الذي قالت إنه "حدث فارق وخطير ينقل المعركة إلى أبعاد جديدة، وسيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها".
وكان أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن بعد اغتيال هنية، "أهمية مواصلة محادثات" التوصل لهدنة في قطاع غزة.